لاتزال قضية الاعتداء على موقوف في مقر الشرطة العدلية بحمام الانف و ما تلاها من احداث في محكمة بن عروس تبوح بأسرارها حيث دخلت الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب عى الخط ونشرت اليوم نتيجة مقابلتها للمتضرر في غرفة ايقافه بالمحكمة الابتدائية ببن عروس.
وقد نشرت الهيئة تقريرها الذي تضمّن تصريح المتضرر بصفة انفرادية ودون حضور شهود، وبسؤاله عمّا تعرّض له، صرّح بالتالي: (أقوال المتحدّث وقع تلقيها شفاهيّا ودوّنها عضو الهيئة وصادق المعني بالأمر على مضمونها ووافق على أن تستعملها الهيئة صلب تقاريرها المنشورة وغير المنشورة)
” بتاريخ يوم الخميس 22 فيفري 2018 حوالي السّاعة العاشرة ليلا حضرت إلى منزلي حوالي تسع سيارات أمنية مختلفة النوع والحجم بها الكثير من الأعوان واقتحموا منزلي وأخذوني بالقوة منه إلى مقر الشرطة العدلية بمنطقة حمام الأنف. وبوصولنا هناك أدخلوني إلى مكتب رئيس فرقة الشرطة العدلية الذي طلب مني: “باش تحكي برجلة أو بأساليب أخرى؟” فأجبته: “نحكي برجلة اسألني وآنا نجاوبك”.
– رئيس الفرقة: قلّي، أعطيني الكرهبة CLIO ويني؟
– المتضرّر: والله لا نعرف حتى موضوع على هذه الكرهبة وأوّل مرّة نسمع عليها من لسانك.
– رئيس الفرقة: انت موش راجل … (وقذفه بكلام بذيء استحى من ذكره لي)
ثم طلب مني نزع ثيابي فرفضت واستجديته عدم فعل ذلك، إلا أنه سرعان ما التف حولي أربعة أعوان وانهالوا عليّ ضربا بقبضة اليد (بونية) وكانت يداي مكبلتين بالأغلال إلى الأمام ونزعوا جميع ثيابي الفوقية (مريول خلعة ومريول وبلوزون)،
ثم طلب مني رئيس الفرقة نزع سروالي فرفضت كذلك وبكيت له مستجديا عدم فعل ذلك إلا أنهم واصلوا ضربهم لي بكل ما أوتوا من قوة حتى دفعوني نحو الشباك وكنت أحاول إخفاء وجهي بيديّ المكبلتين، وإذا بإحدى اللّكمات القوية تدفعني نحو البلور فتهشم ورأيت إصبع يدي اليسرى (البنصر) يتدلّى من كفّي والدم يندفع منه ومن يديّ فصحت من هول ما رأيت حتى أغمي عليّ وفقدت وعيي، لكنهم واصلو ضربي وركلي بالأرجل (كما يقول) ثم سكبوا الماء على جسمي وأنفي وفمي حتى “شرقت”، وعندما استفقت من الغيبوبة وجدت نفسي عاريا تماما من كل ثيابي وسروالي وتباني ملقيين أمامي،
ولم يكتفوا بذلك رغم الحالة التي كنت عليها فأخذوني إلى السقيفة ووضعوني تحت المطر وألبسوني عجلة مطاطية ورشوا عليّ الغاز وواصلوا سكب الماء عليّ،
هذا وقد تولى رئيس الفرقة تسجيلي بفيديو بواسطة هاتفه الجوّال وهدّدني بأنه سينشر ذلك التسجيل على صفحات الفيسبوك ثم أعلمني أنه لن يفعل وسيحتفظ به لديه على قرص ليزري، وبقيت على تلك الحالة حتى الساعة الثانية صباحا، حينها أخذوني إلى مستشفى الحروق ببن عروس حيث تلقيت العلاج اللازم، وبعد ذلك تم نقلي إلى مركز الإيقاف ببوشوشة حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا ومن هناك أحضروني اليوم لسماعي من قبل النيابة العمومية.”
وعن معاينة المتضرّر قال تقرير الهيئة انه :
– يحمل ضمّادات على مستوى اليدين تغطي الكفين والكوعين.
– آثار بقايا دم متجمّد على مستوى الرأس والأذن اليسرى.
– زرقة على مستوى الوجه خاصة على الخد والعين اليسرى.
– آثار دم واضحة على ملابسه من الأمام والخلف وعلى مستوى الكمّين.
– آثار دم واضحة على جواربه وعلى مستوى القدم من الجهة الأمامية.
– آثار دم واضحة على حذائه الرياضي.
– أقفال سرواله مفتوحة ما عدى القفل الفوقي.
وقد تم توثيق كل هذه الآثار بالصورة بحسب تقرير الهيئة.
شارك رأيك