بوكدوس يكتب عن وقوف أسطول الصمود بتونس ورمزية التغطية الاعلامية

تحت عنوان “إن لم نُغَطِّ غزة حين تقترب من موانئنا، وكما يجب، فمتى؟”، نشر الصحفي المناضل فاهم بوكدوس التقرير التالي حول أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة الذي وصل مساء اليوم الأحد 6 سبتمبر إلى ميناء سيدي بوسعيد قادما من برشلونة و متوجها إلى الأراضي الفلسطينية:

“وصول “أسطول الصمود” إلى تونس، قادمًا من برشلونة، ليس حدثًا عابرًا يمكن التعامل معه بمنطق التغطية البروتوكولية أو الاكتفاء بالحد الأدنى من المتابعة الإعلامية. نحن أمام مبادرة إنسانية وسياسية كبرى، تحمل على متنها شخصيات دولية وازنة، من نشطاء ونواب ومفكرين وحقوقيين وممثلين ومغنين من الصف الأول، جاءوا حاملين رسالة دعم لغزة المحاصرة، ومواقف مناهضة للاحتلال، من قلب المتوسّط.

إن اللحظة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والرمزية التي تنطوي عليها زيارة هذا الأسطول إلى تونس تحديدًا، تقتضي حضورًا إعلاميًا وطنيًا واسعًا، يُواكب الحدث بما يليق بقيم تونس وثوابتها، ويُظهر للعالم أن تونس، شعبًا ومؤسسات، ما زالت تعتبر فلسطين قضية مركزية، وليست مجرد عنوانًا ضمن الأرشيف.

فليكن الحدث فرصة للإعلام التونسي ولتفزيونه العمومي بالخصوص ليستعيد جزءً من روحه ودوره الحقيقي،.

ليس كل يوم ترسو على شواطئ تونس قافلة دولية بحجم “أسطول الصمود”، قادمة من برشلونة، حاملةً على متنها شخصيات مرموقة من مختلف أنحاء العالم كممثلين أصيلين للحركة الإنسانية المناصرة لفلسطين، وسيتحد معها أسطول الصمود المغاربي بشخصيّاته التونسية الوازنة والمكافحة

هذا الأسطول لا يُجسّد فقط تضامنًا إنسانيًا مع غزة، بل يمثّل موقفًا دوليًا جماعيًا مناهضًا للاحتلال، رافضًا للحصار، ومؤمنًا بحرية الشعوب. واختيار تونس كمحطة من محطات عبوره نحو غزة ليس تفصيلاً عابرًا، بل هو اعتراف بدور تونس الرمزي والتاريخي في الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

فهل يليق إذًا بنا أن نكتفي بتغطية شكلية أو بروتوكولية للحدث؟

الإجابة واضحة: لا.

ما يحدث هو لحظة تاريخية نادرة، والواجب المهني والوطني يقتضي أن يتم يتعامل مع الحدث بمستوى يليق برمزيته وبتطلعات التونسيين الذين ما زالوا يعتبرون فلسطين عنوانًا للحرية والكرامة.

الأسطول ليس مجرد باخرة، بل رسالة عابرة للحدود، حاملة لنبض الشارع العالمي. وإذا أراد الاعلام العمومي التونسي وخاصة تلفزته أن يستعيد ثقة الجمهور، فهذه اللحظة هي اختبار حقيقي. إن الاكتفاء بتغطية الحد الأدنى، في حدث يحمل هذا الحجم من الرمزية، لا يُعتبر حيادًا بل تفريطًا في الدور التاريخي للإعلام العمومي.
Vous avez envoyé

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.