بقلم محمد فوزي معاوية
عن أي عزوف يتحدثون
ان اتساع نطاق المشاركة في هذه الانتخابات البلدية بما يزيد عن 2000 قائمة و ما يفوق 50 ألف مترشح لا يمكن اعتباره الا ظاهرة صحية خاصة و أن ما يقارب نصف هذه القائمات يمثل مستقلين منتسبين الى مجتمع مدني لم يعد يشك أي تونسي في فعاليته خاصة في الفترات الصعبة و المنعرجات الحاسمة.
ومن الطبيعي أن تبعث هذه الظاهرة الأمل و أن تجعلنا لا نقبل بسهولة ما تردد في أغلب وسائل الاعلام من تأكد ” عزوف ” الناخبين و خيبة أملهم في الأحزاب و في كل المشاركين في قضايا تسيير الشأن العام لأن هذا العزوف شبه المنشود لا يخدم في حقيقة الأمر الا أحزاب الائتلاف الحاكم ( النهضة و ما تبقى من النداء ..) لاقتناعهم بأن حصيلة تسييرهم الفاشل للشأن العام على جميع المستويات سيؤدي الا تصويت اقصائي يعاقبهما بصورة موضوعبة على ما بلغناه من أزمة شاملة ومن ترد على جميع المستويات.
فبحيث وداعا هذه المرة ” لمظلة ” التصويت المفيد مهما حاول العابثون ايهام التونسيات و التونسيين بتراجع مزعوم للتحالف النهضاوي الندائي و مهما حاولوا تعويم المسؤوليات و توظيف الاعلام من أجل ذلك و من أجل مغالطة الرأى العام و استبلاهه فضلا عن استخدام أجهزة الدولة و مؤسساتها بغير حق و بما يتنافي و الاعتبارات القانونية و الأخلاقية .
البلديات والحصيلة الفاشلة للائتلاف الحاكم
فلقد تأكد اليقين لدى القوى الوطنية الحية و الفاعلة و لدى أوساط من المجتمع تتسع يوما بعد يوم حول التأثيرات الكارثية لحزب ما تبقى من النداء بعد استفراد نجل الرئيس بالتحكم في مصيره مع المجموعة الانتهازية الجديدة التى استولت على قيادته من الساعين الى تبرئة ذمتهم و استعادة مواقهم لمواصلة الانتفاع على حساب مصالح الشعب التونسي و ضرب تجربته النتقالية …
ومهما كانت أخطاء الأحزاب و الصعوبات التى تواجهها فان المطلوب اليوم لا يتمثل في نقد الأحزاب ” بوه على خوه ” لتعويم المسؤولية و انما تحميل الفشل الحاصل للماسكين بالحكم النداء أولا و حركة النهضة ثانيا أو العكس بالعكس لأن الأول أصبح تحت سيطرة الثاني بعد استنزافه الى حد الاختناق.
ثم أن الانتخابات البلدية مهما كان طابعها المحلي و الخصوصي و قربها من المشاغل الحياتية المباشرة للمواطنين فانها تجري في نطاق هذه الحصيلة الكارثية فمن فشل في تسيير النطاق الوطني سوف لن ينجح بأية حالة من الأحوال في النطاق المحلي تلك هي حقيقة من الحقائق الدامغة مهما كانت قوة الاستقواء بأجهزة الحكم لأن القديم قد ولى بلا رجعة و التصويت المفيد اليوم هو التصويت على من هو في خدمة المواطنين بصدق و بنظافة اليد و العقل و القلب دون زيف و بلا بهتان.
شارك رأيك