في ما يلي ما نقلته الأستاذة هيفاء الشابي عن والدها المناضل أحمد نجيب الشابي الذي رفض قطعيا محاكمته عن بعد لدى الاستئناف يوم الاثنين 29 ديسمبر 2025:
“خلال السنوات الثلاث التي تمت فيها ملاحقتي بتهمة الانتماء إلى وفاق إرهابي والتآمر على أمن الدولة، كنت أتمتع بحرية تامة ؛ كنت أتحرك حيث أشاء لمواصلة أنشطتي السياسية على اختلافها، وذلك إلى يوم إيقافي.
وقد تم هذا الإيقاف في كنف الاحترام التام.
وفجأة، يعتبر القضاة أن نقلي من سجن المرناقية إلى المحكمة يشكل خطراً وشيكاً على الأمن العام.
وأتساءل إن كان متهميّ مقتنعين فعلاً بما يدّعون، وهو ما يكشف الكثير عن نواياهم.
أما أنا، فلن أكون أبداً جزءاً من مسرحية هدفها الوحيد إرضاء نزعة الانتقام لدى السلطة. لقد تصرّفتُ لأكثر من خمسين عاماً في إطار القانون وبمنتهى الشفافية. ويشهد جميع مواطنيّ على استقامتي ووطنيتي. إن اتهامي بالانتماء إلى وفاق إرهابي وبالتآمر على الأمنين الداخلي والخارجي للدولة لا يقنع حتى من يوجهون إليّ هذه الاتهامات.
ضميري مرتاح، ولديّ ثقة كاملة في التونسيين. محاكمتي قضية سياسية ونهايتها حتما سياسية. والقضاء بعيد عنها؛ أما القضاة الذين سيحكمون عليّ، والذين لا أعرف حتى أسماءهم، فقد قبلوا أن يُجرَّدوا من سلطتهم ليصبحوا مجرد موظفين خاضعين لأوامر السلطة السياسية.
لن أكون أبداً شريكاً لهم، ولن ينالوا الإفلات من العقاب الذي تمتع به أسلافهم في النظام السابق.
ومهما يكن، سأظل وفياً لمبادئي ولالتزامي من أجل تونس حرّة عادلة وديمقراطية . فالتاريخ لا يُرهب ولا يُزوَّر، وهو في النهاية يعيد الاعتبار للحقيقة ويحمّل كل طرف مسؤوليته. إنني أثق في الشعب التونسي، وفي ذاكرته، وفي قدرته على التمييز بين العدالة والتعسف. المحن تزول، والأكاذيب تسقط، أما الحقيقة فتبقى…”.



شارك رأيك