*
بقلم أحمد الحباسى
ربما تعد السيدة سهام بن سدرين من أكثر الشخوص السياسية التى شغلت و لا تزال تشغل الرأى العام السياسى فى تونس و خارجها ،
هذه المرأة تحوم حولها كثير من الشبهات و تتلقى يوميا كثيرا من الاتهامات و على كل حال فهذه السيدة قد فعلت كل شىء لتكون مدار حديث المجتمع و أقطاب السياسة و الاعلام و المحللين ، من البداية نقول أن ما جاء على لسان هذه المرأة التى تشغل رئاسة هيئة الحقيقة و الكرامة و هى هيئة تمخضت عن المجلس التأسيسى بعد ايام قليلة من الثورة و خرجت الى العلن فى ظروف أقل ما يقال فيها أنها مشبوهة و تثير كثيرا من السؤال و الاتهام قلت ما جاء على لسانها من تصريحات قد شكلت دائما سببا لانقسام التونسيين ،
و لأننا لا نهدف من وراء هذا المقال الا طرح كثير من الاسئلة و البحث عن كثير من الاجوبة فلا فائدة من اضاعة الوقت لنتساءل بمنتهى الموضوعية ، ما هو الدور الذي أوكل لسهام بن سدرين لتكون مع بول بريمر في يوم مشهود كيوم دخوله العاصمة العراقية ، ماذا وراء هذه العلاقة الكبيرة والسريّة التي تربط سهام بن سدرين بدوائر الاستخبارات الامريكية الصهيونية ،
ما هو الدور الخفى الذى لعبته هذه السيدة حتى تكون حاضرة فى مشهد سقوط النظام العراقى السابق و ما هى الدوافع التى أتت بالسيدة سهام لان تكون جنبا الى جنب مع الحاكم العسكرى الامريكى المحتل للعراق حتى تطالبه كما جاء فى كتابه ” ايام النصر فى العراق ” بامكانية النظر فى أن تكون تونس هى المرحلة القادمة فى مشروع احتلال و تفتيت الدول العربية .
ربما نفت السيدة سهام كل الاتهامات و لكن الاتهامات بقيت عالقة بتلابيبها لانها لم تستطع اقناع المتابعين و المواطنين و هذا يؤكد أن التبريرات التى ساقتها “السيدة الرئيسة” كما يحلو لبعض أدواتها فى هيئة الحقيقة مناداتها لم تكن مقنعة من ناحية و أن الكم الهائل من الاسئلة و الشبهات قد كان يستحق منها كثيرا من الصراحة و نكران الذات للرد عليها بما يوهنها ،
لعل الرجوع الى وقائع زيارة السيدة بن سدرين الى العراق و مجالستها لبول بريمر و من رافقوها فى تلك الزيارة كفيل كاف لاتهامها بالخيانة العظمى من باب أن العراق قد تم غزوه بقرار أمريكى خارج نطاق مجلس الامن و العراق أحبت هذه السيدة أم كرهت هو دولة مستقلة ذات سيادة و لا يمكن فى هذه الحالة مهما كانت الاسباب و الدوافع أن تقبل هذه السيدة ” الحقوقية ” المدافعة عن حقوق الانسان غزو بلد لبلد اخر و ضربه بكل الاسلحة المحرمة دوليا ، أن تعاتب هذه السيدة الغازى المحتل لانه لم يقم بهذا الفعل الاثم ضد دولتها تونس فهذا عين السقوط و الخيانة و العمالة فى عرف القانون الجزائى و حين نعلم هوية الاطراف التى رافقتها الى بغداد و نعلم أن من بينها من طالب بغزو سوريا مثل هيثم مناع نفهم أن هذه السيدة قد كانت جزء من مشروع الفوضى الخلاقة سىء الصيت .
ربما هناك سؤال مهم يطرح نفسه على الجميع : ما العلاقة بين النهضة و بن سدرين ، ما هى العلاقة بين ميليشيات حركة النهضة و بن سدرين ، لماذا تم دفع بن سدرين على رأس هيئة الحقيقة و الكرامة ، من ” يحمى ” بن سدرين داخليا و خارجيا ، هل ستتم محاسبة هذه السيدة على الفساد المالى و سوء التصرف فى الهيئة ، لماذا تصر بن سدرين على الاستحواذ على ارشيف امن الدولة و ارشيف الرئاسة ،
ماذا استفادت عملية البحث عن الحقيقة من ارشيف امن الدولة ، لماذا لم تقدم ” الرئيسة” لحد الان المتهمين بالتعذيب فى عهد بن على ، لعل ما يلفت الانظار أن هناك علاقة بين بن سدرين و ميليشيات النهضة التى تمارس الارهاب و التعذيب و ضرب المعارضة و هذه السيدة كانت تزور الخيام التى نصبها هؤلاء ايام حكم الترويكا مثلما يؤكد المحامى عماد بن حليمة فى تصريح مثير ،
هناك تأكيد أيضا أن الغنوشى و المرزوقى هما من نصبا هذه السيدة على رأس هيئة الحقيقة و الكرامة سيئة الصيت و أن هذا التنصيب كان من بين أهدافه الكثيرة التعتيم على قضية الرش فى سليانة كالتعتيم على حادثة السفارة الامريكية و حادثة اغتيال الشهيدين بلعيد و البراهمى ،
فى سياق آخر تحدث أحد النقابيين الامنيين على دور هذه السيدة فى الاستحواذ على ارشيف امن الدولة للتعتيم على ملفات جماعة النهضة و ما دونه البوليس السياسى فى فترة بن على فى علاقة بحصول خيانات باتت مكشوفة الان من بعض القيادات فى الحركة و تعاملهم مع النظام ضدها و يسوق البعض هنا اسم وزير العدل السابق المحامى نورالدين البحيرى، لكن من واجبنا اليوم التعبير عن العرفان للامن الرئاسى الذى منع كارثة نهب و الاستحواذ على ارشيف الرئاسة من طرف هذه المرأة التى اتت بتلك الشاحنات فى تلك الواقعة الشهيرة التى اسالت كثيرا من الحبر و زادت فى تصاعد الشبهات حول ” الرئيسة ” .
ربما هناك كثير من التحريض ضد السيدة بن سدرين و هذا الامر كان متوقعا للحقيقة لكن المثير ان هناك سيلا من الاتهامات قد صدر عن اعضاء مهمين داخل الهيئة نفسها و من بينهم المناضل زهير مخلوف الذى اتهم ” الرئيسة ” بالقيام بخروقات كثيرة منها التدليس و تزوير محاضر الجلسات و تجاوز أحكام القضاء اضافة الى الفساد و سوء التصرف فى أموال الهيئة المؤتمنة عليها ،
لعل كلمة النائب حسونة الناصفى عند مناقشة مسألة التمديد للهيئة قد وضعت كل النقاط على الحروف و بينت للشعب غيضا من فيض ما ارتكبته سيدة الهيئة من اعتداء على هيبة الدولة و هيبة الشعب بالاساس و تعلق شبهات كثيرة تمس من سمعتها بل تؤكد وجود شبهات خيانة خاصة فى مسالة التعامل مع شركات صهيونية ،
هذا يجرنا طبعا الى التسريبات التى تحدثت عن ان النهضة قد نصبت هذه السيدة بناء على تعليمات السفير الامريكى السابق فى تونس جاكوب والس المعروف بعلاقته الصهيونية و خدمته للاجندة الاسرائيلية فى المنطقة العربية ، لا بد من الاشارة هنا الى العلاقات بين النهضة و بعض الجهات ” الصهيونية ” داخل الادارة الامريكية مثل السناتور جون ماك كاين و هى علاقات كشفتها وثائق ويكيليكس الشهيرة و هو ما يعزز نظرية البعض من بحث الهيئة عن الاستحواذ على الارشيف الرئاسى و الامنى ربما يكون بدافع خدمة بعض هذه الاطراف .
يتهم الصحفى ماهر زيد السيدة بن سدرين بانتداب القتلة كموظفين و من بينهم المدعو مكرم الحجرى و يقول ” و بالتدقيق في مسيرة “رئيس اللجنة الوطنية لمناضلي اليسار” تبين أن اسمه قد ورد سابقا في التحقيقات المتعلقة بمقتل عضو القيادة المركزية لاتحاد الشباب الشيوعي كاهنة بن حسين عام 2011 و المسجل ضد مجهول. فحسب تقرير مسرب يحتوي كل تفاصيل و ملابسات جريمة مقتل الكاهنة و تلقى مكتب التحقيق الرابع المتعهد بالقضية نسخة منه ،
وردت اشارة تصنف الحجري و شخصا اخر متهم في القضية ب “بوليس سياسي مخترق للجبهة الشعبية ” . فقد جاء في التقرير الذي تم ضمه الى القضية عدد 4/22326 حرفيا أن : ” “م . ص” ( تبين أنه ناشط معروف في حزب العمال) و المدعو “مكرم حجري” (قيادي بحزب العمال والمنظم للوقفة يوم 3 ديسمبر أمام المجلس الوطني التأسيسي ) هم بوليس سياسي ومندسين في الحزب .”
و قد دعت الفرقة المركزية الثانية للحرس الوطني مؤخرا المذكورين السابقين للتحقيق معهما و مكافحتهما في جريمة قتل القيادية الشبابية بالجبهة الشعبية كاهنة بن حسين ” انتهى الاقتباس ، لعل هذا غيض من فيض من انتهاكات هذه السيدة و لكن من الواضح ان سقوط مشروع محاسبتها فى مجلس نواب الشعب قد يتسبب فى ضياع كثير من الحقائق المزعجة و المرعبة و لكن الشعب سيتمكن يوما من كشف المستور .
شارك رأيك