ارتقى المنتخب الوطني التونسيّ لكرة القدم للمرّة الأولى في تاريخه إلى المركز 14 عالميّا متصدّرا لائحة المنتخبات العربية والافريقية منذ اعتماد التصنيف الشهري للمنتخبات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وفي حقيقة الأمر فإن هذا الخبر القادم من أروقة “الفيفا” بتاريخ اليوم 12 افريل 2018 يعدّ ترجمة للمستوى الممتاز الذي ظهر به نسور قرطاج خلال المرحلة الإعدادية الأولى على درب المشاركة في المونديال الروسي خلال الصائفة القادمة، بعد غياب منذ نسخة ألمانيا 2006.
ويجرّنا تألق منتخب كرة القدم للحديث عن تألق الرياضة التونسية بشكل لافت خلال الفترة الماضية، حيث شهدت تطوّرا غير مسبوق ونجاحات متميّزة على جميع الأصعدة، ففي الرياضات الجماعية تواصل إشعاع تونس بحصول المنتخب الوطني لكرة السلّة على اللقب الافريقي “آفروباسكات 2017” بعد غياب 6 سنوات منذ لقب “آفروباسكات 2011″، إلى جانب تألق المنتخب الوطني للكرة الطائرة وتحقيقه التاج الافريقي لنسخة سنة 2017 بعد غياب دام 14 سنة ليتصدّر الترتيب القارّي في عدد الألقاب برصيد 9 مرّات مقابل 8 ألقاب لنظيره المصري، وشهدت بداية سنة 2018 حصول المنتخب التونسي لكرة اليد على لقب بطولة افريقيا للأمم، لتضمّ سواعد قرطاج اللقب العاشر الى خزائنها، علما وأن منتخبي الطائرة واليد عادا بالتويج القاري من الأرض المصرية بالذات.
وكان للرياضات الفرديّة النصيب الأوفر في حصد الألقاب والفوز بالميداليات، حيث حققت خلال الموسم الرياضي المنقضي ولأول مرة إنجازا استثنائيا وتألقا رياضيا غير مسبوق بحصولها على 61 ميدالية عالمية في مختلف الأصناف والاختصاصات الرياضية وكان للعنصر النسائي نصيب متميز من هذه الحصيلة حيث أحرزت رياضياتنا 31 ميدالية بنسبة 50.8%، ويعتبر هذا الرقم مؤشرا للقفزة النوعية على مستوى رياضة النخبة، حيث لم يتجاوز أكبر عدد من الميداليات المتحصل عليها 41 ميدالية وكان ذلك سنة 2013.
كما شهدت بداية سنة 2018 تألقا هاما لعدد من الرياضيين وأبرزهم مالك الجزيري الذي تقدم 7 مراكز في التصنيف العالمي الجديد للاعبي التنس للمحترفين ليصبح في المرتبة 91 عالميا، بالإضافة الى تتويجه بدورة كيوجينغ الصينية وتألقه اللافت خلال بطولة دبي المفتوحة.
وتمّ خلال سنة 2017 إبرام عقود أهداف ل30 رياضيا مستهدفا، ليرتفع عدد عقود الأهداف المبرمجة بنهاية سنة 2018 إلى 40 عقدا، في خطوة تهدف إلى توفير أرضية ملائمة لإعداد عناصرنا الوطنية للمشاركة في قادم الاستحقاقات الرياضية، والتي تبقى أبرزها الألعاب الأولمبية الصيفية “طوكيو 2020″، واولمبياد الشباب “بيونس آيرس 2018” والألعاب المتوسطية “اسبانيا 2018” والألعاب الافريقية للشباب “الجزائر 2018”.
كما تمت خلال سنة 2017 برمجة 164 تظاهرة رياضية لفائدة المنتخبات الشابة من مجموع 341 تظاهرة رياضية والترفيع في عدد المراكز الجهوية لتكوين وإعداد رياضيي النخبة.
وأكدت تونس ريادتها على مستوى تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية ومنها بطولة العالم للتايكواندو للأواسط التي تدور حاليا بمدينة الحمامات والتي كانت مسبوقة بالتصفيات المؤهلة الى أولمبياد الشباب “بيونس آيرس 2018″، بالإضافة الى احتضان بلادنا لبطولة العالم لكرة السرعة خلال شهر أكتوبر 2016 وبطولة العالم لكرة القدم المصغرة التي نالت بلادنا شرف احتضانها خلال شهر أكتوبر 2017، ومسار كأس العالم لسلاح السيف الحاد “سابر” للسيدات التي دارت ببلادنا خلال شهر ماي 2017 فضلا عن عدد من التظاهرات القارية والاقليمية التي دارت على الأرض التونسية.
ولم تكن هذه الإنجازات لتتحقق لولا العمل في نطاق تشاركي بين مختلف الفاعلين في القطاع الرياضي من سلطة إشراف وهياكل رياضية مختلفة ومستشهرين وغيرها من الأطراف المتداخلة في الشأن، حيث مثّل حسن التسيير والتصرف في الموارد البشرية والمادية المتوفرة والعمل وفق مناهج تكوين وإعداد علميّة أبرز أعمدة هذا النجاح الرياضي وأبرز سمات العمل وفق برامج وأهداف مضبوطة، في إطار سياسة الحوكمة الرشيدة في القطاع الرياضي التي تنتهجها بلادنا والتي شملت كذلك إنجاز عدد من المشاريع والمنشآت الرياضية على مستوى مختلف جهات البلاد وتطوّرا في عدد المجازين وفي عدد الجمعيات الرياضية وتألق الرياضة النسائية ورياضة ذوي الإعاقة.
شارك رأيك