بقلم لطفي الشندرلي
لا تزال قناة الحوار تقدم لنا سقط المتاع وتردي الإعلام إلى مستوى الحضيض فالحلبة التي تقابلت فيها “بية الزردي” ومصطفى الدلاجي” وإستعراضهما لدنائة الأخلاق الهابطة قد كشفت لنا حقيقة هؤلاء الذين صنعتهم هذه القناة . سب وشتم ووقاحة وكلام بذيء أمامنا وفي وسط بيوتنا إنه العار والحضيض و الخراب.
إن الإعلام أداة خطيرة لا يخفى تأثيرها وسط المجتمع بمختلف فئاته ومشاربه، فهو مرآته، حيث يتطلع أبناؤه أن يكون انعكاساً لمتطلباتهم الضرورية، وباتت الوسيلة الإعلامية تمثل قوة كبرى في بناء وتطور المجتمعات البشرية حتماً. وسائل الإعلام المختلفة تحمل رسالة سامية بما تقدمه من خدمات إنسانية جليلة، فالإعلام مهنة ذات رسالة، وهو يخدم شتى قطاعات المجتمع المختلفة، ويعمل على توحيد الهمم وتجميع الصفوف والإسهام في حل الأزمات، من خلال نقدها وإلقاء الضوء عليها وتكوين الرأي العام المستنير إزاء قضايا المجتمع الهامة وعرض الآراء المتعددة، وهنا يبرز دوره في عملية التنمية والإصلاح، كما إن للإعلام دور في تقويم السلوكيات وتشكيل الفكر الاجتماعي وبالتحديد الفئة السطحية من المجتمع، فالإعلام يقاوم كل ألوان الفساد والانحراف والانحلال، ويساهم في ترسيخ دعائم القوة والتوحيد في قلوب أبناء الوطن الواحد، كما أنه يؤثر على المجتمع عقلا وعاطفة وسلوكا.
مع تعدّد وسائل الإعلام وتنوعها في العصر الحديث أشرقت شمس الإصلاحات بعد استعراض القضايا الفكرية والإنسانية بصورة دقيقة، مما أسهم في جاهزية السبل الموصلة للتكيف مع العالم بأكمله دون حكر على مجتمع وآخر. إلا أن هذه القناة تغافلت عن رسالتها السامية واتجهت نحو الابتعاد عن الشفافية، ولهذا أثر سلبي على نزاهة رسالة الإعلام التي حملها المجتمع أمانة الثقة في خدمته، وأصبحت مسخرة لخدمة حزب معين أو جهة معينة أو فرد معين. فعلى كل من يجهل رسالة الإعلام الحقيقية أن يقف أمام مجتمعه ليعبر به نحو التنمية والفكر النير، والخلق والصنع والإبداع لا إلى سقط المتاع وإنهيار الإعلام؟
*رئيس المركز الدولي لحوارالحضارات
شارك رأيك