انتظم حفل توزيع جوائز الكومار الذهبي للرواية التونسي هذا المساء، السبت 28 أفريل بالمسرح البلدي بتونس العاصمة بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب والناشرين والفنانين والإعلاميين والباحثين الجامعيين، الى جانب المسؤولين والعاملين بمؤسسة تأمينات كومار التي تسند هذه الجائزة منذ عام 1997 دون انقطاع.
وقد كان الحفل أيضا فرصة للاستماع لروائع فنانين من أفضل من يؤدي الطرب التونسي والعربي، وهما محرزية الطويل و المطرب كريم شعيب.
وقد جاء في قرار لجنة التحكيم التي يرأسها الروائي والصحفي محمد رضا الكافي أن ثلاثين عملا سرديا قدما هذا العام إلى الجائزة لكن عددا منها لا يندرج ضمن الرواية كنوع أدبي له قواعده و خصوصياته. وقد انحصر النقاش والدرس والتمحيص بين أعضاء اللجنة المكونة من السيدات والسادة مسعودة بوبكر ونزيهة الخليفي ومحمد محجوب والمنصف الوهايبي، على عشر روايات متقاربة في قيمتها الأدبية والفنية وعمقها الفكري وكان لا بد من الحسم لصالح روايات ثلاث بدت لهم الأفضل.
وقد كان الإختيار على الأعمال التالية :
جائزة إكتشاف للعمل الأول:
“ليت شهدا” لصفية قم: وهي رواية مبنية على اليومي، حيث تعالج قضية اجتماعية، هي هشاشة العلاقة الزوجية القائمة على التوتر والاهتزاز والإضطراب. ورغم بنائها على السّردية التقليدية إلاّ أنّها تتميز بجماليّة لغويّة قائمة على السّلاسة والثّراء المعجمي.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة:
“منزل بورقيبة” لإيناس العباسي: وهي رواية تدور أحداثها بين حي شيكاغو بمنزل بورقيبة ومدينة شيكاغو بالولايات المتحدة مرورا بفرنسا وتروي أسرار عائلة تمتد على أربعة أجيال مع الحفاظ على تماسك البنية الروائية وسلاسة السرد ومتعة القراءة.
الكومار الذهبي:
“ابنة الجحيم” لخيرية بوبطان، وهي رواية جديرة من حيث طرافة الموضوع ودقّته، فهي رحلة سردية تخييلية في عوالم قائمة على الغرائبية الملتبسة بين الواقعي والمتخيل، وبين الوجود والمنشود، وبين عالم الغيب وعالم الشهادة، حيث الهواجس والخيالات والأحلام والهلوسات…
وهي رواية مختلفة في بنائها المعماري، حيث غياب الحبكة والانفلات من جمود الأمكنة وسكونيتها، والنزوع إلى عجائبية الزمن وضبابيته، فينعدم المنطق وتنفتح الأبواب أمام المستحيل ليصبح ممكنا. وهي بذلك تسعى الى زجّ القارئ في متاهات كبرى، فتذهب بتوقّعاته مذاهب شتى.
وهي رواية الثنائيات بامتياز حيث الموت والحياة، الخير والشر، الروح والجسد، الخلق والعدم… تطرح رؤية فلسفيّة وجوديّة أصبح الإنسان فيها مخذولا حائرا فقد سيطرته على الفضاء وعلى الأشياء من حوله.
الرواية كونية الرؤية والأبعاد والتصوّر والكتابة والإنجاز، لذلك هي قابلة للترجمة إلى عدّة لغات حتى يتسنى لها التعدّد القرائي.
هذا وقد نوهت اللجنة بروايتين جلبتا اهتمام أعضائها وأثنت على جهد مؤلفيها وتمنت للكاتبين النجاح والتوفيق في دورات قادمة. والروايتان هما “حديث القبور” لوحيد اللجمي و“ذلك الشىء البسيط” لأنيس الوهابي لما تميّزتا به من طرافة الموضوع وعمق الرؤية الفلسفية ودقّة البناء الحكائي والتجديد على مستوى التناول اللغوي.
شارك رأيك