رغم انه سياسيا بعيد كل البعد على راشد الخياري النائب عن ائتلاف الكرامة في البرلمان المنحل والمقيم حاليا بالسجن، فقد أكد فوزي بن عبدالرحمان وزير الشغل سابقا عبر التدوينة التالية عن تضامنه معه:
“راشد الخياري
لم نكن من نفس الجانب. بل و كنا في الأغلب على طرفي نقيض. لم أهتم بقضيته كما أهتممت بمن هم أقرب لي.
و أعرف أن الرجل في السجن و اتخيل أنه مظلوم لما اعرفه عن المناخ و واقع القضاء في العهد السعيد ..
و لكن ما يؤلمني أن الرجل مريض مرضا خبيثا و هو يحتاج إلى عناية تفوق ما هو متوفر له اليوم ..
و لذلك فإني أعرب عن تضامني التام معه مثل تضامني مع كل مساحين الرأي من سياسيين و صحافيين و جمعيات المجتمع المدني و المواطنين العاديين المحامين من أجل حرية التعبير.
و أضم صوتي لكل المطالبين بتوفير العلاج اللائق و الكافي له و لكل من هو في مثل ظروفه و إعتبار ان إنسانيتنا هي على المحك قبل كل شيء ..و لا أنسى أن أشكر قيس سعيد الذي إستغرب يوما من إلتقاء الفرقاء السياسيين …
نعم كما ترى لقد فرقتنا السياسة يوما و لكن جمعنا توقنا للحرية و مقاومتنا لمنظومة الظلم … العمياء”.
هذا و قد سبق ان نشر الأستاذ المحامي سمير بن عمر الرسالة التالية نقلا عن منوبه:
“أنشر اليوم هذه الرسالة التي تسلمتها من سجين الرأي راشد الخياري حين أطلق سراحه يوم 29 أوت 2024 . سلمني هاته الرسالة لأنه كان يشعر بأنه سيعيدونه الى السجن و طلب نشرها في صورة اعادة اعتقاله . رسالة في شكل نداء أو صرخة مدمية للقلوب و موجهة لأصحاب الضمائر الحية :
ليتني كنت لصا او سارقا
نعم ليتني كذلك كنت ، أنا راشد الخياري الذي أقبع في غياهب السجون منذ ثلاث سنوات دون ذنب او جريرة، لعل جريمتي الوحيدة اني دافعت عن 30 فتاة من فاقدات البصر تعرضن للاغتصاب في مدرسة حكومية فقضوا بسجني 6 اشهر لأني دافعت عنهن ، ثم شهرين سجنا في قضية مشابهة تعرض خلالها اطفال السنة الأولى بمنطقة حي سلتان للتحرش ، وحين انتصرت لهؤلاء الاطفال سجنوني ظلما . لم يكفهم كل ذلك حيث قضوا بسجني لعام كامل بتهمة ” المشاركة في محاولة إخفاء نفسي حين كنت في حالة فرار . تخيلوا أنهم سجنوني عاما كاملا بتلك التهمة الغير مسبوقة في تاريخ تونس ….. !!!! . ثم توالت القضايا والأحكام ضدي في تهمة متكررة وهي “الإساءة للغير عبر الشبكات الاجتماعية ” ، جلها كان فحواها مقالات صحفية وتدوينات فيسبوكية تعود لـ6 سنوات خلت. ثم حلَت الطامة الكبرى بنهش الأورام السرطانية منطقة الصدر من جسدي ، وكأنَ كل هذا لم يكفهم لإطلاق سراحي ، وانا ذنبي الوحيد أني قمت بواجبي كصحفي وكنائب شعب في الدفاع عن المستضعفين والمظلومين في كل ربوع هذه البقعة من العالم . فأنا منذ 3 سنوات أقبع في زنزانة أعاني ويلات مرض فتاك منعني النوم ليلا ونهارًا ، ولعل الوجع الأكبر أيضا أنه في كل مناسبة يصدر عفو رئاسي عن المساجين ، أرى أمام ناظري اللص و السارق و تاجر المخدرات معي في ذات الزنزانة يتم الحط لهم جميعا بنصف مدة حكمهم و اطلاق سراحهم بينما أنا سجين الكلمة والدفاع عن المظلومين وسجن القيام بالواجب لا يتم ادراج اسمی مطلقا في اي عفو ولا يتم الحط لي في أحكامي ولو بيوم واحد … !!!! فليتني كنت لصا او سارقا أو مجرما لانال کرم هاته الدولة التي تواصل سجني دون ذنب افترفت أو جريمة إرتكبت . فاني بعد الله عز وجل اناشد أحرار تونس والعالم وشرفاء هاته الدولة التدخل لإطلاق سراحي حتى أتمكن من علاج مرضي الفتاك والقائل قبل فوات الآوان وقبل حصول الفاجعة . ارجو من كل محب للحق ولكل كاره للظلم والبغي أن يساندني في محنتي هذه والتي فاقت في تفاصيلها ما تقدرالجبال والأراضين على حمله.
والسلام عليكم”.
شارك رأيك