أبرمت منظمة اليونسكو منذ 3 آيام بمقرّها بالعاصمة الفرنسية باريس اتفاقية مع مؤسسة الدكتور صادق بسرور التي يوجد مقرّها بكندا يتم بمقتضاها التعاون على تنفيذ مشروع دعم دور الثقافة في التنمية المستدامة في تونس.
و يتمتع هذا المشروع بميزانية تبلغ 1.5 مليون دولار أمريكي، وسيتم تنفيذه على مدى أربع سنوات بداية من شهر سبتمبر الحالي الى حدود شهر نوفمبر من سنة 2029 وسيدعم تونس في مجالات حماية التراث الثقافي غير المادي المرتبط بالحرف اليدوية، وحماية التراث العالمي، وتدريب الحرفيين، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي.
ووقّع الاتفاقية ممثّلا عن منظمة اليونسكو الاستاذ شرف أحمد، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو للمنطقة المغاربية، والدكتور صادق بسرور، رئيس المؤسسة التي تحمل اسمه وذلك بحضور الاستاذ ضياء خالد، سفير ومندوب تونس الدائم لدى اليونسكو.
وفي اطار هذا المشروع سيتم تعزيز حماية المعارف والمهارات المتعلقة بالحرف اليدوية والتي تهدد بالزوال من خلال برنامج نقل 28 حرفيًا (7 في السنة من المشروع) إلى 84 متدربًا (3 في كل حرفة وفي السنة)، مما يسهم في حماية التراث الثقافي غير المادي في تونس، حيث أن العناصر التسعة المدرجة في قائمة اليونسكو مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بمجال الحرف.
وستستفيد حماية التراث العالمي من الدعم الفني وتعزيز قدرات الفاعلين المعنيين بإدارة 9 مواقع التراث العالمي في تونس
كما سيتضمن المشروع ايضا مكونًا مخصصًا لآخر موقع تم إدخاله، وهو موقع جربة، بالإضافة إلى دعم إنهاء مشروع “طريق التراث لليونسكو” في تونس وتطوير موضوع حماية أنظمة الواحات.
كما سيتم ضمن برنامج المشروع المذكور التدريب على مهن التراث باعتباره حاجة أساسية اذ يسعى المشروع لدعم الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الوطنية التونسية، بدعم من عدد من الجهات الدولية وبهدف تدريب الشباب ليكونوا مؤهلين كمستشارين ومدربين مستقبليين وبالتالي ضمان استمرارية هذا العمل.
اما في ما يخص تعزيز الاقتصاد الإبداعي، فيهدف المشروع المذكور الى زيادة الوعي بإمكاناته، خاصة على المستوى المحلي، لدى مدن تونس وأساساً من خلال برنامج شبكة المدن الإبداعية لليونسكو (RVCU). وبما يتيح تعزيز قدرات الفاعلين المحليين الذين يمكنهم، إذا رغبوا و الاستفادة من ذلك لإعداد ملفات ترشيح المدن للانضمام إلى RVCU لدورتي 2027 و 2029.
وعموما وفي اطار هذا المشروع فان الاتصالات لصالح دور الثقافة في التنمية المستدامة ستركز على تعزيز الروح والأهداف لهذا المشروع الذي يعد غير مسبوق في عدة جوانب، بسبب طبيعة شريك اليونسكو (المؤسسة)، وإطار التعاون الذي يحمله (إقامة صندوق عام)، ومدته (5 سنوات) وتنوع محتواه (عدة مكونات من ولاية اليونسكو في مجال الثقافة)
وعموما فان هذه الخصائص تخدم المناصرة التي تروج لها اليونسكو، وهي تعزيز دور الثقافة في التنمية المستدامة وتشجيع الدول على اعتماد سياسات ثقافية (موضوع المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة – موندياكولت 2025)وبما يساهم في تعزيز دور الثقافة كمحرك للتنمية المستدامة في تونس وتشجيع التآزر الإقليمي في المغرب.
*منصف كريمي
شارك رأيك