بيان نعي: تتقدّم المنظمة التونسية للأطباء الشبان بأحرّ التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى عائلة فقيدة الصحة العمومية أزهار بن حميدة، وإلى زميلاتها وزملائها، وكافة الإطارات الطبية وشبه الطبية، راجين من الله عزّ وجل أن يتغمّدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها ورفاقها جميل الصبر والسلوان.

وإذ تنعى المنظمة هذه الفاجعة الأليمة، فإنّها تؤكّد بكل وضوح أنّ هذه الوفاة لا يمكن ولا يجب التعامل معها كحادث عرضي أو معزول، بل هي نتيجة مباشرة لمنظومة صحية عمومية مهترئة تغيب فيها أبسط شروط السلامة والوقاية، لا سيما بالمستشفيات الجهوية وبالمناطق الداخلية، وهو ما يمثّل تهديدًا دائمًا ومباشرًا لحياة العاملين والمرضى دون استثناء.
وعليه، فإننا نحمل سلطة الإشراف، المسؤولية السياسية والأخلاقية عن هذه الحادثة، وعن كل الحوادث المقدر وقوعها مستقبلا، لا محالة، نتيجة سياسة التقشف في الانفاق على الصحة العمومية من ناحية، والتناقض الصارخ بين خطاب رسمي دعائي يروّج لإنجازات يومياً، وواقع مأساوي تعيشه مستشفياتنا في كل الجهات، من ناحية أخرى.
وكي لا تكون أزهار بن حميدة رقمًا يُضاف إلى سجلّ الإهمال، وتمر هذه الفاجعة دون مساءلة أو محاسبة فان المنظمة التونسية للأطباء الشّبّان تطالب :
أولًا: إجراء تدقيق عاجل وشامل في شروط السلامة والوقاية بكافة المؤسسات الصحية العمومية، مع إقرار برنامج استعجالي لتأهيلها وضمان مطابقتها لمعايير السلامة، عبر وضع كراس شروط وطني موحّد للمؤسسات الصحية العمومية، على غرار كراس الشروط المعتمد بالقطاع الخاص منذ سنة 2001.
ثانيًا: القطع الفوري مع سياسة التعتيم والتلميع الإعلامي، واعتماد سياسة تواصل قائمة على الشفافية، والإفصاح عن حقيقة الأوضاع، بدل الاكتفاء بالترويج لإنجازات صورية عبر الصفحات الرسمية.
في الختام، تؤكّد المنظمة أنّ نضالات الأطباء الشبان لا يمكن أن تُخاض أو تُنجز بمعزل عن بقية الأسلاك العاملة بالصحة العمومية، وأنّ رص الصفوف وتوحيد النضالات هو السبيل الوحيد لإصلاح وإنقاذ ماتبقى من المستشفى العمومي.



شارك رأيك