دعم الأفلام الوثائقية التي توسع مجال رؤيتنا، وتشكل من واقع الحياة وجهة نظر ونظرة على العالم، وتوفر للجمهور فضاءً ملائماً للاكتشاف والتفاعل والتفكير. لمهرجان حدث ثقافي مخصص حصريًا للسينما الوثائقية يهدف إلى تعزيز تنوع السينما المتوسطية وإبراز العديد من المواهب من خلال فلام أنتجت خلال العامين الماضيين.
منذ عام 2018، يحتفي المهرجان بحيوية وتنوع الإبداع السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط. على مدى 8 سنوات، سعدنا باختيار أكثر من 160 عملاً لمخرجين محترفين وهواة من بين آلاف الأفلام المشاركة. تعد هذه الدورة الجديدة فرصة أخرى لاكتشاف أفلام متنوعة وفريدة من نوعها لمخرجين يظهرون في كثير من الأحيان إبداعًا بصريًا مفاجئًا. تقدم الأفلام المختارة برنامجًا ثريًا يضم 17 فيلمًا من الجزائر وإسبانيا ومصر وفرنسا وإيطاليا ولبنان والمغرب وفلسطين وصربيا وسوريا.
ركزنا بشكل خاص على عدد منها والتي تقدم في معظمها وجهة نظر معاصرة حول الحياة اليومية ومسارات الحياة والممارسات في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها المجتمعات اليوم. أولئك الذين يتناولون مواضيع مختلفة حول ظاهرة الهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مثل الاقتلاع من الجذور والاغتراب ومخاطر العيش في الخفاء. يروون ظروف الاستقبال والتعسف الإداري والاستغلال في بلدان ما تزال في حاجة ماسّة إلى اليد العاملة الأجنبية : أرانس أماري“، ”أرضي احترقت“، أنقذوا أرواحنا“، ”مستودع في الميناء“، ”حياة الجنجو هذه” .”
وقد لفت فيلم ”أنا هو أخرى“ الانتباه بشكل خاص، حيث يظهر لنا كيف أن مكتبة بعيدة عن أن تكون مجرد محل تجاري، تستقبل السكان الذين يدخلونها، ليجدوا فيها ملجأً ومكاناً للحياة وللقاءات وتبادل الأفكار في فضاء للحرية.
يحكي فيلم ”هوار، أولادنا المنفيون“ مصير أطفال النساء والفتيات اللواتي ولدن بعد أسرهن على يد مقاتلي داعش، ويلقي الضوء على هذه المأساة الإنسانية من خلال محاولات ماريا، إحدى الضحايا، في التغلب على معاناتها.
في الفيلمين” الملاكم المترنح“ و” المتمردون لا يَعرفون السن“، يظهر لنا المخرجان، كل على طريقته الخاصة، في سياقات مختلفة، كيف يمكن أن تصبح الرياضة التي يمارسها أشخاص ذوو إعاقة في أجواء تضامنية وتشاركية تجربة فريدة للتبادل ووسيلة فعالة للصمود والسلامة النفسية والاندماج..
بعيدًا عن الخطابات الرنانة لماسك وزوكربيرج وغيرهم ممن يخبروننا بشكل عام أن الذكاء الاصطناعي سينقذ العالم، يزيل الغطاء فيلم “ضحايا الذكاء الاصطناعي“ عن ظروف عمل أولئك الذين يغذون ”الماتريكس“، وهي صورة بعيدة كل البعد عن تلك الرؤية الكونية المنشودة.
في فيلم ”ليتيسيا باتاغليا، مصورة سنوات الدم“، تعتمد المخرجة لأول مرة على وثائق أرشيفية لم تُنشر من قبل لتعيد رسم وقائع الصور الفوتوغرافية الأيقونية التي التقطتها، والتي توثق سلسلة جرائم القتل المروعة التي ارتكبتها المافيا في صقلية خلال الثمانينيات، وذلك من خلال منح الكلمة لأولئك الذين شاهدوا فنها يتطور وغضبها يتزايد.
مواضيع أخرى موجودة في أفلام غنية تستكشف الواقع بدءاً من الأقرب إلى الأكثر بعداً ندعوكم لاكتشافها هذا العام في فضاء جيلين للفنون في مدينة نابل من 30 أكتوبر إلى
2 نوفمبر 2025.
شارك رأيك