بعيدا عن المواقف الايديولوجية والشعبويًة المتخفًية وراء شعارات بالية خصوصيًاتها الأساسيًة ضعف الرؤي والافتقار إلى قدرة الاقناع بالبديل، المعادلة الصعبة في إصلاح القطاع العمومي في تونس تكمن في العدول عن الشعارات الجوفاء وتجاوز المصالح القطاعيًة.
إلياس القصري *

كما تكمن هذه المعادلة الصعبة في تجاوز الامتيازات المراكمة خلال فترات نموً نسبيً أو ضعف الدولة لإيجاد منظومة خدمات توفًر الظروف الملائمة لمباشرة حقوق المواطن في الصحًة والنقل والغذاء والتربية وخدمات توفًر ظروف الارتياح والسعادة والإنتاجيًة.
تبدو تونس في مفترق طرق بين مزيد من تدهور الخدمات والظروف الاجتماعيةً والاقتصاديًة مع المخلًفات الخانقة لسياسة الهروب الى الأمام بإجراءات ترقيعيه أثبتت التجارب السابقة انعدام جدواها مع مزيد التداين على حساب برامج الاستثمار والتنمية وتكبيل الأجيال القادمة بمديونيةً يزداد عبئها قرضا بعد قرض.
قراءة رصينة وعلميًة لتهالك القطاع العمومي في تونس قد ترجع الوضع الراهن السيء والمفلس للدولة والمواطن الى غياب منظومة عصريًة شاملة لإسداء الخدمات التي يضمنها الدستور ووجوب الشروع بكل شجاعة وحزم في مراجعة عميقة لدور الدولة ومجال وطرق تدخًلها بعيدا عن الشعارات الشعبويًة و الشخصنة والبحث المتواصل عن اكباش الفداء.
* سفير سابق.
شارك رأيك