هو صراع بين قوتين:
– قوّة تسعى بكل جهدها ومخزونها وأساليبها للحفاظ على مكتسباتها المنهوبة من المجتمع والابقاء على طرق وأساليب وأدوات فسادها. لذلك نــراها تحاول بكل ما لديها من وسائل ومن عملاء ومرتزقة لتلهية الناس عن مآسيهم وعن واقعهم المقــرف ولتهميش الحقيقة وخلق صراعات ثانوية هامشية ووهمية لربح الوقت ;من أجل استمرارية الأغلبية المسحوقة في نفس الوضع المتردي وتقسيم المجتمع وتجزئة قــواه لتبقي على سلطانها عليه.
– وقوّة منهوبة مفقّــرة ، مستغــلَّــة منذ زمان التحق بها ملايين الشباب المهمّش، العاطل، التائه والمفتّش عن بصيص من النور في آخر النفق بعد سنين الظلام .
لــذلك واجبنا الــوطني اليوم هو الوقوف صفّا متماسكا أمام شــرّ أخطبــوط الفاسدين المفسدين مصّــاصي الدماء الموجودين في أغلب الحوانيت السياسويّة التي نراها تصول وتجول، تنهب وتستغل وتسرق دون قصاص، بل هي تقتصّ من ضحاياها .
واجبنا الــوطني اليوم هو التمسّك بكلّ شعارات ثورة الغلابة التي انطقت منذ ثماني سنوات ولا زالت تسير نحو تحقيق أهدافها رغم كيد الكائدين ورغم قــوى الــردّة من السماسرة العملاء المفسدين في الأرض. كي تتحقّق أهـــدافها من الضروري بعث تنظيم القوى التقدّمية صاحبة المصلحة في التغيير نحو الأفضل…
بعث تنظيم القـــوّة الثالثة ، إذ لا يعقل تــرك البــلاد بين أيـدي السماسرة والفاسدين يعبثون بها كما فعل أسلافهم الغير الصالحين. بعث جبهــة تضم كلّ من يؤمن بتونس الحداثة… تونس الديمقراطية الفعلية ضد شعارات الديمقراطية التجمعية الزائفة التي أوصلت البلاد إلى هذا الضنك الذي نعيش وضد الشعارات المنافقة …
شعارات الديمقراطية الظلامية الانتهازية المغلوطة… المنقذون الوطنيــون الأحرار، كثيرون… هم مشتّتون…هم في كلّ بلدة وفي كلّ منعرج وزقاق… هم في كلّ الحساسيات السياسية بدرجات مختلفة، طبعا.. علينا إذن التوجه إليهم وحثّهم على بعث جبهة حول برنامج مجتمعي مفصّل، دقيــق وواضح…لا لبس فيه ولا غبار عليه…بعيدا عن الشعارات الفضفاضة والعامّة… بل تجميعهم حول رؤية وبرنامج علميّ ينبعث من الواقع الملموس ومن الحاجيات الفعلية للبلاد. برنامج وطنيّ يصاغ بشكل جماعي يتمّ فيه مراعات وخصوصيات المناطق والفوارق…
يتــوّج كلّ ذلك بقائمات مواطنية مفتوحة للجميع للانتخابات التشريعية ولشخصيات وطنية صادقة ترغب في الترشّح هي الأخرى للرئاسية المقبلة سنة 2019 يتمّ اختيار وتحديد القائمات والأشخاص قبل الأوان من المواطنين أنفسهم، محليّــا وجهويّا، بعيدا عن النزعات الفئوية الحزبية المفلسة وبعيدا عن الضغوطات والاغراءات والرشاوي والمطامع الذاتية البائسة. على غرار ما تمّ في بعض الدوائر الانتخابية للبلديات الأخيرة.
حينها يتحقّق لتونس حلم جميل ورائع وتكون أوّل بلد في العالم ينجح في تطبيق الديمقراطية التشاركية الفعلية.. وهذا ممكن تحقيقه بفضل العمل والاتصال وبفضل الوسائل العلمية المتاحة التي علينا استغلالها.
– كلّ هذا وغير هذا ممكن انجازه لو تتوفر الارادة ونتغلّب على الــ” أنـــا ” المقيتة والفكر الزعماتي البائس…
– عاشت تونس عصيّــة أبــيّــة وليــذهب الفاسدون، كلّ الفاسدين، إلى الجحيم
*مناضل يساري
شارك رأيك