منذ زيارته الأخيرة لجزيرة جربة في نوفمبر 2022 لم يتوجه موكب الرئيس قيس سعيد إليها مرة أخرى، ولأنّ زيارته الأولى كانت رسمية ولم تكن خاصة وكانت في إطار عقد القمة الفرنكوفونية فإن أهالي جزيرة جربة يناشدون رئيس الدولة لزيارة الجزيرة مرة أخرى في إطار ما يسمى زيارة خاصة، للنظر في الملفات المعقدة جدا التي تتراكم على طاولات المسؤولين من الوزراء إلى الولاة إلى المعتمدين إلى المسؤولين المحليين، وهي ملفات جديرة بالدراسة والمناقشة والبحث عن حلول جذرية لهذه الجزيرة التي لم تُمنح الوقت الكافي لبث همومها وتحدياتها ومشاكلها، ولأن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى ورأس الدولة الذي يمكن أن يستمع وينصت جيدا لأهاليها فإنهم يحثونه على زيارتها وقت ما شاء ومتى تتوافر المعطيات.
فوزي بن يونس بن حديد
إن زيارة رئيس الدولة لجزيرة جربة ضرورية وملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأن تراكم الملفات على طاولات المسؤولين دون إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تزداد يوما بعد يوم من شأنه أن يؤجج الغضب مع مرور الأيام والشهور والسنوات، لأن الجزيرة لا تشهد تقدما كبيرا يذكر في المؤسسات الرسمية، ولأنها من المناطق الحيّة في تونس وتضاهي مناطق أخرى تشهد تطورا واهتماما كبيرا من مؤسسة الرئاسة وغيرها من المؤسسات الوطنية لذلك فهي تحتاج إلى اهتمام خاص لا سيما إذا علمنا أنها منطقة سياحية من الدرجة الأولى وعلى كل المستويات، تنعم ببحر جميل وطقس متوسط وهدوء غير عادي حتى في فصل الصيف، وحركة ثقافية نشطة، وهذا كله يحتاج إلى إمكانات هائلة حتى لا يتضرر المواطن التونسي بالدرجة الأولى.
الخدمات بقيت ضعيفة وعلى كل المستويات
ولأن الدولة التونسية الجديدة تبحث عن حلول لكل المشاكل التي يعاني منها المواطن وحسب الأولويات، فإن جزيرة جربة بكامل ترابها وسكانها ومؤسساتها تناشد رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة أن ينظرا إليها نظرة اهتمام من خلال توفير الأساسيات والحاجيات الضرورية والبحث في مشاكلها، وأبرزها على الإطلاق مشاكل الكهرباء والماء والبيئة التي تتكرر كل صيف ويعاني منها المواطن الجربي الأمرّين، فشركتا الكهرباء والماء لا تُعيران المواطن التونسي أي اهتمام، فيقطعون إمدادات الكهرباء والماء عن كل الجهات وفي أوقات الذروة رغم أن المواطن مستعد لدفع الفاتورات إلا أن الخدمات بقيت ضعيفة وعلى كل المستويات.
ورغم الشكاوى المتكررة من المواطنين وفي كل سنة وفي فصل الصيف تحديدا، إلا أن المسؤولين يبدو أنهم لا يبالون بها، حيث لا تجد هذه الشكاوى صدى ولا متابعة ولا حتى النظر في محتواها، مما يجعل الأهالي في حيرة من أمرهم ولا يجدون ما يفعلون سوى التحمل والصبر ولكن كما يقال للصبر حدود. فهل ستجد هذه المشاكل طريقا للوصول إلى مؤسسة الرئاسة للنظر والبحث والمناقشة والجلوس مع الأهالي في لقاء موسع يحضره رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ويكون برلمانا مفتوحا مع الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، للنظر في هذه الملفات المعقدة.
متابعة المشاكل أولا بأول وإيجاد الحلول الجذرية
إن جزيرة جربة اليوم تستحق هذه الزيارة لتنظيم أعمالها، والبحث في مرتكزات التنمية الجديدة من إحداث مؤسسات جديدة ديناميكية تعتمد اللامركزية لتحديث العمل الحكومي ومتابعة المشاكل أولا بأول وإيجاد الحلول الجذرية التي يعاني منها المواطن الجربي على مدار السنة وخاصة في فصل الصيف أين تشتد الحرارة ويحتاج فيها المواطن إلى الحاجيات الضرورية من كهرباء وماء على مدار اليوم.
ولعل هذه المناشدة تؤتي أكلها بما شاهدناه وما نشاهده من تحديات عظيمة أمام هذه الجزيرة التي تطالب منذ زمن برفع المستوى الإداري إلى مستوى ولاية بدل من تقسيمها إلى معتمديات تتبع ولاية مدنين البعيدة عنها 45 كلم ويتجشم المواطن الصعاب لاستخراج ورقة أو للإمضاء عليها، مما يعرض نفسه للخطر والمشقة والمعاناة ونحن نعيش القرن الحادي والعشرين المفعم بالتكنولوجيا الحية والحكومات الإلكترونية.
شارك رأيك