كتب الأستاذ صلاح البرقاوي مساء اليوم الاثنين تحت عنوان “محاماة القلب…” بخصوص الفرحة التي لاحظها اليوم خلال زيارته لسجن سليانة في عيني زميله الأستاذ رضا بالحاج بمناسبة اختيار بوبكر بالثابت عميدا لل:
“كل المهن في عين من يبذل لها قلبه رسالات جميلة. غرس الأشجار جميل، ورفع الجهل جميل، وجميل هو عمل من يبني لنا بيوتا أو يكنس من شوارعنا القذارة.. ومثلها إنصاف متهم وضحية…
ولأن جوهر رسالة المحاماة مشاركة القضاء إقامة العدل ومحاربة الظلم، فإن من لا يؤمن برسالتها لا يستحق منها الصفة مهما طال ترسيمه بالجدول.
فمن يأتي إلى المهنة بقلب فارغ من الحب، فيتهاون في الحق ولا تستفزه المظالم، سواء كان المظلوم قاضيا أو متقاضيا، ليس له من شرف العباءة سوى المظهر.
أفكار ومشاعر أشعلها في رأسي ألق الفرحة في عيني زميلنا رضا بالحاج بانتخاب الأستاذ بالثابت عميدا عندما زرته اليوم في سجن سليانة، وزادها استعارا خبر قرأته في صفحة المحامين على الفايسبوك عن فرح زميلتنا سنية الدهماني هي الأخرى بنفس الحدث. وفكرت في غيرهم من المظلومين والرافضين للظلم ممن أفرحهم الأمر … فرحلت بي الأفكار إلى اليوم الذي اخترت فيه دراسة الحقوق (وليت كل واحد منا يسائل التسمية عن علاقتها بقدر المهنة) فشكرت نفسي على ما اختارته لنفسها قبل عقود خمسة.
وتذكرت قراري بالانتماء للمحاماة فشعرت بالفخر.
وعندما عدت إلى تأمل ما رافق انتخاباتنا من آمال، وما أشاعته نتائجها من فرح، أشفقت على مهنتنا وهياكلها الجديدة من ثقل الحمل.
فالمسؤولية ثقيلة. ورغم إيماني بقدرة المحاماة بمن اختارتهم لقيادتها على النهوض بدورها كاملا، وثقتي في وعي هياكلها الجديدة بأنه ما من أحد سيغفر لنا (وليس فقط لها) بعد اليوم خذلان دموع الفرح وشوق المظلومين إلى العدل، لاسيما أن من يحمل هذا الهم من بيننا كثر، فإنني أخشى عليها من رفع البعض سقف الانتظارات إلى حد تحميلها مهمة “اقتحام الباستيل”…!
شارك رأيك