الرئيسية » كواليس القمة العربية: الإمارات إعترضت على إحتضان تونس للقمة المقبلة

كواليس القمة العربية: الإمارات إعترضت على إحتضان تونس للقمة المقبلة

بقلم عمّــــــار قــــردود

كشف مصدر ديبلوماسي جزائري-شغل منصب سفير للجزائر في عدد من الدول الخليجية و العربية سابقًا- لـــ”أنباء تونس” ما جرى من مواقف متباينة جرت من وراء الكواليس في القمة العربية الـــ29 التي إحتضنتها السعودية و دامت ليوم واحد فقط،حيث أفتتحت في الصباح و إختتمت عند المساء.


وقال المصدر إن هناك ازدواجية وتبايناً واضحًا و صارخًا ما بين المواقف السياسية التي تُعرب عنها الدول المختلفة في الأروقة والقنوات السرية، وما بين المواقف العلنية والخطاب العلني.

ونوّه ذات المصدر إلى أنه كان هناك معسكرين في القمة العربية، الأول تابع لمجلس التعاون الخليجي و بقيادة السعودية، والمعسكر الثاني للصف الآخر.

وأضاف المصدر أن تونس،الجزائر، مصر، والأردن، ولبنان، أعربوا عن قلقهم من العدوان الثلاثي على سوريا بنسب متفاوتة، موضحين أنهم ضد أي اعتداء على أي دولة عربية.

وأكد المصدر لـ”أنباء تونس” ان العراق عارض بشدة العدوان الثلاثي، وكما يبدو كان هذا السبب في عدم السماح لوزير الخارجية العراقي بالتحدث خشية إحراج المسؤولين السعوديين أمام حلفاءهم الغربيين كأمريكا و فرنسا و بريطانيا.

وأشار المصدر إلى أن المفاجأة المدوية و التي كانت مباغتة و غير منتظرة هي اعراب الإمارات العربية المتحدة عن قلقها هي الأخرى من العدوان الثلاثي على سوريا، ولكنها تلتزم الصمت بسبب الأزمة الخليجية وحرب اليمن، حيث ليس باستطاعتها أن تشق الصف الخليجي.

وأوضح المصدر أن السعودية فرضت أجندتها – كونها الدولة المضيفة – وأرادت تصحيح التصريحات التي أدلى بها محمد بن سلمان في أمريكا وتسببت في هز صورة السعودية، وكشف أن هذا هو أحد أسباب التبرع للقدس بـ 150 مليون دولار وتسمية هذه القمة باسم “القدس”.

وقال المصدر ان عدم ذكر العدوان على سوريا في البيان الختامي جعل الدول التي عارضت العدوان تسكت على مضض،رغم إعتراض الجزائر و العراق و حتى مصر. ولفت المصدر الديبلوماسي إلى أن رؤساء الوفود وجدوا أن الحل الوسط هو تجاهل مسألة العدوان الثلاثي على سوريا، والتركيز فقط على فلسطين.
تسجيل إعتراض شديد من طرف الجزائر و تونس و العراق على عدم إدراج بند يدين العدوان الثلاثي على سوريا،كما تم رفض طلب تقدم به الوفد الجزائري للوقوف دقيقة صمت ترحمًا على ضحايا سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية التي سقطت الأربعاء الماضي ببوفاريك بولاية البليدة و أسفرت عن إستشهاد 257 شخصًا.و أفاد مصدرنا كذلك إلى رفض توصية جزائرية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية و السماح لها بالمشاركة في المؤتمرات العربية المقبلة.

هذا، ونوّه المصدر إلى أن بعض الدول التي نددت بالعدوان قد تعبّر ببيانات منفصلة ستصدر عن مؤسساتها في الأيام القريبة لكي تعرب بانفراد عما لم تستطع الاعراب عنه في القمة.

وكشف مصدرنا في الأخير أن الإمارات العربية المتحدة إعترضت بشدة على إحتضان تونس للقمة العربية المقبلة سنة 2019 و ذلك بعد إعتذار البحرين عن إستضافتها الدورية للقمة ،وبإعتذار البحرين، تصبح رابع دولة على التوالي تعتذر عن عدم إستضافة القمة،حيث تحتضن تونس سنة 2019 الدورة 30 للقمة العربية القادمة، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في ختام القمة العربية الـ29 في الظهران بالمملكة العربية السعودية.

وأعرب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خلال لقاء جمعه برئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح يوم أمس الأحد، عن أمله في أن تحقق القمة العربية القادمة التي ستحتضنها تونس تحولاً نوعيًا لتعزيز العمل العربي المشترك، مؤكدًا على ضرورة التعاون كمغرب عربي لإنجاح فعالياتها.

وإستضافت السعودية الدورة الـ29 للقمة العربية بعد إعتذار الإمارات عن ذلك، فيما عقدت الدورة الـ28 في الأردن، بدلاً من اليمن الذي إعتذر عن عدم إستضافتها؛ نظرًا للأوضاع الأمنية والسياسية التي يعيشها، فيما إستضافت موريتانيا القمة العربية الـ27، بعد إعتذار المغرب.وستكون القمة العربية المقبلة هي الثالثة التي تستضيفها تونس بعد قمتين إستضافتهما في عامي 1979 و2004.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.