حزب العمال: المجمّع الكيميائي بقابس يهدّد من جديد وباستمرار حياة الأهالي

تواترت في الآونة الأخيرة التسرّبات الغازية السّامة المنبعثة من وحدات المركب الصناعي وهو ما ينبئ بامكانية حدوث كارثة بيئية ستأتي على الأخضر واليابس.


اليوم تتسرب الغازات من جديد لتضرب منطقة شطّ السلام وتسبّب حالات إغماء واختناق في صفوف التلاميذ وهو التسرّب الثاني في نفس المنطقة خلال أسبوعين. كما تعرّض أهالي منطقة غنوش إلى نفس التسرّبات في مناسبتين خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر المنقضي.
وعليه، يهمّ اللّجنة الجهويّة لحزب العمال بقابس أن تعبّر عن الآتي:
- بات واضحا للعيان، بعد نصف قرن من الإنتاج والإستغلال، أنّ المجمّع الكيميائي كان ولا يزال نقمة على أهالي قابس عموما حيث لا أثر له في تنمية الجهة بل استنزف المائدة المائية وأضرّ بكل القطاعات الإقتصادية الأخرى كالفلاحة والصيد البحري والسياحة والخدمات…

  • إنتشار وتفاقم شتى الأمراض السرطانية والإلتهابات المختلفة وهشاشة العظام وأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها مقابل غياب مستشفى جامعي متعدد الاختصاصات ومتطور المعدّات والتجهيزات والخدمات ممّا يعرّض العائلات المنكوبة إلى الإستغلال الفاحش في القطاع الصّحّي الخاص.
  • إنّ البنية التحتية للمركّب الكيميائي قد تآكلت واهترأت وليس من قبيل الإجحاف اعتبارها منتهية الصلوحية.
  • تهاون واستهتار وزارة الصناعة والإدارة المركزية للمجمّع الكيميائي، منذ عقود، في الإسراع بتجديد المعدّات والآلات وكل المتطلبات اللوجستية للانتاج في إطار سياسة التقشف التي تسلكها الحكومات المتعاقبة. كما أنّها لم تتخذ من المشاريع الصديقة للبيئة (رسكلة النفايات وخاصّة مادة الفوسفوجيبس، إعادة تثمين وتصفية الغازات) بتعلّة أنّها تتطلّب توفير تكنولوجيا باهضة الثمن.

وتؤكّد اللّجنة الجهويّة من جديد على:

  • تضامنها المطلق ودعمها اللامشروط لكل العائلات المتضرّرة من هذه التسرّبات الغازيّة القاتلة.
  • أنّ الدّولة بكافة سلطاتها تتحمّل كامل المسؤولية السياسية والقانونية في إطار حماية الحق في الحياة في بيئة سليمة خاصّة وأن الرئيس قد أقرّ في آخر تصريح له بشأن التلوّث في جهة قابس أنّ ما وقع هو جريمة إغتيال للبيئة في قابس وبالتالي من المفترض أن يترتّب عن هذا الإقرار رفع هذه المظلمة في حقّ الجهة.

كما تطالب اللّجنة الجهويّة بـ:

  • فتح تحقيق شامل حول موضوع التّسرّبات الغازيّة القاتلة ومحاسبة الجناة.
  • توفير العلاج المجاني والمتابعة الطبية لكلّ المتضرّرين من هذه التسرّبات.
  • الإسراع بغلق الوحدات الكيميائية الملوّثة للبيئة كحلّ جذري لكارثة التلوث البيئي بالجهة.
  • تغيير المنوال التنموي بالجهة لإعادة الإعتبار لقطاع الفلاحة والصيد البحري والسياحة والخدمات وصناعة النسيج والأغذية وغيرها من الصناعات غير المضرّة بالبيئة.

إن اللّجنة الجهويّة لحزب العمال بقابس تدعو كلّ مكوّنات المجتمع المدني والسّياسي إلى وحدة الصّفّ للنّضال من أجل دحر آفة التّلوث والتّخلص من مصانع الموت، دفاعا عن الحق في الحياة في بيئة سليمة.

اللجنة الجهوية لحزب العمال بقابس
قابس، في 11 أكتوبر 2025

شارك رأيك

Your email address will not be published.