الرئيسية » آفاق 2030 : “سيفيتال” الجزائرية ستستثمر 2.5 مليار دولار في تونس

آفاق 2030 : “سيفيتال” الجزائرية ستستثمر 2.5 مليار دولار في تونس

من الجزائر : عمار قردود

أعلن رئيس مجمع”سيفيتال” الجزائري للإستثمارات أسعد ربراب عن استعداد شركته لاستثمار 2.5 مليار دولار في تونس في مجال تصنيع الأجهزة الكهربائية و الإلكترونية،كما أبدى رغبته الملحة في إقتحام مجال المواد الغذائية الأولية بعد التسهيلات التي قررت سلطات هذا البلد منحها للمجمع الصناعي الجزائري العملاق من خلال وزير التجارة التونسي.

وقال ربراب في حديث مقتضب لـــ”أنباء تونس” إنه اختار تونس لأن هذا البلد “جار و قريب جغرافيًا من الجزائر و قريب من قلبه و يتوفر على فرص كبيرة للإستثمار”،و تعهد ربراب بالرفع من قيمة إستثماراته في تونس لتبلغ 5 مليارات دولار في آفاق 2030 و هو ما من شأنه أن يوفر حوالي 20 ألف منصب شغل للتونسيين.

و وجه رجل الأعمال الجزائري تحياته و تقديراته إلى الرئيس التونسي السابق محمد منصف المرزوقي و قال عنه أنه “رجل وطني و مخلص لبلاده و كان يعمل بنزاهة و إخلاص و أنه هو من أقنعه في الإستثمار في تونس منذ سنوات”.

و أوضح ربراب أن “المفاوضات بدأت مع تونس سنة 2012 لما تلقيت دعوة من الرئيس التونسي السابق محمد منصف المرزوقي خلال لقاءي به على هامش زيارته الرسمية إلى الجزائر آنذاك ولما زرت هذا البلد-يقصد تونس- شعرت بأنه يريد أن يطوّر اقتصاده، حيث استقبلني عدد من الوزراء و أقنعوني بالإستثمار في تونس و توفير المناخ الملائم لذلك و هو ما حدث لاحقًا”.

هذا و تستثمر المجموعة الجزائرية الخاصة “سفيتال” في شراكة صناعية أولى في تونس. وفقًا لوسائل الإعلام التونسية ، حيث استغل رجل الأعمال الجزائري إسعد ريبراب مشاركته في المنتدى الاقتصادي الأفريقي في تونس العاصمة للتفاوض على إنشاء وحدة لإنتاج الأجهزة في تونس. ومن ثمة ستكون نقطة “توقيع اتفاقية شراكة مع إحدى المجموعات التونسية الأولى لتصنيع وتوزيع الأجهزة المنزلية تحت مظلة علامتها التجارية” براندت “التي تضم أيضًا دي ديتريش وفيديت وسوتر”.

وقد رحب اسعد ربراب بعد لقاءه بوزير التجارة التونسي ، عمر الباهي ، بالرضا الشديد عن المحادثات التي أجراها في المنتدى. وقال “إنني معجب للغاية بنوعية المشاركين والديناميكية الطموحة التي تظهر عند كل اتصال”. تجدر الإشارة إلى أن المجموعة الجزائرية الخاصة افتتحت فرعًا لها في تونس سنة 2016 ، “براندت تونس” لتوزيع وخدمة ما بعد البيع لمنتجات العلامة التجارية.

فقد افتتح مجمع براندت الفرنسي المختص في صناعة الآلات الكهرو منزلية فرعا له بتونس مختص في التوزيع تحت اسم ”براندت تونس.وقد حلّ رئيس مجمع براندت بتونس حينذاك للإعلان عن احداث هذا الفرع للمجمع بتونس، والذي يعدّ الفرع السابع للشركة في العالم. وتمّت تسمية غازي الشابي مديرًا عامًا لـ ”براندت تونس”.
ربراب إلتقى المرزوقي في تونس
و كشف مصدر مقرب من رجل الأعمال الجزائري إسعد ربراب لـــ”أنباء تونس” أن رئيس مجمع”سيفيتال” الجزائري للإستثمارات التقى بالرئيس التونسي السابق محمد منصف المرزوقي في بيت هذا الأخير ،حيث أدى له زيارة مجاملة و تقدير و عرفان و دام لقاءهما أزيد من ساعة و نصف.

المرزوقي كان صاحب الفضل في إقناع ربراب بالإستثمار في تونس
في جانفي 2012 و في ختام زيارته الرسمية إلى الجزائر،إلتقى الرئيس التونسي آنذاك محمد منصف المرزوقي مع رجل الأعمال الجزائري والرئيس المدير العام لمجمع سيفتال، اسعد ربراب، حيث قدم الرئيس التونسي عرضًا صريحًا لهذا الأخير لتوسيع استثماراته حتى تشمل تونس.

محمد منصف المرزوقي الذي تنوعت رزنامة زيارته الرسمية إلى الجزائر آنذاك وشملت لقاءات طلبها شخصيًا وضمنتها مصالح الرئاسة التونسية، ضمن برنامج زيارته، كان لقاءه برجل الأعمال الجزائري اسعد ربراب آخر نقطة في رزنامته، حيث كشفت مصادر إعلامية جزائرية أن الرئيس التونسي قدم عرضًا صريًحا لرجل الأعمال الجزائري، في مقابل تسهيلات وامتيازات توفرها الحكومة التونسية، هذا اللقاء الذي تم في حضور رجال الأعمال الذين ضمهم الوفد التونسي.

يسعد ربراب.. رجل أعمال جزائري إستثماراته عابرة للقارات
الجزائري يسعد ربراب المنحدر من مدينة تيزي وزو-وسط الجزائر-، واحد من بين أغنى أغنياء إفريقيا حسب تصنيف مجلة “فوربيس”، بدأ حياته كمحاسب قبل أن يفتح مكتب خبير محاسبة وكان يصل معدل مرتبه الشهري إلى قرابة 80 دولار شهريًا وهو في سن 25، قبل أن يقرّر خوض غمار مجال الأعمال ويصبح اليوم “إمبراطور” السكر والزيت في الجزائر وينجح في إنقاذ عدة مؤسسات أوروبية من شبح الإفلاس في صورة شركة “أوكسو” للأثاث و”فاغور برانت” في مجال التجهيزات الكهرومنزلية وأخيرًا شركة “لوشيني” للحديد والصلب الإيطالية، ليتحالف أيضا مع العملاق الكوري الجنوبي “سامسونغ” وتمثيل حصري لعلامة السيارات “هيونداي” في الجزائر.

الحكومة الجزائرية أرادت كبح النجاح الباهر لربراب
كبر رأس مال يسعد ربراب واكتساحه عالم المال والأعمال جعل الشكوك تحوم من حوله وحول الجهة التي تدعمه، لأن المحيط الذي تعرفه الجزائر خاصة في مجال الاقتصاد والتجارة ينبغي لأي شخص يمارسه إلا وتكون هناك جهة في السلطة تدعمه وإلا سيكون مصيره الإفلاس نظرًا للبيروقراطية التي كثيرًا ما سعى الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة لإعلان الحرب عليها في عدة مناسبات، وطبعًا حلقة البيروقراطية هي التي فجرت الأوضاع بين ربراب والسلطة ممثلة في وزير الصناعة و المناجم الجزائري الأسبق عبد السلام بوشوارب.

وعن الخلافات التي حدثت بين “الملياردير” والسلطة تقول بعض المصادر أنه و حينما أراد ربراب بعث مشروع استثماري في بجاية الساحلية-شرق الجزائر- وبالضبط في “رأس جنات” يضم مركبًا للسيارات والحديد والصلب وميناء ومنشآت صناعية أخرى وقدم طلبه للسلطات الوصية لقي عرقلة منها وبقي المشروع حبيس الأدراج ما جعل الأمور تتوتر بين الطرفين ويطلق ربراب انتقادات شديدة اللهجة في حق السلطة المختصة.

بسبب هذه العراقيل التي لقيها ربراب جعلته ينسحب من منتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو” الذي كان يرأسه، لكن في المقابل مشاريعه الاستثمارية خارج الجزائر كبرت وصار يقلق البعض في الجزائر لتشتعل فتيل النيران في الفترة الأخيرة لا سيما لانتقاداته السلطات العمومية متهمًا صناع القرار في البلاد بعرقلة مشاريعه الاستثمارية ووضع شروط تعجيزية من تراخيص الاستراد والإستثمار، وهذا ما دفع وزير الصناعة الجزائري الأسبق عبد السلام بوشوارب ينتقده ويفتح النار عليه عبر وسائل الإعلام خاصة فيما تعلق بالصفقات التي عقدها مع شركة “فاغور برانت” في مجال التجهيزات الكهرومنزلية.

هذا وكان وزير الصناعة والمناجم الجزائري بوشوارب قد فتح النار على رجل الأعمال ربراب في ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال الاجتماع التاسع للجنة الثنائية الجزائرية – التونسية سنة 2015 قال خلالها :”ربراب حاول استيراد عتاد قديم من مصنع المنتجات الإلكترومنزلية “برانت” في فرنسا التابع لمجموعته الاستثمارية “سيفيتال” بمبلغ 5.7 مليون أورو وإعادة بيعه في الجزائر عن طريق فرع شركته داخل الوطن وقيمته الحقيقة لا تفوق 2 مليون أورو على أساس أنه جديد ولكن في الأصل هو قديم وهذا ما يضر بالاقتصاد الوطني ويخدم مصالحه الخاصة في تجديد عتاده بفرنسا مقابل الاستفادة من أموال ضخمة ودعم من الدولة وهذا مرفوض”.

تصريحات بوشوارب أشعلت فتيل النار أكثر بين الملياردير والسلطات العمومية بدليل أن ربراب اتهم أجهزة الأمن بنشر مذكرة توقيف في حقه حين دخوله الجزائر، خاصة بعد تصريحاته لموقع “كل شيء عن الجزائر” وقوله “إن الحكام الحاليون هم أكبر خطر على البلاد وبأن النظام يريد إسكاتي.. فبدل أن تتصل السلطات به للحوار والحديث عن مستقبل البلاد تخلق له العراقيل لتحطيمه وتحطيم مستقبل الجزائر”.

وكان وزير الإتصالالجزائري السابق حميد قرين والمدير العام للأمن الجزائري، اللواء عبد الغني الهامل، قد نفيا جملة وتفصيلا أقوال ربراب خاصة مسؤول الأمن الذي كشف أنه لم يصدر أي قرار في حق رجل الأعمال الجزائري، متحدثًا أن “ادعاءاته افتراء”.
ويتضح من خلال الإجراءات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا تضييق واضح على ربراب من خلال موافقتها على عدة مشاريع خاصة بإنتاج مادة السكر التي احتكرتها شركة “سيفيتال” المملوكة للرئيس المدير العام يسعد ربراب، وتم منحها لمجمع “معزوز” ومؤسسات خاصة أخرى.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.