صدور العدد السادس عشر من مجلة “نواة” مخاطر تحفّ بتونس “الخضراء”

صدور العدد السادس عشر من مجلة “نواة” مخاطر تحفّ بتونس “الخضراء” اكتسبت تونس لقب “الخضراء” من الغابات التي تنتشر في شمالها الغربي، لكن هل ما زالت بلادنا تستحقّ هذا اللقب الذّي رافقها طيلة تاريخ طويل؟ إذ من الواضح أن “تونس الخضراء” تواجه اليوم تهديدا حقيقيّا.

مع اقتراب موجة الحرّ الصيفية، يتناول العدد السادس عشر من مجلة “نواة” هذا الملف تزامنا مع اقتراب كابوس الحرائق في المناطق الخضراء المتبقية، وتواصل عمليات القطع الجائر للأشجار وتفاقم مشكلة التعرية التي تمضي قُدما في تدمير التوازن البيئي في تونس.

يسلط هذا العدد الضوء على هنّات السياسات العمومية والممارسات الإجرامية التي تؤثر على البشر والطبيعة على حدّ سواء. وبينما تنقرض بعض أنواع الحيوانات بشكل تدريجيّ في ظل لامبالاة الجميع تقريبا، استفاد الخنزير البري من الوضع البيئي الشائك ليغزو مناطق لم يعش فيها من قبل. وإضافة إلى المقالات، تُثري الرسوم الكاريكاتورية اللاذعة للفنان “توفيق عمران” والقصص المصورة المُلهمة لـ”سيف الدين الناشي” ملّف الغابات وتمنحه تنوّعا مميّزا على مستوى أشكال طرح الموضوع. تحظى مدينة قابس، إحدى أكثر المدن التونسية تضررّا من التلوث، بمساحة خاصة في قسميْ “أوكسجين” و”أقاليم”.

من المفارقات التي يتناولها العدد، أنّه في الوقت الذي تمضي فيه الحكومة التونسية بخطى متسارعة في سباق إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُروّج له كبديل طاقي واعد، يثور سكان قابس. كما تبدو واحة “شنيني”، التي تعاني منذ عقود من تواصل سياسة التدمير البطيء للتوازن البيئي، على حافة الانهيار.

أما الأهالي، الذين بادروا بعدة مشاريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المنطقة، فما زالوا يتأرجحون بين خيبات الأمل والإصرار على استكمال النضال. أمّا في قسم “العالم”، تتناول مجلّة نواة في عددها الجديد موضوع أنواع الحيوانات المهدّدة بالانقراض في المغرب العربي بسبب الصيد الجائر المكثّف إضافة على التوسع الحضري. بالوصول في رحلة القراءة بين صفحات المجلّة إلى قسم “إلهام”، نتناول هذه المرّة مسرحية “البخارة” التي تميّزت لا فقط بجودة العمل بل يتميّز الطرح الذي تمحور حول القضية البيئية.

بعيدًا عن سباق الأخبار العاجلة والتغطية السريعة للأحداث، تقدّم مجلة “نواة” محتوى غنيًا وجريئًا. من خلال تقاريرها الاستقصائية، وبورتريهاتها، وتحليلاتها، تتجاوز المجلة حدود الخبر العادي لتقدم فهما أعمق للواقع.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.