قبل نقل نص الرسالة التي حملها اياها للرأي العام، شقيقها الناشط السياسي جوهر بن مبارك، أستاذ القانون الدستوري المقيم منذ قرابة ال3 سنوات في المعتقل و المحكوم ب18 سنة في القضية المعروفة اعلاميا ب”التآمر 1″ وهو للمرة الثانية مضرب عن الحياة (طعام و ماء و دواء) منذ 6 أيام، وصفت في ما يلي الأستاذة دليلة مبارك الوضعية الصحية له:
“غادرتُ منذ حين سجن بلّي محمّلةً برسائل ثقيلة…
كان وجهه شاحبًا وخطواته متثاقلة، يستعين بأحد الحراس للوصول إلى مكتب الزيارة. كانت حرارة جسده منخفضة، ويداه باردتين، لكن نظراته ظلّت واثقةً وحازمة. تغيّرت ملامحه، وكأنّه ارتدى ثوب المقاتل المصمّم على مواجهة العدوّ بسلاحه الجسدي…
لا يزال قادرًا على المشي والكلام، وإن كان ذلك بصعوبة. الأصعب قادم… وهو مستعدّ له.
حمّلني رسالة إلى الرأي العام أنقلها كما هي:
“أسعدني التقاطكم للرسالة وللمغزى ممّا أقوم به، وأشكركم على مساندتكم الصادقة ودعمكم الحقيقي.
لن أمنح المنقلب فرصة وأدَنا دون مقاومة. قرار سجني كان نتيجة مقاومتي لعودة الديكتاتورية وحكم الفرد، فهل أتراجع عن طريقي لأنّهم حبسوا جسدي بين جدران الزنزانة؟
إن فعلت ذلك، أكون قد هُزمت قبل المعركة.
لن أتراجع عن الفعل السياسي، ولن أصمت عن المطالبة بحريتي، وسأقاوم بكلّ قوتي وعزيمتي إلى النهاية.
فإمّا أن أعيش حرًّا، وإمّا أن أموت حرًّا.
أتمنى أن تصل رسالتي إلى كلّ نفسٍ حرّةٍ في هذا الوطن، وإلى جميع المعتقلين والمعتقلات في سجون الاستبداد، حتى لا يكون الصمت عنوانًا لمرحلة القمع والظلم.”



شارك رأيك