في حدث سينمائي بارز، تشارك المخرجة التونسية كوثر بن هنية في مهرجان فينيسيا السينمائي بدورته الـ82 بفيلمها الوثائقي المؤثر “صوت هند رجب”، الذي يروي قصة مأساوية للطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي استشهدت في غزة خلال هجوم إسرائيلي في جانفي 2024. يأتي هذا الفيلم ليلقي الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين في ظل الاحتلال، ويبرز صوتا إنسانيا يتردد صداه في ضمير العالم.ب.ح
قصة مأساوية ترويها السينما

تدور أحداث الفيلم حول مكالمة استغاثة تلقاها متطوعو الهلال الأحمر الفلسطيني في 29 جانفي 2024 من الطفلة هند رجب، التي وجدت نفسها محاصرة داخل سيارة مع جثث عائلتها في حي تل الهوى بمدينة غزة. كانت الطفلة، ابنة الست سنوات، تحاول الفرار مع عائلتها من هجوم إسرائيلي، لكن قوات الاحتلال استهدفت السيارة التي كان يقودها عمها بشار، مما أدى إلى استشهاده وزوجته وأطفالهم: سارة، ليان، رغد، ومحمد.
في تسجيل مؤلم نشره الهلال الأحمر الفلسطيني، تظهر هند وهي تستغيث عبر الهاتف: “عمو قاعدين يطخوا علينا.. ساعدونا.. الدبابة بجواري ونحن في السيارة”. حاول المتطوعون إبقاءها على الخط، بينما كانوا ينسقون لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذها. لكن قوات الاحتلال منعت وصول المسعفين، بل واستهدفت سيارة الإسعاف التي أُرسلت لإنقاذ الطفلة، مما أدى إلى احتراقها واستشهاد هند وحيدة وسط الظلام والجثث. هذه القصة، التي وقعت بعد أشهر من هجوم 7 أكتوبر 2023، تجسد مأساة إنسانية عميقة، وتعكس واقع الحياة تحت الاحتلال.
عرض الفيلم في فينيسيا

أعلنت إدارة مهرجان فينيسيا عن مواعيد عرض الفيلم في دورته لهذا العام، حيث سيعرض يوم 3 سبتمبر 2025 في الأوقات التالية:
الساعة 4:30 عصرا في قاعة Sala Grande
الساعة 8:00 مساء في PalaBiennale
الساعة 8:30 مساءً في Sala Darsena
الساعة 11:15 صباحا في Sala Grande
الساعة 9:00 مساء في PalaBiennale
يُعد اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان فينيسيا، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، تأكيداً على قوة الرسالة التي يحملها وأهمية تناول قضايا حقوق الإنسان من خلال الفن. المخرجة كوثر بن هنية، التي اشتهرت بأعمالها السينمائية الجريئة، تستخدم في هذا الفيلم لغة بصرية مؤثرة لنقل معاناة الطفلة هند إلى الجمهور العالمي، مما يجعل “صوت هند رجب” عملا يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
صوت يتردد في الضمير العالمي

يأتي هذا الفيلم في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، حيث يسلط الضوء على الخسائر الإنسانية الناتجة عن الصراع المستمر. من خلال سرد قصة هند، يطرح العمل تساؤلات عميقة حول مسؤولية المجتمع الدولي تجاه حماية الأطفال في مناطق النزاع. كما يبرز دور الهلال الأحمر الفلسطيني وجهود متطوعيه في ظل ظروف مستحيلة، مما يضيف بُعداً إنسانيا آخر للقصة.
“صوت هند رجب” ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو صرخة مدوية تحمل ألم طفلة لم تجد من ينقذها، وتذكير بأن وراء كل رقم في إحصائيات الضحايا قصة إنسانية تستحق أن تُروى. من المتوقع أن يترك الفيلم أثرا عميقا في نفوس الجمهور في فينيسيا، وربما يكون خطوة نحو إيصال هذا الصوت إلى العالم أجمع.
بشير حسني
شارك رأيك