كلمات حمد صواب بميزان الحديد فوجدوا أنّ كلمة قالها محامٍ أخطر من ألف جريمة.
هكذا قرّروا أن يُسجن الصوت خمس سنوات، وأن يُراقَب الصدى ثلاثًا، حتى لا يتجرّأ الهواء على حمل الفكرة من جديد.
يُقال إنّ الأستاذ حمد صواب ارتكب ذنبًا عظيمًا: لقد استعمل اللغة العربية بكل حرّيتها، فاختلط عليهم المجاز بالحقيقة، واعتبروا الاستعارة مؤامرة، والتشبيه تحريضًا، والبلاغة خروجًا عن الصفّ.
في بلادنا، أصبح المجاز جريمة والسكوت فضيلة والحقّ إشاعة.
يُدرّسون في كتب النحو أنّ الفاعل مرفوع، لكن في المحاكم هو دائمًا “مطلوب”.
ويبدو أنّهم قرّروا أخيرًا أن يضعوا القيد في يد المعنى قبل أن يضعوه في يد الإنسان.
سلامٌ على كلّ من تكلّم فحوكم، وعلى كلّ من سكت فخاف أن يُتّهم بالنية في الكلام.
وسلامٌ خاصّ لحمد صواب الذي تجرّأ على قول الحقيقة بلغةٍ لم يتعلّمها الكثير”.



شارك رأيك