أشرف اليوم 18 سبتمبر 2025، السيّد عز الدّين بن الشّيخ وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري على افتتاح فعاليات اليوم الوطني لتقييم موسم الحبوب والاستعداد للموسم المقبل بمقر المعهد الوطني للعلوم الفلاحيّة، وذلك بحضور السّيد أحمد بن مولاهم الرّئيس المدير العام للبنك الوطني الفلاحي والسّيد خليفة السّبوعي، رئيس مدير عام البنك التّونسي للتّضامن، والسيّدة الكاتبة العامّة وكل من السّيدات والسّادة إطارات وزارة الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري، وإطارات البنك الوطني الفلاحي والبنك التّونسي للتّضامن، وممثّلي الوزارات وممثّلي المنظّمات الفلاحيّة والمهنة.
وفي كلمة الافتتاح، أكّد السيّد الوزير أهميّة عقد مثل هذه اللقاءات التّي من شأنها أن تشكل لبنة تساهم في النّهوض بمنظومة الحبوب باعتبار أنّ تلاقي مختلف المتدخّلين في القطاع يتيح لهم الفرصة لتقديم حصيلة الموسم الفارط وتقييم جميع جوانبه والتّداول حول المشاغل والرّهانات المطروحة وتقديم المقترحات بخصوصها ضمن مسار تشاركي يعزّز انفتاح الادارة على محيطها.
وبالمناسبة، تقدّم السيّد الوزير بالشّكر والتّقدير للبنك الوطني الفلاحي والبنك التّونسي للتّضامن لما تقدّمه هذه المؤسّسات العريقة من مجهود لتمويل المواسم الفلاحيّة ومساندة الفلاّحين من خلال تسهيل الإجراءات للحصول على القروض الموسميّة. كما تقدّم بالشّكر لكلّ الوزارات والأطراف المتدخّلة في منظومة الحبوب على الجهود التّي بذلتها لإنجاح موسم الحبوب.
وفي هذا السّياق بيّن السّيد الوزير أنّ موسم 2024/2025 قد شهد بذر مساحة جملية قدرها مليون هكتار، وأنّ كميات الحبوب المجمّعة بمراكز التّجميع على المستوى الوطني بلغت حوالي 12 مليون قنطار منها 11.3 مليون قنطار حبوب استهلاك وحوالي 0.7 مليون قنطار بذور ممتازة، متجاوزة بذلك معدل الكميات المجمعة خلال الخمس سنوات الأخيرة سواء بالنسبة لحبوب الإستهلاك أو البذور، مبيّنا أن تطوير قطاع الحبوب في تونس يستلزم تطوير زراعة الحبوب المروية التي تتميز باستقرار إنتاجها نسبيا،حيث تمكّن من ضمان حد أدنى من الإنتاج وتساهم في تقليص تذبذب الإنتاج الوطني من الحبوب والتخفيض من الواردات.
وللتذكير فانّه على مستوى الإرشاد تمّ تنظيم 10 دورات تكوينيّة لفائدة 200 مرشد و450 يومًا إعلاميًا لفائدة 7055 فلاح إضافة إلى تأطير 77 ألف فلاّح عبر الزّيارات الميدانيّة والحملات التّحسيسيّة وتدخّلات الفنّيين على مستوى الضّيعة وتكوين أكثر من 750 فلاح رائد عبر مقاربة إرشاديّة جديدة “التكوين المتجدد في منظومة الحبوب” بالإضافة إلى خدمة الإرساليات القصيرة ووسائل التواصل الاجتماعي واستعمال المنصات الرقمية والتطبيقات الإعلامية على غرار تطبيقة “IREY”.
من جانبه أكّد السيّد مدير عام البنك الوطني الفلاحي الدّور المحوري الذّي يلعبه البنك في دعم منظومة الحبوب، مبيّنا أنّ البنك خصّص لموسم 2024-2025 تمويلات جملية بقيمة 120 مليون دينار لفائدة 4000 فلاح، منها 97 مليون دينار تمويلات مباشرة لفائدة 1300 فلاح و23 مليون دينار عبر آليات التمويل الثلاثي ومتعهد القرض لفائدة 2700 فلاح. وقد بلغت تمويلات التجميع خلال موسم 2024/2025، 1791 مليون دينار لفائدة مجمعي الحبوب وهياكل التخزين.
وبالنّسبة للاستعدادات لموسم 2025/2026 ، أكّد أنّه تمت برمجة بذر 1.155 مليون هكتار كما تمّ ضبط حاجيات الأسمدة الكيميائيّة اللاّزمة، مؤكّدا على عزم البنك المتواصل للرّفع من قيمة التمويلات المبرمجة لموسم 2025-2026 لتبلغ 140 مليون دينار لفائدة 4700 فلاح.
فيما أكّد السّيد المدير العام للبنك التونسي للتّضامن أنّ تدخّلات البنك في الموسم الحالي تتمثّل في الاجراءات التالية، أوّلا التّرفيع في حجم الاعتمادات المخصّصة للحبوب من 24 مليون دينار الى 30 مليون دينار. وثانيا التّرفيع في سقف التمويلات المخصّصة لهذه القروض من 60 ألف دينار الى 100 ألف دينار، فضلا عن التّرفيع في سقف القروض المسندة عن طريق الجمعيات والمخصّصة للحبوب من 5 آلاف دينار الى 10 آلاف دينار، كذلك حذف السّن القصوى المحدّدة سابقا بـ 65 سنة في شريحة الفلاّحين كبار السّن.
كما أضاف أنّه سيتمّ ابرام 10 اتّفاقيات مع المجمّعين الخواص، بالإضافة الى الاتفاقيات المبرمة مع 5 مجمّعين السّابقين، واتفاقيتان مع التّعاضديات المركزيّة CCGC و. COCEBLE
وبخصوص ديون الفلاّحين مع البنك، أكّد السيّد المدير العام أنّ البنك سيعمل على إعادة جدولة الدّيون بالنّسبة للفلاّحين الذّين يمرون ببعض الصّعوبات الظّرفيّة، وذلك عن طريق لجنة ستعقد في الغرض لدراسة الملفّات ملف بملف.
ويمثل هذا اللّقاء الوطني فضاءً للحوار والتّشاور بين مختلف المتدخّلين من مؤسّسات بحثيّة وتنمويّة وفلاحين ومهنيين وقطاع خاص، بما من شأنه أن يساهم في إصلاح الاخلالات وتجاوز التحديات وضمان نجاح الموسم الجديد لتعزيز الأمن الغذائي.
شارك رأيك