في إطار إحياء الذكرى الـ54 لجلاء الأراضي الزراعيّة التونسيّة، تنظّم الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة، التابعة لوزارة الفلاحة، من 2 إلى 10 ماي 2018، الدورة الثامنة للأسبوع الوطني للمنتوج البيولوجي تحت شعار ”الفلاحة البيولوجيّة في قلب التنمية المستدامة”.
بعد نجاح الدورات السابقة، تنتظم هذه التظاهرة بالتعاون مع مختلف شركاء الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة وتندرج تحت إطار تنفيذ الاستراتيجيّة الوطنيّة للنهوض بالفلاحة البيولوجيّة في أفق 2020.
يعرف التوجّه البيولوجي التونسي ازدهارا باهرا حيث طوّر المهنيّون والمختصون وعلى رأسهم الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة رؤية استشرافيّة للقطاع تسعى إلى جذب لا فقط المستهلك التونسي بل وخاصّة من كافّة أنحاء المعمورة.
لقد بات الولوج إلى المنتوج البيولوجي ممارسة حياتيّة تعرف انتشارا دوليّا واسعا. وصار المستهلك من كلّ الربوع راغبا في إعتماد منظومة غذائيّة صحيّة ومستدامة. وعليه، نمى لدى الجميع الوعي بضرورة التعويل على مهارة وكفاءة الفلاّح التونسي الذي اتّكل منذ القِدم على الساعد من أجل تنمية التقنيات الزراعيّة وها هو اليوم يمتلك رهان مستقبل المنتوج البيولوجي والعزيمة على إكتساح الأسواق الأجنبيّة.
”البيولوجي التونسي” يحقّق رهان التصدير
يهدف قطاع الفلاحة البيولوجيّة في تونس إلى إرساء نموذجا ديدنه الحوكمة المتبصّرة والإستشرافيّة. وتعتمد الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة في هذا الصدد على مقاربة رباعيّة تستند على حماية صحّة المواطن والحفاظ على المحيط وضمان الشفافيّة على مستوى السلسلة الانتاجيّة إضافة إلى تحسين المردود الاقتصادي للمشاريع البيولوجيّة.
كما يشدّد القائمون على القطاع على ضمان جودة بيئيّة عالية للمنتوج البيولوجي وعلى المُصالحة بين المستدام والاقتصادي. من هنا يعتبر المنتوج البيولوجي التونسي استجابة للتحديّات البيئيّة وللطموحات المواطنيّة، لبنة إقتصاديّة، دعامة سياحيّة وركيزة للتنمية المستدامة.
وبالعودة إلى إحياء أسبوع المنتوج البيولوجي، يتضمّن البرنامج ندوات وورشات تفكير حول ”تقدّم تنفيذ الاستراتيجيّة الوطنيّة لقطاع الفلاحة البيولوجيّة في تونس” و”دور الفلاحة البيولوجيّة في إرساء التنمية المستدامة”. كما سيقع تجربة المسلك السياحي البيولوجي لولاية بنزرت ”نسيج العنكبوت”. هذا وتنتظم أيّام 8 و9ماي 2018 تظاهرة تحت شعار ”تونس الأرض البيولوجية” على مستوى شارع الحبيب بورقيبة والتي تسعى إلى إذكاء وعي المواطن التونسيّ حول ضرورة المحافظة على سلامة المحيط وعليه المنتوج البيولوجي.
تونس الريادة على المستوى الإفريقي
تعمل الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة على فتح الآفاق ودفع ديناميكية الاقتصاد الوطني ومجالات التصدير الواعدة. ولقد وضعت، منذ سنة 2015، خطّة وطنية تهدف إلى ترويج المنتوج البيولوجي ويتمّ العمل على تركيز 20 منظومة بيولوجية ترمي إلى دعم تسويق المنتوجات ذات الأولوية على غرار زيت الزيتون، والتمر، والتين الشوكي، إلى جانب منتوجات واعدة كالنباتات الطبيّة والعطريّة ، والخضروات، والغلال، والحبوب ومشتقاتها، والجوجوبا، وكذلك الحليب، ولحوم الأبقار والأغنام و الماعز والدواجن والأرانب و منتوجات الإبل والعسل والحلزون البري، إلخ. كما يتم العمل على إحداث 5 مناطق نموذجية في الفلاحة البيولوجيّة في كلّ من سجنان والهواريّة وكسرى وماجل بن عباس وحزوة من أجل الترويج للسياحة البيولوجيّة وإضفاء ميزة تفاضليّة للوجهة التونسيّة.
لا عجب إذن أن تتضاعف المساحات الفلاحيّة البيولوجيّة لتصل إلى حدود الـ370 هكتار إلى جانب عدد المتدخلين في القطاع الذي بلغ عددهم سنة 2017 قرابة الـ4700 متدخّل. وللتذكير، فلقد تجاوزت صادرات المنتجات البيولوجية الـ430 مليون دينار تونسي.
ومن هذا المنطلق، تبدو مجالات تطوير وحسن إستغلال المعطى البيولوجي جدّ واعدة. إذ أنّ هذا القطاع بات ذا مردوديّة عالية وقادر على خلق مواطن شغل مستجدّة ومستدامة. لا سيما وأنّه موجّه أكثر من أيّ وقت مضى إلى مسالك تسويق تقربّ المسافة بين المنتج والمستهلك.
أمّا على المستوى الرقمي، اجتاح المنتوج البيولوجي الشبكة العنكبوتيّة وغزا العالم الإقتراضي حيث ازدادت في الآونة الأخيرة المواقع الداعمة لهذا المنتوج والتي تحسن التسويق الإلكتروني ممّا يضفي قيمة إضافيّة للقطاع ككلّ ويزيد في إشعاع العلامة البيولوجية التونسيّة على المستوى العالمي.
شارك رأيك