العالم يتقدم بالعقل والمعرفة والعلم ويحول العلم إلى قوة و تحكم وهيمنة. أما نحن العرب فقابعون في أقبية الجهل والتخلف والخرافة والعنف المجاني ضد بعضنا البعض. لا عقل ولا معرفة ولا علم ولا قوة بل تقهقر متواصل و خراب في العقول…
بقلم أحمد الحباسي
ما كل من يستخدم وسائل الإتصال الحديثة متعلم وفاهم لما يحدث حوله. نحن “نلبس” شبكة الإنترنت، ربما نحمل هاتفا نقالا آخر صيحة، نشاهد كل القنوات التلفزيونية المفتوحة والمشفرة والمشفرة ” الأخرى”.
نحن نلبس كل هذه الوسائل كما نلبس أي حذاء أو سروال من إحدى الماركات العالمية الشهيرة.
نحن نتباهى فقط، لأننا نملك هاتفا آخر صيحة أو نشاهد مطربة تدلع على شاشة عملاقة آخر صيحة.
أصبحنا أضحوكة العالم وموضوع نكته
هذه حالنا بدون مساحيق تجميل أو شفط دهون. العالم من حولنا يتحرك و يصنع و ينتج ويفكر ويقدم الحلول للإنسانية ونحن نقف على أعتاب الألفية الثالثة وما زلنا نفكر بالنصف الأسفل ونخضع لنفس العادات والتقاليد والأفكار البالية.
نحن أصبحنا أضحوكة العالم ومجال نكته ورغم كل ما حصل من نكبات و ما تجرعنا من هزائم ونكسات وخيبات فلا زلنا نعتبر اننا شعب الله المختار الذي على الشعوب الأخرى أن تقتدي به .
هل يفكر الياباني بمثل ما نفكر، بالطبع لا، و إلا لما صنع كل هذه المعجزات الالكترونية، ولما أصبحت اليابان بعد قنبلة هيروشيما وما خلفته من دمار من أكثر دول العالم تقدما.
نحن أضحوكة كل الأمم، ومثار سخريتها وخوفها وانزعاجها في بعض الأحيان. أكاد أجزم أن تلك الرسوم المسيئة للإسلام بصورة عامة هي نتاج عقل غربي ساخر من العرب وصاحب رغبة معينة لإيذاء مشاعرهم بدافع من سوء تصرفات هؤلاء في بلدانهم الأصلية أو بلدان الإقامة المؤقتة. ولو عايش هؤلاء ”الرسامون” فجر الإسلام لخروا راكعين سجدا لعظمة الإسلام، أما وأن ظهر في هذه الأمة شياطين وأبالسة من الإنس مثل يوسف القرضاوي وجماعات داعش ومن شابه نزولا أو صعودا فقد خرج قوم من العجم بلا حياء يستهزئون بهذا “الإسلام” الذي يقتل بلا رحمة ويسخرون من “علماء المسلمين” الذين وصموا هذا الإسلام المتسامح برداء الإسلام الإرهابي .
أدمغة محشوة بخطاب ديني مخلوط بحبوب الهلوسة
أعدوا لهم ما استطعتم من قوة، هذا ما فهمه البعض في هذه الأمة خطأ، فأعدوا لهم، أعنى للكفار، ما استطاعوا من فتاوى تكفيرية، ومن أدمغة محشوة بخطاب ديني مخلوط بالهيروين وحبوب الهلوسة، ومن قطع غيار آدمية مسخرة فقط للقتل والترويع تم انتقاءها بعناية من قاع المجتمع وأحيانا من بين أدمغته المتعلمة القابلة لخطاب الغلو والتكفير التى صرفت عليها المجموعة الوطنية دم قلبها، و عوض أن ندخل مع الغرب رغم ما فيه من تناقضات في حوار الحضارات وفي حرب الحصول والتفوق في ميدان المعرفة دخلنا في حروب داخلية بين من يظنون أنفسهم ملاك (بالشدة على اللام ) هذا الدين والقائمون على وصيته وبين من وجدوا أنفسهم في موقع الإتهام بالكفر دون دليل أو محاكمة، و في حين تنفس الكفار انقطعت أنفاس المسلمين وقطعت أجسادهم بفعل هذا الفيروس التكفيري السعودي المسموم .
يقول سماحة السيد حسن نصر الله عن الكيان الصهيوني أنه أوهن من بيت العنكبوت. يقول التاريخ أن أمريكا نفسها أوهن من بيت العنكبوت بدليل أنها لم تربح ولم تحرز في تاريخها نصرا بائنا وهربت من حرب الفيتنام بما يسمى عقدة حرب فيتنام.
على الجهة المقابلة يخرج من أفواه أصحاب القضية العرب أن إسرائيل لا تقهر وأن كل أوراق الحل في يد الإدارة الأمريكية.
من نصدق إذن ؟ حزب الله الذي هزم الإرادة العسكرية الصهيونية بكل عناوينها السياسية والإقتصادية والنفسية والعسكرية في حرب جويلية 2006 أم إعلام شارع محمد علي المنافق الذي طبل للفوز في حرب 1967 فحصلت الهزيمة التاريخية والذي سارع في إعلان الإنتصار في حرب 1973 فحصلت ثغرة الدفرسوار الشهيرة وبعدها ثغرة زيارة الكنيست و ثغرة مفاوضات الإستسلام في كامب ديفيد.
هل تملك أمريكا أوراق الحل؟ لماذا إذن لم تنفذ عويلها و صياحها المربك للإسماع ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية لفرض الحل في مفاوضات الملف النووي ولماذا هربت من العراق ولماذا لم تحرز نصرا فى سوريا و فى افغانستان؟
الفتاوى المضحكة وسياسة التفجير والتخريب
العلم يصنع القوة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تستثمر في العلم لتصنع القوة في كل المجالات و“تستثمر“ في هذا الصبر الشعبي لتواجه العقوبات الإقتصادية الغربية الظالمة.
تقول وسائل الإعلام أن إيران تنجز الآلاف من الدراسات العلمية المتقدمة في كل المجالات سنويا. بالمقابل، لا يقدر المتابعون العرب على إحصاء عدد الفتاوى المضحكة التي يؤثثها علماء و أذيال المؤسسة الدينية السعودية والتي تحولت إلى مناسبات شعبية متكررة للترفيه والسخرية من أصحابها.
أيضا، تنتج السعودية بفضل أموال النفط أعدادا مهمة من قنابل التفجيرات البشرية التي تحصل في سوريا والعراق وتونس.
هناك أيضا من يعمل مثل الإمارات والأردن والسعودية والبحرين على أن يصبح العالم العربي مجرد ماخور كبير عريض تمارس فيه كل أنواع الزناء واللواط والأفعال الجنسية الشائنة تحت يافطة ما يسمى بجهاد النكاح صنع في السعودية .
يختلف الإنسان عن الحيوان بالعقل والتفكير، هذا في الظاهر، لكن على حد علمي لم نشاهد حيوانا يقطع رأس حيوان آخر تحت “شعارات” التهليل من بقية الحيوانات البرية الأخرى، و لم نشاهد حيوانا يلتقط صورا لحيوان تم قتله بصورة شنيعة، لم نسمع عن حيوان يتباهى بكونه يحب الدم، لم نسمع عن جهاد النكاح الحيواني، ولا عن حيوانات يتم حشوها بالمتفجرات، ولم نسمع أن للحيوانات شيوخا تؤثث لهم فتاوى القتل أو تدعوهم إلى الجهاد التكفيري، ولم نشاهد في مملكة الحيوان وحتى على الناسيونال جيوغرافيك من يحث على الكراهية بين الحيوانات أو من يلقى خطاب التكفير، لم نشاهد من يعتدي من الحيوانات على الأضرحة وبيوت العبادة، لم نعثر على مدارس و لا على مصانع مهدمة، الخ…
من مظاهر العنف السوريالى الذي يطبع المشهد في سوريا أو في بقية البلدان العربية التي طالتها أيادي التخريب والموت السعودية، نتساءل، إذا كان الوحش بهذه الصورة المتحضرة فلماذا تحول الإنسان “المفكر” إلى وحش مسموم؟ ثم لماذا نفكر أصلا والحيوان سبقنا في الحضارة و في التفكير …
ما تيجى نتكلم… ماتيجي نسكت…
شارك رأيك