رئاسة التحرير
من نزل بضفاف البحيرة بتونس، كانت الفرحة عارمة، يوم الاثنين 25 ديسمبر 2017، للفائز بمسابقة “عندي فكرة 2017” لاصحاب المشاريع، والتي بعثتها سنة 2013 مؤسسة اتصالات تونس بمعية راديو اكسبراس ومؤسسة مايندشار.
المتبارون الاربعة (ماهر الخليفي من القيروان، والبحري عبد العزيز من زغوان ونور عكرمي من قفصة ومحمد خليل من نابل) تم اختيارهم في نهائي هذه المسابقة من طرف اعضاء لجنة التحكيم المتكونة من امين شعيب ووفاء مخلوف وامال صفار وعبد القادر درغوث ويوسف فنينة، لكن التتويج كان من نصيب ابن القيروان الذي اشتغل على مشروع اختار له اسم “احميني”.
ومن هنا بدأت الحكاية
مشروع “احميني” يخصّ عمال الحضائر (اشغال البناء والفلاحات…) الذين لا يتمتّعون بالتامين الاجتماعي رغم تعرّضهم اليوميّ لعديد المخاطر سواء في وسائل النقل او خلال احتكاكهم ببعض الحيوانات.
ظروف عمل هذه الفئة واوضاعها الاجتماعية اثّرت كثيرا في ماهر الخليفي خاصة وانه ابن امراة فلّاحة كانت قد توفّيت سنة 2013 بعد اصابتها باحد الفيروسات المنقولة عن حيوان سائب، ولم يتمّ معالجتها في الابّان.
هذه حكاية الفلاحات الكادحات في بعض الجهات التونسية وهي كذلك بداية حكاية مشروع “احميني”.
من أهداف المشروع
يهدف مشروع “احميني” الى ايجاد حلّ لتامين العمال اليوميين والموسميين الذين لا يتمتعون بتاتا بالتغطية الاجتماعية وهم يعتبرون من فئة المهمّشين.
المشروع الحائز على شيك يقدّر بـ20 الف دينار من اتصالات تونس، سيسهّل عملية انخراط هؤلاء العمال في الصندوق الوطنيّ للتامين الاجتماعي حتى يتمكّنوا، في اي وقت واينما كانوا، من وضع مبلغ زهيد حسب امكانياتهم بصندوق التامين.
هذا وسيتمكّن صاحب مشروع “احميني” الذي تبلغ كلفته 54 الف دينار، من عقد اتفاق يوم 3 جانفي 2017 مع وزارتي المراة والشؤون الاجتماعية ومؤسسات البريد التونسي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وللتذكير فقد انطلقت مسابقة “عندي فكرة” في دورتها الخامسة في افريل الماضي، حيث شارك قرابة 3 آلاف شاب وشابة ثم تم في ماي الفارط اختيار 21 متبار (اصحاب احسن مشاريع) كانوا قد تلقّوا تكوينا لبضعة اشهر في مجالات الاتصال والمالية والموارد البشرية…
ومن بين هؤلاء، تم اختيار 4 شبّان لنهائي ” عندي فكرة 5″ حيث تم تتويج ماهر الخليفي.
ويشار ايضا ان “عندي فكرة” قد استقطب منذ انطلاقه اكثر من 5 آلاف شاب من جميع الجهات، حسب ما اكدته مديرة الاتصال باتصالات تونس سنية لوقاني التي ثمّنت المستوى القيّم وتطوّر نوعية المشاريع من سنة الى اخرى .
كما اكّدت ان الفائزين في الدورات السابقة والذين استفادوا من التكوين، قد نجح جلّهم في تكوين مؤسساتهم واصبحوا من المستثمرين والمنتدبين لليد العاملة في جهاتهم.
شارك رأيك