على اثر البلاغ التوضيحي و المخيب للآمال الصادر عشية اليوم عن الشبكة التونسية للحقوق والحريات التي دعت سابقا لمسيرة تحت شعار “أطلقوا سراح الجمهورية” ثم تراجعت قبل يومين من الموعد متعللة بعدم التنسيق بما فيه الكفاية، أخذت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين بزمام الأمور معولة على الشارع التونسي بجميع أطيافه و توجهت بالبلاغ التالي للرأي العام :
“تونس في 22 جويلية 2025
كفى لعبًا على حبال اللحظة.
كفى بلاغات تُصيغها الأقلام بينما تُترك الأجساد وحدها في الزنازين.
أعلنت الشبكة التي كنا نعول على تضامنها عن تحرّك، ثم تراجعتم عنه بـذريعة “التنسيق”؟
أيّ تنسيق هذا الذي يحتاجه من تُنتهك حريته كل دقيقة؟
منذ متى صار الدفاع عن الحريات مشروطا بمزاج “الطيف المدني”؟
وأين كنتم حين تُسحق كرامة الناس في المحاكم والسجون وأقبية البوليس السياسي؟
تأجيلكم ليس “تقديرًا للمصلحة”، بل خذلان صريح وجبان.
خذلتم المعتقلين، خذلتم الشارع، خذلتم حتى الكلمات التي تكتبونها في بياناتكم المزركشة. كل من يصمت الآن أو يُسوق للتريّث، أو يبحث عن “لحظة مناسبة، ليس إلا شريكًا موضوعيًا في القمع. لا تبرروا الجبن بالتعقّل، ولا الانهزام بالحرص. الشارع لنا و نحن مواصلون.
وعليه، تدعو تنسيقيّة عائلات المعتقلين السياسيين، كل المواطنات و المواطنين الأحرار و المناضلين من اجل إعلاء كلمة الحق و الدفاع عن الحقوق و الحريات الي مسيرة احتجاجية تنطلق من امام نصب ابن خلدون لتجوب شارع الحبيب بورقيبة ثم تقف امام المسرح للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين و المعتقلات باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم و القابعين ظلما في سجون الانقلاب، يوم الجمعة 25 جويلية على الساعة السادسة مساء
الشارع لا ينتظر دعوات فوقية،
اليوم، إما أن تكونوا مع الحرية بلا شروط ولا حسابات،
أو اصمتوا إلى الأبد، ودعوا الشرفاء يكملون الطريق وحدهم”.
*بعد دعوتها للتظاهر تحت شعار “أطلقوا سراح الحمهورية “تراجع فجئي لشبكة الحقوق والحريات
في البلاغ التالي الصادر عنها عشية اليوم الثلاثاء 22 جويلية، والذي وصفته بالتوضيحي، أعلنت الشبكة التونسية للحقوق والحريات عن عزوفها عن التظاهر- الذي سبق أن دعت اليه بكل حماس- يوم 25 جويلية الجاري بداية من الساعة السادسة مساء و انطلاقا من بطحاء محمد علي بتونس:

*تونس في 22 جويلية 2025
- ان الشبكة التونسية للحقوق والحريات و بعد الدعوة التي اطلقتها للتظاهر يوم 25 جويلية 2025 بداية من الساعة السادسة مساء ببطحاء “محمد علي” بتونس العاصمة.
*و بعد تعميق النقاش مع بقية مكونات الطيف المدني و السياسي الديمقراطي التقدمي و الاطلاع على ببقية الدعوات للتظاهر في نفس التاريخ و التوقيت .
قررت الشبكة تأجيل التحرك الاحتجاجي لتاريخ آخر يعلن عنه لاحقا من اجل مزيد التنسيق مع المكونات الديمقراطية والتقدمية.
*كما تعلم الراي العام و انها ستعقد ندوة صحفية للتعبير عن موقفها من وضع الحريات العامة و الفردية و تواصل التعدي على أسس و مقومات النظام الجمهوري .
*كما نذكر بالموقف المبدئي للشبكة في الدفاع عن “كل الحقوق لكل الناس” علاوة على ان هوية الشبكة الديمقراطية والتقدمية المبدئية تمثل حصرا بوصلة نشاطها ومعيار تنسيقها مع بقية المكونات الديمقراطية والتقدمية الشريكة”.
*للتذكير: في ما يلي دعوة الشبكة الأسبوع الماضي للتظاهر:
*في زمنٍ صار فيه الرأي تهمة، والمعارضة خيانة، والدستور أداة طيّعة بيد الفرد الواحد، تدعوكم الشبكة التونسية للحقوق والحريات إلى المشاركة في مسيرة تحت شعار:
”أطلقوا سراح الجمهورية”
*وذلك يوم الجمعة 25 جويلية 2025، على الساعة السادسة مساءً، انطلاقًا من ساحة محمد علي في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة.
منذ 25 جويلية 2021، لم يعد عيد الجمهورية يومًا للاحتفال بالحرية، بل محطة تُجدَّد فيها حلقات القمع، وتُرسّخ فيها سلطة الفرد على أنقاض الدولة المدنية.
أربعة أعوام من الاعتقالات والمحاكمات الصورية، من التحريض على الخصوم وتخوين المختلفين، من محو الحدود بين القانون والانتقام.
لكننا نُدرك أن الجمهورية ليست مرسومًا ولا شعارًا يُعلّق… الجمهورية هي الإرادة الشعبية، هي كرامة المواطن، هي العدالة، وهي الحرية.
*فلنملأ الشوارع صدىً بالهتاف:
لا للاستبداد… لا لحكم الفرد… لا لإسكات الضمائر.
نعم لحرية المساجين السياسيين، نعم لجمهورية الشعب، لا جمهورية الزعيم الأوحد”.
شارك رأيك