*روح الانسان في الارض من خلال لوحة وزخرفة ولون تحت عنوان “الأرض الرّوحية”.



يفتتح غدا 3 أكتوبر الجاري المعرض الشخصي الخاص للفنان التشكيلي سامي بن عامر وذلك بفضاء قصر خير الدين بمتحف مدينة تونس بالعاصمة ليتواصل الى يوم 31 أكتوبر الجاري.
ويتضمن المعرض مجموعة من العناصر الزخرفية تجمع اللولب وتانيت والقبلة وغيرها وعبر رموز و إشاراتٌ مشبعة بالمعنى، تتشابك وتتقاطع كما في مخطوطة “الباليمبسست” لتشكّل شبكة روحية عابرة للثقافات واللغات.
وهو معرض سيكون ثريا من خلال حوالي أربعين من الأعمال الفنية أنجزها صاحبها بين عامي 2024 و2025، وهي أعمال متعددة الوسائط منها ما هو على القماش والخشب و معظمها كبير الحجم
و في “الأرض الروحية” اختار سامي بن عامر المربع (150/150 سم) أو الدائرة (150 سم قطرًا) في إشارة إلى الأرض، حيث أن المربع محفور داخل الدائرة كما يجمع هذا المشروع سلسلة أعمال تتساءل عن العلاقة بين الإنسان والأرض والروح.
ومع المعرض يقدم الفنان سامي بن عامر كتابا فنيا حيث يرد فيه أن الأعمال المعروضة تمثل كتابة تصويرية تغذيها الألوان والمواد والرموز بتأملًات تتقاطع فيها الذاكرة والثقافة والأحداث الجارية والتي منها جراح غزة الصامدة كما ينصهر محتوى هذا المعرض ضمن نسق فني اختاره الفنان التشكيلي والأكاديمي الدكتور سامي بن عامر منذ سنوات حيث يعبّر بانتاجاته مختلفة الأحجام والألوان والأشكال عن قلقه الفني في البحث عن كنه الانسان والفن والكون قي سياق تجربة جمالية يحضر فيها سامي بن عامر كفنان وناقد محاور لذاته عبر الريشة والزخرفة واللون وايقاع اللوحة التي تشتغل على حكاية الأرض وعبر خطاب جمالي عن الأرض الروحية من وجهة تعاطي سامي بن عامر الفنان مع الأرض والإنسان والروح وعبر مجموعة من التداعيات ذات البعد الثقافي والقيمي الإنساني.
واذ يعدّ هذا المعرض بمثابة صرخة صامتة في وجه عالم جريح فان صاحبه يدعو من خلاله للتأمل في”الأرض الرّوحية”ليقود الذات إلى إعادة النظر في الأشياء والعناصر والعوالم بالتأمل في التعدّد والتنوّع البشري والانساني عبر الاكتشاف والاستمتاع برغبات متداخلة متعددة ملتقية ومتنافرة اذ كما قال عن معرضه هذا”من لولب الرموز تتصاعد أسئلة الذاكرة… وصدى الأرض يبحث عن صوته اذ بين قسوة الواقع وحنين الذاكرة، تولد الأرض الروحية”ليكون هذا المعرض عصارة مجموعة من التأملات الوجدانية والروحية والإنسانية للفنان سامي بن عامر باعتباره شخصية فنية دولية تحمل أعماله تجارب متعددة في هذا مجال الفن التشكيلي والبصري
جدير بالذكر ان الفنان سامي بن عامر هو خريج مدرسة الفنون الجميلة بتونس وقد شارك في عديد المعارض والملتقيات والتظاهرات الفنية الدولية، وهو أستاذ متميز بجامعة تونس ومدير سابق بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس،وهو أيضا رئيس سابق لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ومستشار سابق لوزير الثقافة ومؤسس المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر،وهو مؤلف معجم مصطلحات الفنون البصرية الحاصل على جائزة الشارقة للمعاجم سنة 2022،وهو منتج برنامج ” ذاكرة الفنون” بإذاعة تونس الثقافية كما أشرف على اعداد 4 مجلدات بعنوان “الفنون التشكيلية في تونس.. مسيرة أجيال ورهانات استيتيقية وثقافية”وله مرسم خاص بجهة المنار بالمنزه وسبق له ان نظم عددا من المعارض الشخصية منها معرض “أرض مزهرة” سنة 2007 و”أرض أصلية” سنة 2009 و”طبيعة في الزمن” سنة 2016 و”أثير ولحن” سنة 2018.
*منصف كريمي
شارك رأيك