الرئيسية » مباحثات جزائرية تونسية حول الوضع الأمني بالحدود و كسر الجمود

مباحثات جزائرية تونسية حول الوضع الأمني بالحدود و كسر الجمود

من الجزائر عمار قردود

دفعت المستجدات الأمنية المتدهورة على الشريط الحدود بين الجزائر و تونس بوزير الداخلية التونسي المنصب في سبتمبر الماضي فقط لطفي براهم للقيام بزيارة طارئة إلى الجزائر،قالت مصادر جزائرية مطلعة لـــ”أنباء تونس” أنها لم تكن مبرمجة و جاءت بشكل مستعجل،حيث سيبحث فيها الوزير التونسي مع نظيره الجزائري نور الدين بدوي أوضاع المنطقة التي تشهد منذ أيام تحركات عسكرية من الجانبين لمواجهة عناصر إرهابية موالية لتنظيم “داعش” و أخرى موالية لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

ويبدو أن تسارع الأحداث على حدود تونس مع جارتيها ليبيا والجزائر، وبينها أعمال العنف وسيطرة الميليشيات المسلحة على معبر “رأس جدير” واحتجاجات المزارعين في ساقية سيدي يوسف الحدودية،و التحركات الخطيرة لبعض الإرهابيين خاصة على الحدود مع الجزائر عجّلت بتنقل وزير الداخلية التونسي لطفي براهم إلى الجزائر،حيث سقط قتيلان ليبيان، إثر هجوم مسلح قامت به كتيبة تتبع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الجمعة الماضية، على معبر “رأس جدير” الحدودي بين تونس وليبيا، في محاولة للسيطرة عليه.

و بحسب بعض المعلومات فإنه قد تم الاتفاق منذ فترة على تسليم معبر رأس جدير بشكل سلمي للمجلس الرئاسي التابع لحكومة فائز السراج، وعند توجه أسامة الجويلي قائد القوات الأمنية في الجهة الغربية إلى المعبر رفض بعض الأمنيين التابعين لمنطقة زوارة تسليمه إياه.
و أفادت الصفحة الرسمية لمعبر رأس جدير على “الفايسبوك”، أنه نشبت “مناوشات بين قوات من المنطقة العسكرية الغربية، التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وقوة محلية من مدينة زوارة تسيطر على المنفذ منذ 2011 في قرية أبي كماش القريبة من المعبر»، مؤكدة غلق “رأس جدير من الجانب التونسي والقيام بتعزيزات أمنية تونسية بالمعبر”ونصحت الصفحة، جميع المسافرين باتجاه تونس وكذلك القاصدين ليبيا عن طريق معبر رأس جدير بالتوجه عبر معبر ذهيبة وازن، “لأن الوضع غير مستقر”.

كما أفاد بلاغ لوزارة الدفاع الوطني التونسية، أن الوحدات العسكرية تمكنت حوالي الساعة الثامنة من مساء السبت الماضي، من إلقاء القبض على الإرهابي الخطير برهان البولعابي بعد إصابته بطلق ناري برجله في كمين لإحدى التشكيلات العسكرية بجبل السلوم التابع لولاية القصرين.

وأضافت وزارة الدفاع التونسية أن إحدى التشكيلات العسكرية قامت بالرمي على مجموعة مسلحة، وألقت القبض على الإرهابي المذكور بعد أن تخلى عنه مرافقوه، مشيرة إلى أن برهان البولعابي المولود في 24 ماي 1991 وأصيل القصرين، يعتبر أحد أخطر العناصر الإرهابية التابعة لجند الخلافة وهو أمير سرية المغيلة.

 

و قبل أيام فقط،كشفت وزارة الداخلية التونسية القبض على إرهابي يحمل الجنسية الجزائرية.و هو الإرهابي الذي وصفه بيان وزارة الداخلية التونسية بالخطير ، وتم اعتقاله خلال عملية أمنية خاصة. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في وقت سابق عن اعتقال إرهابي يحمل جنسية دولة مغاربية، لم تحددها، وكان مطارد أمنياً من قبل سلطات بلاده بسبب انضمامه إلى تنظيم إرهابي. وأضافت الداخلية التونسية في بيانها أن هذا العنصر متحصن في الجبال منذ 10 سنوات مع الجماعات الإرهابية مشيرة إلى أن التحريات والأبحاث متواصلة معه بالتنسيق مع النيابة العمومية والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب.

ومنذ سنوات التحق عدد من الإرهابيين الجزائريين بكتيبة عقبة بن نافع التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتحصنت في جبال الشعانبي على الحدود بين وتونس والجزائر.

وحسب مصادر جزائرية مطلعة لـــ”أنباء تونس” فإنه و بناء على كل ما سبق ذكره فإن براهم سيبحث مع مسؤولين جزائريين تبادل معطيات استخباراتية عن أمن الحدود وسبل التصدّي للعناصر المتشددة والموالية لتنظيم داعش، خصوصًا أنّ الوضع بمثلث الحدود التونسية الجزائرية الليبية يستوجب رفع درجة التنسيق بين الأجهزة الأمنية.
وتقود قوات الجيش والأمن في الإقليم الحدودي بين الجزائر وتونس، عملية عسكرية كبرى لتمشيط السلسلة الجبلية المعروفة بوعورة تضاريسها، لملاحقة إرهابيين على صلة بـ”مجموعة الشعانبي” التي تسيطر منذ فترة على جبل الشعانبي أبرز معاقل أتباع “جند الخلافة” و”كتيبة عقبة بن نافع” المواليين لــــ”داعش”.

براهم من الجزائر:زيارتي جاءت للتباحث والاستفادة من التجارب الثنائية بما يضمن أمن الدولتين
و قد أكد وزير الداخلية التونسي, لطفي براهم, أن الزيارة التي شرع فيها إلى الجزائر الأحد، تندرج في إطار سنة التواصل بين البلدين للتباحث والاستفادة من التجارب الثنائية بما يضمن أمن الدولتين والشعبين الجزائري والتونسي.
وقال براهم في تصريح للصحافة عقب محادثات جمعته بوزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم الجزائري، نور الدين بدوي، أن زيارته إلى الجزائر تندرج في إطار سنة التواصل بين البلدين من أجل التباحث والاستفادة من التجارب الثنائية بما يضمن أمن الدولتين والشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي.
وذكر وزير الداخلية التونسي، أن زيارته هذه هي الأولى له خارج تونس منذ توليه منصبه، و نقل الوزير لطفي براهم بالمناسبة تحيات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى.

بدوي:أمن الجزائر من أمن تونس وأمن تونس من أمن الجزائر
وأكد بدوي على ضرورة ايلاء الأولوية للحفاظ على أمن الجزائر وتونس وعلى طمأنينة شعبيهما, مبرزًا أن ذلك “يتطلب منا أن نكون دائما في مقدمة هذا التواصل والتنسيق الأمني في مختلف الميادين” وأعتبر أن لقاءه مع نظيره التونسي “بمثابة فرصة للعمل من أجل تكريس وترسيخ تعليمات الرئيسين بوتفليقة والسبسي المتعلقة بضرورة العمل المتواصل للرقي دائما بهذه العلاقات إلى مستويات أسمى، كما سمحت المحادثات بالتطرق إلى العلاقات الثنائية وضرورة العمل الدائم والتواصل مع مختلف المصالح الأمنية الجزائرية والتونسية لصون بلدينا, باعتبار أن أمن الجزائر من أمن تونس وأمن تونس من أمن الجزائر مؤكدا أن هذه القيم مكرسة في علاقاتنا التاريخية وفي علاقاتنا الحدودية من الجانب لاستراتيجي الذي يتطلب منا أن نكون في مستوى هذه التحديات”.

القبض على 41 عنصرًا تكفيريًا في ظرف أسبوع في تونس
أكد ، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، العميد خليفة الشيباني، خلال استضافته في برنامج “هنا شمس”، على أمواج إذاعة “شمس آف آم”، أنه تم خلال الأسبوع الأخير من العام المنقضي (من 23 ديسمبر إلى 31 ديسمبر 2017) القبض على 41 عنصرا تكفيريا.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.