انعقدت اليوم الثلاثاء في بروكسال، الدورة الرابعة عشرة لمجلس الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي، وتم الاتفاق بالمناسبة، على الأولويات الاستراتيجية بين الجانبين للفترة الممتدة بين 2018 و2020، ومواصلة التفكير المشترك في مستقبل العلاقات التونسية -الأوروبية في أفق 2030، وفق ما جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية.
وترأس أشغال المجلس، كل من وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية وسياسة الأمن بالاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية “فريدريكا موغريني”، بحضور المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ومفاوضات التوسع “جوهانس هان”.
وأكد الجهيناوي بالمناسبة، على التقدم الذي حققته تونس لدعم الديمقراطية والذي تجسد بإجراء الانتخابات البلدية يوم 6 ماي الحالي، بما من شأنه تكريس مبادئ اللامركزية والديمقراطية المحلية.
واستعرض أمام المسؤولين الأوروبيين أولويات الحكومة التونسية في الفترة القادمة، مبينا حاجة تونس إلى مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية لدفع الاقتصادي الوطني وتحسين الوضع الاجتماعي.
وبدورها، ثمنت “موغريني” نجاح تونس في تنظيم الانتخابات البلدية، مذكرة بالتزام الاتحاد الأوروبي بمزيد دعم اللامركزية في بلادنا وتعزيز قدرات البلديات المنتخبة حديثا من خلال تخصيص دعم مالي جديد لها.
وحيا “جوهانس هان”، من جانبه، تبني تونس لخارطة طريق تترجم التزامها بمتابعة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، معلنا عن تنظيم بعثة إلى تونس خلال 2018، وذلك بالشراكة مع المؤسسات المالية لمناقشة الدعم اللازم لتنفيذ الإصلاحات.
وأثار الجهيناوي و”موغريني” أبرز ملفات التعاون خاصة ما يتعلق بمفاوضات اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق، والشراكة من أجل التنقل.
وبعد أن ثمنا القرار المتعلق بتحديد رزنامة طموحة للمفاوضات، أكد وزير الخارجية والمفوضة السامية للشؤون الخارجية وسياسة الأمن بالاتحاد الأوروبي، أهمية هذه المسارات في ترسيخ مكانة تونس في الفضاء الأوروبي وفي تحديث الاقتصاد التونسي وفي المبادلات البشرية والتقريب بين الشعوب.
كما أكد الجانبان الأهمية التي يحظى بها الشباب كأولوية في مجال التعاون، إذ علاوة على برنامج المؤسسات الناشئة الذي تقدر قيمته ب25 مليون أورو والذي يهدف إلى إحداث ألف(1000) مؤسسة مجددة في تونس، سيمول الاتحاد الأوروبي برنامجا جديدا لفائدة الشباب يستهدف دعم التشغيل وتشغيلية هذه الفئة.
ووقع المسؤولان خلال أشغال مجلس الشراكة، برنامج تعاون وتبادل ديبلوماسي بين وزارة الشؤون الخارجية والقسم الأوروبي للعمل الخارجي. كما أطلقت تونس والاتحاد الأوروبي تعاونا في مجال الديبلوماسية الثقافية التي تمثل أداة للتنمية الاقتصادية ولتثمين التراث الثقافي.
واتفق الجانبان على وضع آلية رصد واستشراف من أجل ضمان متابعة أكثر نجاعة لمختلف مجالات الشراكة المميزة.
وكان هذا اللقاء مناسبة تبادل خلالها الجانبان وجهات النظر حول المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة الوضع في ليبيا وفي الشرق الأوسط، وما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وات
شارك رأيك