رسالة المعتقل الهمامي، بمناسبة الذكرى 15 لاندلاع ثورة 17 ديسمبر-14 جانفي

تحت شعار “15 عامًا من الثورة.. 15 يومًا من الإضراب عن الطعام
“لست مهزومًا ما دمت تقاوم”.

و يضيف العياشي الهمامي المناضل الحقوقي في رسالته من زنزانته بسجن المرناقية ما يلي:

“يتزامن إحياء الذكرى الخامسة عشر للثورة هذا العام مع تصاعد الحراك المدني والسياسي رفضًا للانفراد بالسّلطة وللمحاكمات السياسية وحملة الإيقاف التعسفيّة التي تستهدف الأصوات الحرّة. كما تصادف هذه الذكرى اليوم الخامس عشر من إضرابي عن الطعام احتجاجًا على المحاكمة الجائرة التي أتعرّض لها وتمسكًا بالحرية.
وأوجّه، من سجن المرناقية، تحيّة إباء لروح الشهيد محمد البوعزيزي، الشاب الذي أوقد شرارة تجاوز مداها حدود البلاد، وإلى كل شهداء الثورة وجراحاها، وإلى شباب الثّورة والقوى الحيّة التي هزّت عرش الاستبداد ففرّ الطّاغية ليستعيد الشعب ممارسة إرادته.
ورغم ما تحقّق من مكاسب على مستوى بناء المؤسسات الدستورية وهو بناء لم يكتمل، فقد أخفقت الطبقة السياسية بعد الثورة في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية بما يتطابق مع التطلعات الشعبية. وقد عمدت الشعبوية إلى توظيف هذه الخيبة بالتوازي مع استغلال الصراعات والخلافات لتنقلب على الدستور وعلى المؤسسات المنتخبة، وتنشر خطاب الكراهية والتحريض وتوزّع تهم الخيانة والعمالة تجاه كل من يعارضها.
وقد انتقلنا من فضاء إدارة الخلاف بالأدوات الديمقراطية إلى الزج بالمعارضين السياسيين والمحامين والصحفيين والنقابيين والمدونين وكل الأصوات الحرة في السجن عبر محاكمات صورية تفتقد لأدنى ضمانات المحاكمة العادلة يقودها قضاء تابع للسلطة السياسية.
واليوم، يدفع تفاقم الظلم والحيف وتصاعد العنف البوليسي وتدهور الأوضاع الاجتماعية، الشباب للشوارع من جديد دفاعًا عن الحرية والكرامة تواصلًا لتضحيات أجيال من التونسيين ومنهم البوعزيزي الذي فضّل الموت كريمًا على قبول الذلّ والمهانة.
دامت نضالات الشعب التونسي من أجل الحرية والكرامة
وأتوجه من سجن المرناقية لكل حرّ: “أنت لست مهزومًا ما دمت تقاوم””.

*العياشي الهمامي
سجن المرناقية

شارك رأيك

Your email address will not be published.