الفيديو للمواطن هشام جوابر
تزامنا مع الإضراب العام الذي دعت إليه الجهات النقابية في الولاية، اجتمع آلاف المواطنين عشية اليوم الثلاثاء في مسيرة سلمية بمدينة قابس للضغط نهائيا على السلطة لأخذ قرار حازم يقضي نهائيا بتفكيك الوحدات الملوِّثة للمجمع الكيميائي التي اصبحت تهدد صحة المواطن وحتى في حقه في الحياة في بيئة نظيفة كما ينص عليه الدستور…
و ذلك مع تسجيل تزايد في عدة أمراض من بينها السرطان و هشة العضام و ضيق التنفس… امراض تتفاقم و ازدادت في الأيام الأخيرة بتسجيل عشرات حالات الاختناق في المدارس الإبتدائية…
و انضم إلى المسيرة العديد من الجمعيات و الأفراد جاؤوا من كل صوب و من بينهم مواطنون أصيلو قابس ومقيمون بالخارج، و نذكر من بينهم الأستاذ هشام جوابر الذي حل مساء أمس بتونس قادما من احدى البلدان الأوروبية مساندة لذويه.
المسيرة الشعبية كانت بعيدة كل البعد عن أي انتماء سياسي، رغم محاولة العديد من الصفحات المشبوهة التي حاولت جر الرأي العام إلى خلق الفوضى و للتقليص من صدى الاحتجاجات و ذلك ببث التهم جزافا خاصة بعد التدخل الأمني العنيف و ايقافات العشرات من المحتجين و تلى ذلك ما حدث يوم أمس في البرلمان التونسي بحضور وزير الصحة و وزير التجهيز و كان من الصعب اقناع الأهالي كما حصل من قبل. فكل ما يقال حول المسألة اصبح لا ينطلي على الأهالي الواعين كل الوعي بحقيقة الوضع. الحديث كذلك عن التواصل مع السفير الصيني لإيجاد حل، لم يقنع بل زاد الأهالي تمسكها بمطالبهم لان اختيار الصين، أكبر بلد في العالم منتجا للتلوث غير صائب، وفق الخبراء. هذه اللقاءات أصبحت حتى محل تندر من المجتمع المدني…
الأهالي يصرون اليوم و يرفضون سياسة التسويف، مطالبهم: الحق في الحياة و لاغير… ورغم أن المجمع الكيميائي يوفر آلاف مواطن الشغل المباشر و غير المباشر على الصعيد المحلي او الجهوي أو القومي، فهو مع مرور السنين و بدون صيانة، تهرأ و أصبح بغازاته قاتلا للكبار و الصغار و للثروة في البحر و الأرض… في منطقة كانت طبيعتها و ثراؤها البيولوجي من أجمل المناطق في العالم…
شارك رأيك