من الجزائر: عمّـــــــار قـــــردود
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية دراسةً حديثة تكشف عن تمدد تنظيم القاعدة الإرهابي في شمال وغرب أفريقيا خاصة دول مجموعة الساحل.و تتضمن الدراسة التي أعدها المرصد خريطةً لأبرز شبكات تنظيم القاعدة في بلاد مجموعة الساحل مضافًا إليها تونس والجزائر.
و أوضح المرصد أن الدراسة اعتمدت على شواهد كثيرة تدل على تنامي التنظيم الإرهابي منذ عام 2017 بعد أن تمكَّن من إعادة بناء قدراته بهدوء خلال السنوات الماضية في ظل توقعات بأن يكون التنظيم أكثر نشاطًا وخطورة على الأمن القومي لعدد من المناطق الإقليمية ودول بعينها في شمال وغرب أفريقيا.
كما أشار المرصد أنه على رغم الخفوت والتراجع العام لتنظيم القاعدة في مناطق عدة، خاصة دول الشرق الأوسط بعد صعود تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق 2014، فإن شبكات التنظيم في بلاد المغرب وغرب أفريقيا ظلت حاضرة على مسرح الأحداث هناك.
و أكد المرصد أن تنظيم القاعدة لم يُخفِ خلال السنوات السبع الماضية سعيه الحثيث للحضور ضمن دائرة التأثير في شمال وغرب أفريقيا، وقام خلال تلك المدة بتجديد شبكاته وهياكله وتطوير خطابه الإعلامي.وقد أوضحت الدراسة أن التنظيم -“القاعدة”-سعى إلى الامتثال لتعليمات أيمن الظواهري بضرورة تحالف واندماج الجماعات “الجهادية” في محاولة لمعالجة التشتت والتخبط التنظيمي الذي عانى منه التنظيم خلال السنوات الماضية، وهو ما أضعف التنظيم؛ لذا عملت خمسة أفرع تابعة للتنظيم في المنطقة على تبني نهج التحالف والاندماج تحت اسم “نصرة الإسلام والمسلمين”، وهو يعد التنظيم الأخطر في المنطقة منذ تأسيسه في 2017 من حيث عدد العمليات في مالي.
وذكر المرصد أن الدراسة سجلت عددًا من التحولات على مستوى الخطاب الإعلامي للتنظيم خلال السنوات الماضية، فقد سعى التنظيم إلى تبني خطاب المقاومة ضد الاستعمار وقوات الأمن من الجيش والشرطة الوطنية فى تلك البلدان، كما حاول جاهدًا إضفاء صبغة اجتماعية على إصداراته حيث صور مقاومته للجيش والشرطة كرد فعل على انتهاكات الجنود ضد المواطنين المدنيين، كما أن عملياتهم تأتى ضد الفساد والقهر الذى تتعرض له شعوب المنطقة.
وأوضح المرصد أن خطاب التنظيم الذى بات متماسكًا منذ عام 2017 يوضح أولوياته فى استهداف قوات الشركات الفرنسية العاملة فى منطقة تجمع دول الساحل الإفريقية، وكذلك السياح والعمال الأجانب، خاصة الفرنسيين الموجودين في المنطقة، واستهداف بعثات قوات الأمم المتحدة واستهداف قوات الجيش والشرطة فى تلك البلاد محل الدراسة .. وأخيرًا استهداف العملاء المتعاملين مع القوات الفرنسية أو الإفريقية.
وختم المرصد دراسته منتهيًا إلى رصد أهم وأبرز وسائل التمويل التي يعتمد عليها التنظيم في تمويل عملياته، التي تمثلت في: عمليات اختطاف وتبادل الرهائن الأجانب – تجارة المخدرات – بيع السلاح وغسيل الأموال – السرقة والنهب – تهريب المهاجرين – التبرعات وتحويل الأموال من الجمعيات غير الشرعية.
وفي النهاية أكد المرصد على أن تنظيم القاعدة (نصرة الإسلام والمسلمين، القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) يمثل التهديد الأول والأخطر على أمن واستقرار منطقة شمال وغرب أفريقيا.
إعتداء جندوبة الإرهابي الأخير دليل على خطورة “القاعدة” في تونس
أعلنت الداخلية التونسية أن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف يوم 8 جويلية الماضي، دورية تابعة للحرس الوطني على الحدود التونسية الجزائرية قد أسفر عن مقتل 6 أفرادها منها.وقال بيان مقتضب للداخلية إن “دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطان (في منطقة غار الدماء بمحافظة جندوبة – شمال غرب) على الشريط الحدودي التونسي الجزائري تعرّضت صباح اليوم-الأحد 8 جويلية الماضي- إلى كمين تمثّل في زرع عبوة ناسفة أسفر عن استشهاد 6 أعوان”.وأضاف بيان الداخلية التونسية أن “عملية التمشيط وتعقب المجموعة الارهابية(لم تحدد هويتها) لا تزال متواصلة”.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية التونسية، قد أعلنت، عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، جرّاء اعتداء إرهابي استهدفهم في غرب البلاد قرب الحدود مع الجزائر.وقالت الوكالة إن كمينًا نصبته مجموعة إرهابية قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا أسفر عن مقتل 9 أشخاص معظمهم من قوات الحرس الوطني التونسي (قوة تتبع وزارة الداخلية).
وقالت وكالة “تونس أفريقيا” الرسمية للأنباء، إن الكمين نصبته مجموعة إرهابية قرب الطريق الرابط بين محمية الفائجة ومنطقة الصريا في غار الدماء، لأعوان حرس كانوا في دورية على متن عربتين رباعيتي الدفع برمي قنبلة يدوية على السيارة الأمنية الأولى وحصول مواجهات بعد ذلك بالأسلحة النارية.
ويستهدف مسلحون يختبئون في مناطق جبلية قرب الحدود الجزائرية في تونس قوات الأمن أحيانا. لكن حصيلة هذا الهجوم هي الأعلى منذ ثلاث سنوات وهو العام الذي نُفذ فيه ثلاثة هجمات إرهابية كبرى.
وتعرضت تونس لثلاث هجمات كبرى في عام 2015. اثنان منها استهدفا سياحا في منتجع بمدينة سوسة ومتحف باردو وأسفر عن مقتل عشرات السياح الأجانب.
وفي هجوم آخر وقع في نهاية 2015 قُتل 14 من الحرس الرئاسي عندما فجر مهاجم حافلتهم. وتونس في حالة طوارئ منذ ذلك الوقت.
ويعد الهجوم الذي وقع اليوم، الأكبر في تونس بعد الهجوم الذي وقع يوم 7 مارس 2016 بمدينة بن قردان على الحدود الجنوبية مع ليبيا، وأسفر عن مقتل 12 من عناصر الأمن والجيش.
شارك رأيك