في اعتقادي المسألة تتجاوز النظارة السوداء والأضواء الخافتة والكرسي والديكور البسيط..تتجاوز حتى الظروف المتشعبة التي يمر بها وتجعل الناس قسمين بعضهم متضامن معه والآخر يثبت عليه تهمة “الإرهابي”.
فضل شاكر يأسر الروح بأغانيه المتدفقة منذ شهور ومع كل أغنية جديدة يكتسح مساحة اضافية من أعماقنا و يتجمّع حوله العشاق .. و من كافة الأعمار
بعضهم يرجع هذا الإكتساح الساحق الى ركود الساحة الفنية وتوق الناس الى أعمال ابداعية تذكرهم بالزمن الجميل .. هناك من يربط اشعاعه بغيابه الطويل عن الساحة اضافة الى كون فضل يتمتع بكاريزما ساحرة لا يمكن مقاومتها ..
هناك من يرى أيضا أن السر في الكلمات الرقيقة للرائعة جمانة جمال واللحن الشجي الذي يحيل بعض السامعين الى رحاب أغاني زياد رحباني كأغنية “أمنلي بيت” أو “سلملي عليه” علما وأنّ أغنية “لما بتوحشيني” هي من كلمات محمد الرفاعي وقد حصدت نفس الإشعاع والإنتشار الرهيب.. ولكن ماذا لو ردد هذه الأغاني فنان آخر هل كانت ستشهد نفس التأثير والإبهار؟.
أسئلة كثيرة تدور ببال كل من يتابع المشهد سواء من الجمهور أو النقاد في المجال الفني أو كذلك من زملاءه الفنانين المصدومين المذهولين بما يجنيه من نجاح جعله ملكا متفردا في الساحة الفنية
حسب اعتقادي كل هذه الأسئلة وغيرها لا طائل منها غير أننا مهوسون بالأسئلة العمياء .. كالعادة لدينا ولع ركيك بإستنطاق تفاصيل أعلى من الشرح والتحليل ..تفاصيل فقط تحس وتعاش ولا تفسّر ..تفاصيل تجعل السامع يحلّق كفراشة في عالم شفاف وتعدّل دقات قلبه على وقع أصابع بيانو عتيق وتخلع رأسه عن جثته التي حنّطها احباط العيش على الجدب في غياب مشاعر هي خلاصة كل الحياة وتأخذه في فسحة أمل لا يرجو العودة منها
ويظل السامع متمايلا كزهرة أوركيد لا يقدر على انتزاع نفسه من عالم الأغنية يسمعها لمرات متتالية بنفس الشغف والوله سواء كان في حالة عشق أو عاطلا عن الحب ..يظل منتشيا بلحظات جذلى تسحبه من خندق روتينه المعتاد الخانق الى زرقتي البحر والسماء حيث لا قيد ولا حواجز في خلايا الكون الفسيح
في اعتقادي .. أغاني فضل شاكر سحبتنا في غفلة منا من عالمنا المدجج بالقبح والزيف والقسوة الى عالم الجمال والصدق .. هذه كل الحكاية فلماذا كل هذه الأسئلة العمياء.
الاعلامية علياء رحيم
شارك رأيك