من الجزائر : عمار قردود
شهد موسم حج 2018 أحداث غريبة و عجيبة و غير مسبوقة،حيث تم تسجيل أول حادثة إنتحار في تاريخ الحج،كما عرف مشاركة حاج أندنوسي “شاذ جنسيًا” في أداء مناسك الحج،و قام بعض المثقفين بإنتقاد هذه الشعيرة الإسلامية،و لم يسلم الحج حتى من إنتقادات وُجهت له من علماء دين معروفين و سبق لهم و أن أدوا مناسك الحج.
انتحار حاج عراقي في الحرم المكي
فقد أعلنت بعثة الحج العراقية الحكومية، اليوم الجمعة، “انتحار” أحد مواطنيها في الحرم المكي أثناء أدائه مناسك الحج، دون معرفة الأسباب.و هو الأمر الذي أكدته وسائل الإعلام السعودية.
وقال المتحدث باسم البعثة، حسن الكناني، في بيان صحفي، إن “الحاج (حسين حميد الحيدري) من مواليد 1975 من سكان العاصمة العراقية بغداد، أقدم اليوم على الانتحار من صحن الطواف العلوي في الحرم المكي، دون معرفة الأسباب”.
وأضاف “الكناني” أنه “وفقًا لحجاج عراقيين في نفس الفندق الذي يسكن به الحاج المنتحر، فإنه يعاني من اضطرابات عصبية نتيجة وفاة أحد أبنائه قبل عدة أشهر”.
وفي ذات السياق، نقلت قناة العربية السعودية عن المتحدث الإعلامي للقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، (لم تسمه)، إن رجال الأمن السعوديين باشروا حادثة إقدام أحد الوافدين على القفز من سطح المسجد الحرام إلى صحن الطواف بالدور الأرضي”.
وأوضح أن الحادث نتج عنه وفاته فور سقوطه، وإصابة اثنين من الحجاج، وتم نقلهما إلى المستشفى، وحالتهما مستقرة.
وهذه ليست الحادثة الأولى من نوعها، حيث انتحر شخص في جوان الماضي بإلقاء نفسه أيضا من الدور العلوي لصحن المطاف، كما حاول رجل سعودي العام الماضي، إشعال النار في نفسه أمام الكعبة قبل أن يوقفه رجال الأمن.
بالفيديو : “شاذ جنسي” يثير غضب الحجّاج ورواد الفايسبوك بسبب سلوك شاذ خلال أداء المناسك
ردود أفعال غاضبة جدًا، تلك التي أعقبت انتشار شريط فيديو يظهر من خلاله “شاذ جنسي” بملامح و زي نسائيين، مكشوف الشعر، قالت بعض المصادر، أن شخصًا عمل على تصويره عقب عودته من رمي الجمرات.
وردًا على سؤال المصور، أكد “الشاذ” أنه اندونيسي الجنسية، قبل أن يطلب من الأول أن يعطيه ” قُبلة”، وهو ما استجاب له “الشاذ” بدون تردد، وهو الموقف الذي أثار حالة من الغضب بين متتبعي مواقع التواصل الإجتماعي، الذين استغربوا كيف سمحت السلطات السعودية بولوج شخص من هذا “النوع” إلى أراضيها المقدسة لتأدية مناسك الحج.
القرضاوي يثير زوبعة بتغريدة عن الحج
تسبب الداعية المصري يوسف القرضاوي بأزمة وضجة كبيرتين على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، عقب تغريدة له فسرها البعض دعوة لمقاطعة الحج بطريقة غير مباشرة.
وهاجم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي القرضاوي بسبب تطاوله على الحج، ومطالبته بشكل غير مباشر بمقاطعته، إذ غرد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلا: ليس لله حاجة بالحج.
وقال القرضاوي في التغريدة:” هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه. الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم.”
تعرض الداعية الإسلامي المشهور، يوسف القرضاوي، لموجة انتقادات لاذعة بل هجمات حادة من السعودية ردا على تغريداته حول الحج، وقادها المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني.
وقال القحطاني، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع “تويتر”: “فتوى القرضاوي ليس لله حاجة بالحج ليست غريبة على من يعرف تاريخ هذا المرتزق. سبق وأن كتبت عنه وعاتبني أحد الأعزاء واليوم هو من نبهني على هذه الفتوى وهو يتحسب عليه”.
وتابع مستشار الديوان الملكي السعودي: “من قرأ تغريدتي حينها لن يستغرب فتواه وصده للناس عن بيت الله وشعائره لإرضاء قذافي الخليج “في إشارة إلى أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني”. كما هاجمت العديد من حسابات وسائل الإعلام الإلكترونية في المملكة، الرسمية منها والعامة، وكذلك الصحفيين والناشطين السعوديين، القرضاوي على خلفية تغريداته.
واعتبر سعوديون أن تغريدة القرضاوي جاءت ردا على ما أسموه “نجاح موسم الحج”، لينتشر وسم “#القرضاوي_ليس_لله_حاجة_بالحج”.
وفي السياق ذاته اعتبر الكاتب السعودي العامل في جريدة “الشرق الأوسط” في لندن، غضوان الأحمري، تغريدة القرضاوي مجرد “أزمة نفسية عميقة لدى القيادة القطرية”.
وتسبب الداعية المصري المقيم في قطر والذي يتهم في بلاده الأم بأنه الزعيم الروحي لجماعة “الإخوان المسلمين” المحظورة في مصر والسعودية وعدد من الدول الأخرى، بأزمة وضجة كبيرتين إثر تغريدته الأخيرة التي قال فيها: “هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه. الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم”.
ويتولى رجل الدين الإسلامي منذ العام 2004 منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، وبعد اندلاع الأزمة الخليجية بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى في يونيو 2017، أدرجت الدول الأربعة هذه المنظمة والقرضاوي في قائماتها للإرهاب.
السعودية تحصي 2.3 مليون حاج
بلغ عدد حجاج بيت الله الحرام لموسم الحج الحالي مليونين و371 ألفا و675 حاجا وحاجة حسب إحصائيات رسمية سعودية.
وأفادت الهيئة العامة للإحصاء السعودية في بيان بإن “إجمالي أعداد الحجاج بلغ مليونين و371 ألف و675 حاجا منهم مليون و758 ألفا و722 من خارج المملكة و612 ألفا 613 من الداخل”. وبخصوص توزيع الحجاج حسب الذكور والإناث بلغ عدد الذكور مليونا و327 ألفا و127 حاجا مقابل مليون و44 ألفا و548 حاجة.
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي للحجاج بلغ عدد حجاج دول مجلس التعاون الخليجي 34 ألفا و140حاجا وحاجة بنسبة 1.9 في المائة وبلغ عدد حجاج الدول العربية عدا دول مجلس التعاون الخليجي 395 ألفا و410 حجاج بنسبة 22.5 في المائة.
وأشار المصدر إلى أن عدد حجاج الدول الآسيوية عدا الدول العربية بلغ مليون و49 ألفا و496 حاجا بنسبة 59.7 بالمائة فيما بلغت أعداد حجاج الدول الإفريقية عدا الدول العربية 116 ألفا و83 حاجا بنسبة 9.5 في المائة.
ووفقا لذات الاحصائيات بلغ عدد حجاج الدول الأوروبية 88 ألفا و601 حاج بنسبة 5 في المائة بينما بلغ عدد حجاج دول أمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا 24 ألفا و922 حاجا بنسبة 1.4 في المائة.
وتختتم مناسك الحج، اليوم الجمعة، 13 من ذي الحجة، ثالث أيام التشريق، وذلك بعد قيام ضيوف الرحمن من غير المتعجلين برمي الجمرات، ثم التوجه إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع، آخر مناسك الحج.
شارك رأيك