بقلم أحمد الحباسى
رغم أن مشروعه الإنقلابى ” بالطرق السلمية ” كما يقول ، و قد رأينا عينات منه في تلك المظاهرات التي هزت مدن الجنوب حرقا و نهبا و ترويعا ،
قد فشل فشلا مدويا في الانتخابات البلدية و كانت الحصيلة مكلفة جدا لحزب الرئيس المؤقت السابق محمد المنصف المرزوقي و الجهات الخارجية التي تموله بشكل عام ظاهريا و خفيا إلا أن رئيس السفرات المشبوهة إلى قطر و السودان و تركيا أين يلتقي مع كبار القيادات الإرهابية التكفيرية في العالم العربي التي تحملت على عاتقها منذ بداية مشروع الفوضى الخلاقة الصهيوني الأمريكي مهمة تشويه سمعة تونس و ضرب استقرارها الاجتماعي و الأمني بالإضافة إلى نمط مجتمعها الوسطى المتطلع للحضارة بديلا عن ثقافة البؤس و الظلام التي ينشرها شيخ الكذابين يوسف القرضاوى و بنوه المنتشرون في فضائيات الدفع إلى حاوية الهاوية ،
لا يزال يقوم بتشويه صورة تونس أولا بتسخير قناة الجزيرة القطرية و غيرها من الإعلام الفرنسي كرأس حربة لحرب التضليل و التزييف و الدجل ضد كل القيادات السياسية التونسية التي ترى فيها المحمية الصهيونية القطرية خطرا و رفضا لمشروعها في تفتيت الأمة العربية و قد استمعنا إلى الرجل في برنامج شاهد على العصر يقدم عينات من الأراجيف و التصريحات المثيرة للجدل التي قصد منها تقسيم الشعب إلى عروش و قبائل تتناحر لا غير .
في قناة الجزيرة هناك فريق عمل كامل يشتغل على إثارة الفوضى في تونس و هذا الفريق مكون من عزمي بشارة احد الفاقدين للمشاعر القومية العربية بامتياز و من بعض الصحفيين الإعلاميين التونسيين مثل الحبيب الغريبى و محمد كريشان و ليلى الشايب يضاف إليهم طبعا المرزوقي و طارق الكحلاوى و بعض الأزلام الأخرى التي سقطت في امتحانات الأخلاق العربية منذ سنوات و من بينهم بعض الإعلاميين في تونس ،
لقد لعبت السفرات الخارجية الغامضة لمحمد المرزوقي و بالذات من حيث التوقيت دورا واضحا في تغذية الإرهاب و إشعال نار المظاهرات التي تريد ضرب مؤسسات الدولة في العمق و قد ظهر للعيان أن سفرات الرجل و تعددها يأتي في سياق معين و هو البحث عن طرق مختلفة لتمكين الجماعات الإرهابية المطرودة من سوريا من الرجوع إلى تونس و قد شاهدنا كيف انطلقت حملة محمومة تغذيها أبواق معروفة بصلاتها المالية الخيانية مع النظام القطري بغاية ” تبييض ”
هذه العودة و لولا وقوف المجتمع المدني بكل أطيافه ضد هذه الجريمة لتمكن المرزوقي من “إعادة تأهيل ” قطع الغيار الإرهابية الملوثة بدماء الأبرياء السوريين لتعيث فسادا في الجسد التونسي المنهك بحكم سنوات قاسية من حكم الترويكا المشبوه .
هناك مثل شائع يقول ” ابحث عن العلم و لو في الصين ” و المرزوقي يطبق هذا المثل أحسن تطبيق و لكن في مجال البحث عن الأموال النفطية القطرية الملوثة و لهذا فهو يتحرك في كل الاتجاهات للحصول على الأموال المشبوهة بغاية توفير فرصة جدية للعودة إلى كرسي السلطة و بذل ما يمكن بذله من اجل إنشاء حزب من الشاذين سياسيا و أخلاقيا يمكنه من تحقيق طموحاته السياسية المنفلتة لان جنون العظمة قد صور له أنه الوحيد القادر على إنقاذ تونس من الإفلاس الذي تركته حركة النهضة في صناديق الدولة و خزائنها ،
هذا المسعى المحموم لا يلاقى إلا الترحيب من القيادة القطرية و التركية و السودانية و لكل من هذه الدول المنتمية إلى الحلف الصهيوني الأمريكي أغراضه الدنيئة اللئيمة في تونس بحكم رعاية هذه الأنظمة لإرهاب الدولة و سعيها المحموم لخدمة المشاريع الصهيونية في المنطقة خاصة بعد سقوط النظام العراقي سنة 2003 و تعرض المنطقة العربية برمتها إلى ارتدادات ضربات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية السعودية في نيويورك و ما تبعها من غطرسة أمريكية غير مسبوقة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن ،
بطبيعة الحال توفرت الأموال القطرية و قد شاهدنا عينة منها توزع على معتصمي ” الكامور ” طيلة أسابيع و على من حرقوا حي التضامن من ضواحي العاصمة و قد كان المطلوب من هؤلاء الخونة هو التحرش المفرط بالجيش و الأمن لدفعه للمحظور و افتعال السبب المناسب لإجهاض ما تبقى من ركائز و دعائم الدولة الهشة مثلما جاء على لسان أكثر من طرف متابع للمشهد .
منذ فترة نشرت صحيفة ” الشروق ” التونسية تحقيقا مهما حول ما وصفته بـ”القصة الكاملة لتورط قيادات بارزة في الدولة ورؤساء أحزاب وسياسيين ومديرين عامين في قضية تجسس لحساب فرنسي” وتم فتح بحث تحقيقي ضد مع كل من سليم «ق» ونزار «ع» وجان «د» ومعز «ج» والهادي «ش» ومحمد «ب» في تهمة تكوين وفاق بقصد الاعتداء على الأشخاص والأملاك والمس من أمن الدولة واستغلال مناصب بعد أن تبين تورطهم في إفشاء أسرار الدولة لصالح فرنسي يهودي مقيم في تونس ومتحصل على إقامة لمدة 10 سنوات .
المثير في هذه القصة أن المتهم جون «د» قد سعى بمناسبة مشاركة الوفد التونسي في فعاليات ذكرى انبعاث الأمم المتحدة إلى ربط علاقات مع الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي ومستشاره في تلك الفترة عزيز «ك» بحيث تطورت العلاقات و تولى هذا المشتبه به الأجنبي الإنفاق على ابنة الرئيس التي كانت تدرس بفرنسا فضلا عن تأمينه مصاريف كراء منزل له بجهة المرسى.
وإثر عودته إلى تونس تولى زيارته بمكتبه لدى رئاسة الجمهورية .وتمكن جان حسبما تشير إليه المعلومات الأمنية من الحصول على معلومات خاصة عن الوضع الأمني والسياحي والصراعات السياسية من قبل المجموعة التي كان يجتمع بها من مستشارين ورؤساء أحزاب. بطبيعة الحال لم تثر هذه المعلومات حفيظة الجهات القضائية التونسية و لا نواب مجلس نواب الشعب و لا بعض المنتمين لما يسمى بالمجتمع المدني الممولين من دكاكين المخابرات الصهيونية في تونس .
ربما نصح زملاء الرئيس السابق بأن يزور مستشفى الأمراض النفسية و على رأسهم رفيقي دربه سليم بقة و المرحوم الطاهر هميلة لأنه يستورد لغة الكذب و الفبركة و يعانى من سقوط حاد في المستوى السياسي و الأخلاقي و الوطني ، ربما ذكره البعض في مناسبات متعددة بأن من يعيش على التزوير و الخداع و لعق الأكاذيب و الرقص في كل الساحات السياسية الماجنة سيبقى شخصا مشردا منبوذا إلى أن يفوت اجل صلاحيته فيتخلص منه مشغلوه الصهاينة و القطريين و الفرنسيين كما تخلصوا من خونة آخرين ،
لكن من شاب على شيء شاب عليه و العميل على ما تعود و لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر و حين نتذكر إطلاقه لسراح المئات من الإرهابيين الذين استهدفوا بالذبح و التنكيل جنود الشعب في مواقع كثيرة من ارض تونس الطاهرة نصل إلى قناعة بأن هذا الرجل لم يكن يوما عاشقا لهذه التربة التي ضحى من اجل عزتها الآلاف من هذا الشعب ،
ربما يعتقد البعض أن الرجل مثقف و قارئ جديد لكتب التاريخ و لكن من الواضح أن المرزوقي لم يطلع على نهاية العميلان سعد حداد أو أنطوان لحد أو بقية العملاء الذين خدموا الاستعمار و المشاريع الأجنبية في الوطن العربي ، فالتاريخ كما يقول العلامة ابن خلدون رحمه الله في ظاهره لا يزيد عن الإخبار لكن في باطنه نظر و تحقيق لكن على من تقرأ زبورك يا داوود .
شارك رأيك