تشارك دار أدليس من باتنة في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر – SiLA أكتوبر 2025 بمجموعة واسعة من الإصدارات الأدبية، وقد اخترنا منها خمسة عناوين بارزة تمثل روح الدار في الجمع بين التراث والحداثة، التاريخ والفلسفة، الخيال والواقع.
«الحمار الذهبي» – لوكيوس أبوليوس، ترجمة مصطفى جمال
لأول مرة يُقدَّم هذا الكلاسيك اللاتيني للقراء العرب، في ترجمة تنقل كل عمق السرد والفلسفة. تحكي الرواية مغامرات شاب يتحوّل إلى حمار، رحلة يمزج فيها الضحك بالمعنى، والفلسفة بالسحر. النص ليس مجرد حكاية، بل مرآة للحالة الإنسانية، حيث تتقاطع الرغبة في الخلاص مع هشاشة النفس، ويصبح الضحك أداة للتأمل الأخلاقي والفلسفي.
كما أن الرواية تعكس التوازن بين الكوميديا العميقة والفلسفة الصافية، فتتيح للقارئ تجربة قراءة تجمع بين المتعة الفكرية والدهشة الأدبية، ويظل أثرها طويلًا في الذاكرة.
«الفخر والرصاص» – ريمو آل
رواية وجودية تستكشف لحظة مواجهة الإنسان لنفسه. الفخر قد يكون قيودًا، والرصاص خلاصًا، وما يُحسب نجاة قد يكون السقوط ذاته. بأسلوب شعري يمزج الحدة بالعاطفة، تصوّر الرواية التوتر الداخلي والخيارات المصيرية التي يفرضها الموت والحياة في آن واحد.
ويغوص النص في أعماق النفس البشرية، ويبرز الصراع بين الحرية والخوف، بين الأمل واليأس، ليترك القارئ في حالة تأمل طويل حول حدود الإرادة والمصير.
«بنات السطح: عيون غربية على الشرق» – سامي شعنان
رواية متوَّجة بجائزة رئيس الجمهورية علي معاشي 2025، تأخذ القارئ في رحلة إلى القرن السادس عشر بين روما وفلورنسا. فنان شاب يواجه تحديات الطغاة والكرادلة، ويصطدم بقسوة المجتمع وصراعات السلطة، بينما يلتقي بليوناردو دافينشي ومايكل أنجلو في مشهد فني وإنساني استثنائي.
الرواية تغوص في النفس البشرية، في الحب الذي يتحول إلى لعنة، في الخيانة التي تترك القلوب تائهة، وفي الأسرار التي يمكن أن تدمر لوحة أو إنساناً. إنها ليست فقط قصة فن، بل مرآة للإنسان في كل حالاته، حيث يواجه القارئ صراعات داخلية وخارجية تحاكي الروح وتطرح أسئلة عن الجمال والحب والبقاء في عالم مليء بالفساد والطمع.
«المُسبّل» – رزين عكاشة
جازية، الجدة الصامدة، تواجه الغياب والاتهام بصلابة نساء الجزائر العظيمات. الرواية تُعيد الاعتبار لنساء لم تُخلّدهن كتب التاريخ، وتكشف الأبعاد الاجتماعية والنفسية لهن في زمن الثورة، لتصبح بطولتهن صدى للذاكرة الوطنية.
ويبرز العمل أيضًا التوازن بين التاريخ الشخصي والجماعي، بين الألم والأمل، ليصبح النص شهادة حية على قوة المرأة في مواجهة القهر والتحديات الكبرى.
«المسرحية الأخيرة – رحلة البحث عن سرّ اختفاء المخطوط» – خديجة حسين تلي
من الأقلام التي تفتخر دار أدليس بنشرها، تقدم خديجة حسين تلي نصًا ينزف رصانة وإتقانًا، حيث يتردد صدى الحرف في ذهن القارئ طويلاً. المسرحية، الموجّهة لليافعين، تروي رحلة صديقين شغوفين بالفن والمسرح إلى وهران للبحث عن مخطوط المسرحية الأخيرة لعبد القادر علولة.
النص يمزج بين المغامرة والخيال، وبين الزمن الحالي والماضي المسرحي للكاتب، ليتيح للقراء تجربة حية في قلب المدينة والثقافة، ويطرح أسئلة عن الإرث الإبداعي والمسؤولية في نقل الثقافة عبر الأجيال. كما يكشف عن الشغف بالكتابة المسرحية، وعن العلاقة الحميمة بين الفنون والذاكرة الجماعية، حيث يصبح البحث عن المخطوط رحلة في ذات الإنسان والفن نفسه.
بهذا الحضور المتنوّع، تؤكد دار أدليس حضورها المتميز في SiLA أكتوبر 2025، كدار تجمع بين المعرفة والخيال، التاريخ والحداثة، والذاكرة والروح الأدبية للجزائر.
جمال قتالة
شارك رأيك