بقلم عمّــــار قــردود
إحتّل التونسيين صدارة المقاتلين الأجانب بليبيا، و بحسب تقرير حديث صادر عن معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى فقد بلغ عددهم 1500 مقاتل بين عامي 2011 و2017، ليكونوا بذلك أكثر الجنسيات المشاركة في صفوف الجماعات الإرهابية، خصوصًا تنظيم “داعش”.
فيما قدر ذات التقرير، عدد المقاتلين المغاربة بما بين 50 و300 مقاتل، متبوعين بالجزائر بـ130 مقاتلاً، و يقدر عدد المقاتلين المصريين في ليبيا بـ112 مقاتلاً، ثم 100 مقاتل من السودان، إلى جانب العشرات من المقاتلين الذين جاؤوا من الدول الأخرى.
عدد مقاتلي “داعش” في ليبيا ما بين 4 آلا و 5 آلاف مقاتل
و توقّع التقرير المعني أن يكون إجمالي المقاتلين الأجانب ما بين 4000 و5000 فرد، وقدم التقرير إحصائيات عن منتسبي التنظيم من مختلف الدول العربية والغربية.و البارز في التقرير، هو تسجيله لغياب شبه تام للمقاتلين من الشرق الأوسط.
وأفاد التقرير الواقع في 28 صفحة، ويحمل عنوان “الآخرون: مقاتلون أجانب في ليبيا”، أن التونسيين الأكثر انخراطًا في التنظيم الإرهابي، وبلغ عددهم 1500 تونسي، موضحًا أن المغاربة يحتلون المرتبة الثانية عقب المقاتلين التونسيين بـ300 مغربي، فيما جاء الجزائريين في الرتبة الثالثة وعددهم لا يتعدى 130 جزائري، متبوعين بالمصريين والسودانيين، بـ112 و100 على التوالي.
وأشار التقرير، إلى وجود عناصر من دولة غربية كفرنسا بـ66 عنصرًا، وبريطانيا بـ 36 عنصرًا والولايات المتحدة الأمريكية بــــ10 مقاتلين، وإسبانيا بـــ3 مقاتلين، إضافة إلى وجود جنسيات من كندا والبوسنة، وبلجيكا، ورعايا من آسيا كإندونيسيا وماليزيا وباكستان، من دون الإشارة إلى عددهم.
التقرير تحدث عن حالة المقاتلين التونسيين، موردا أنهم كانوا من أبرز المساهمين الأجانب في الجماعات المتشددة في كل من ليبيا وسورية.كما اعتبر أن مسألة القرب الجغرافي بين تونس وليبيا لعب دورًا أساسيًا في هذا الاستقطاب.
300 مقاتلة تونسية من بين ألف إمرأة بــ”داعش” ليبيا
وأشار تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن انهيار عاصمتي “داعش” بسوريا والعراق جعل التنظيم يتجه صوب ليبيا، نظرًا للأوضاع التي تعيشها، وهو ما بات يقلق الاتحاد الأوروبي، نظرًا لقرب دوله من المنطقة؛ وهو ما يستوجب تضافر الجهود بين كل من القارتين الإفريقية والأوروبية على حد سواء.وذكر التقرير وجود نحو ألف امرأة مقاتلة في صفوف “داعش” بليبيا، من بينهن 300 تونسية؛ أما دورهن فيقتصر على الزواج ودعم أزواجهن المقاتلين، إضافة إلى إنجاب الأطفال.
الجزائر تحذّر من عمليات اختطاف الرهائن من قبل تنظيم “داعش”
و في سياق متصل،حذّر الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى،من عمليات إرهابية جديدة يُدبر لها تنظيم “داعش” عن طريق اختطاف الرهائن في دول افريقيا لطلب فديات لتمويل اعتداءاته.و دعا أويحي إلى تحرك عاجل للمجموعة الدولية لإجهاض تلك المخططات و التعجيل بقوانين أممية صارمة لتجريم دفع الفدية للتنظيمات الإرهابية.وأكد الوزير الأول الجزائري بأن الجزائر مستعدة لاحتضان ندوة افريقية في مارس المقبل حول سبل تجفيف المصادر العديدة لتمويل الارهاب .
وقال أويحيى “بلادي مستعدة من أجل تعزيز جهد قارتنا أكثر في التصدي لتمويل الإرهاب لاسيما عن طريق اختطاف الرهائن لاحتضان ندوة افريقية حول هذا الموضوع في مارس المقبل”.وأوضح أويحيى أن هذا الاجتماع يهدف الى “تعبئة المجموعة الدولية برمتها من خلال وضع الأمم المتحدة لبروتوكول مكمل للاتفاقية الدولية لمكافحة الإرهاب لسنة 1999 أو للاتفاقية الدولية ضد اختطاف الرهائن لسنة 1983”. ومن المنتظر أن تساهم مساعي الجزائر في سد الفراغ في نصوص الأمم المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب كما سيعزز ذلك الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإجرامية.
وأوصت الحكومة الجزائرية مجلس الأمن في مذكرة خاصة “منع الاختطافات وتحرير الرهائن في حماية تامة، من خلال وضع آليات تمكن الأشخاص المتواجدين في الأماكن الخطرة من إعلام سلطات بلدهم بصفة سرية عن احتمالات الاختطاف، عبر وضع خط هاتفي لهذا الغرض، أو رصد مكافآت، وذلك بين الدول المنحدر منها الرهائن، وذلك دون المساس بالتدابير القانونية المتفق عليها عالميا، خصوصا في مجال حقوق الإنسان”.
وترى الجزائر أن “الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية ينبغي أن تتوقف دول العالم عن دفع الفدية لها، في مقابل البحث عن طرق لتحرير الرهائن بسلام، بطرق دبلوماسية أو بالاعتماد على أجهزة المخابرات وتطبيق القانون.
فيما تبرز الجزائر في توصية أخرى ضرورة تقوية آليات التنسيق الدولي، من بينها المخططات اللوجيستية بين أجهزة الأمن وقوات الشرطة والجيش”.
و أوصت الجزائر أيضا بـ”تكوين وحدات خاصة لتطبيق القانون في مجال تجريم دفع الفدية، بغرض مساهمتها في إجراء تحقيقات مالية وفي مجال القضايا المتعلقة بالاختطاف مقابل الفدية”، وكذا “حماية المعلومات التي يتم جمعها من قضايا الاختطافات، وتعريف وحماية الأهداف المحتملة تعرضها للاختطاف، بتطبيق مخطط عمل ميداني، مع تحسيس المواطنين باللجوء إلى العدالة في حالة تعرض ذويهم إلى الاختطاف”.
كما دعت السلطات الجزائرية إلى “ضرورة تحسيس مالكي الشركات الكبرى وعمالهم بأنهم معرضون للاختطاف في أية لحظة، بغرض طلب دفع فدية للإرهابيين، وإبلاغهم بضرورة أخذ كافة الاحتياطات الأمنية بالتنسيق مع السلطات المحلية، لتفادي الاختطاف”.
الدواعش التونسيون يقعون في فخ مواقع التواصل الإجتماعي
هذا و قد وقع عدد كبير من أنصار تنظيم داعش في تونس والجزائر في مصيدة الأجهزة الأمنية المختلفة بسبب نشاطهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، و كشف تقرير صحفي ألماني أن نشاط تنظيم “داعش” في شبكات التواصل الإجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” تراجع عامي 2016 و2017 في مناطق شمال افريقيا بشكل كبير، ولا يعود السبب فقط إلى تراجع النشاط الإعلامي للتنظيم في عامي 2016و 2017 ، بل ايضا إلى زيادة كفاءة الأجهزة الأمنية في الدول المغاربية على تعقب الناشطين التابعين للتنظيم في شبكات التواصل الإجتماعي حيث اكتسبت كل من المخابرات التونسية والجزائرية خبرة واسعة في تعقب الإرهابيين في “فيسبوك” و”تويتر” وهو ما أدى إلى تراجع دور الإرهابيين في هذه الشبكات . و قد رصدت المخابرات الفرنسية حسب تسريبات صحفية نشرها موقع “نوفو ” الأمني الألماني ما لا يقل عن 5200 آلاف عضو نشيط من في شبكة التواصل الإجتماعي تويتر في المغرب العربي، أكثر من 30 بالمائة من منهم تونسيون وهو ما يعني أن أجهزة الأمن التونسية تعمل كثيرا في الأشهر و السنوات القادمة .
و بلغ عدد الناشطين على شبكة التواصل الإجتماعي “تويتر” من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في تونس 1600 ناشط حسب مصادر أمنية فرنسية في نفس الوقت لا يتعدى عدد أنصار الدولة الإسلامية على شبكة تويتر من الجزائريين ما بين 900 و 1000 ناشط وهو أيضا عدد كبير و بلغ العدد في المغرب 800 بينما فاق عدد أنصار تنظيم “داعش” في ليبيا عبر “تويتر” نحو 1900 إلى 2000 حساب وتعني الإحصاءات أن منطقة المغرب العربي أو ولاية إفريقيا في تنظيم الدولة تضم 10 بالمائة من مجموع أنصار تنظيم الدولة في شبكة تويتر في العالم حيث أحصت المخابرات الأمريكية وجود مالا يقل عن 50 ألف حساب تويتر متعاطف لتنظيم الدولة أو “داعش”، و أشار التسريب الأخير إلى تراجع عدد أنصار “داعش” على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” في شمال إفريقيا، إلا أن عدد أنصار التنظيم الإرهابي في “تويتر” مستقر حيث يعمد كل عضو إن إنشاء حساب جديد بعد حذفه من قبل إدارة “تويتر”.
رابط المقال :http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/the-others-foreign-fighters-in-libya-and-the-islamic-state
شارك رأيك