اليوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 بقاعة أميلكار المنار، يعرض على الساعة الحادية عشرة صباحا فيلم “بابا هادي” بحضور فريق الفيلم وعائلة هادي الجويني. الفيلم الذي استغرق الاعداد له سنتين يكشف على امتداد 86 دقيقة تفاصيل محطات مختصرة من حياة الفنان التونسي الهادي الجويني .
القصة مليئة بالمشاعر الإنسانية والذكريات الجميلة التي تحملها الحفيدة كلير بلحسين ، عن جدها الملقب بـ«فرانك سيناترا» الموسيقى التونسية . الرجل خلف على مدار 60 سنة أكثر من 1070 أغنية وأكثر من 56 أوبريتا غنائيا، علاوة على أكثر على من 900 لحن موسيقي . جالت أغانيه بلدان المشرق والمغرب العربي . ومن بين أشهر الأغاني التي عرف بها، أغنية «تحت الياسمينة في الليل» و«لاموني اللي غاروا منّي».
ومثّل الجويني بعدد من الأفلام السينمائية من بينها «الباب السابع» لأندري زوبادا سنة 1946 و«سجل المكتوب» الذي يعود إلى سنة 1952. كما أبدع موسيقى عدد من المسرحيات التونسية من بينها مسرحية «عائشة القادرة» للأديب التونسي الراحل عبد الرزاق كرباكة ومسرحية «بين نومين» للأديب التونسي علي الدوعاجي فضلا عن حيازته مرتين على تكريم الحبيب بورقيبة لمساهمته الفعالة في النهوض بالأغنية التونسية، كما كان من الفنانين القلائل الذين حصلوا على الوسام الأعلى لأكاديمية الموسيقى العربية .
الفيلم من اخراج البريطانية كلير بلحسين، وهي حفيدة الفنان الهادي الجويني التي لم يسبق لها أن التقته في حياته . فيلم “بابا هادي” الذي استغرق الاعداد له سنتين ، على امتداد 86 دقيقة يكشف محطات مختصرة من حياة الفنان التونسي الهادي .
“بابا هادي” يتعرض لكل الموروث الذي تركه الفنان التونسي الهادي الجويني الذي قضى طفولته في منطقة باب الجديد .
الحفيدة نقلت شهادات والدها وعمها وعمتيها حول جدها الهادي الجويني وراوحت داخل الفيلم بين الصور القديمة ومقاطع الفيديو الحديثة التي طبعت اقامتها في تونس خلال العطل والمترعة حبا وحنينا .
الشريط هو أكثر من مجرد سيرة ذاتية بل إنه وفي جانب مهم منه يسلط الضوء على جزء هام من الموسيقى التونسية وهو أيضا عودة على قصة عائلة مؤثرة وعلى جملة من المعطيات السوسيولوجية الخاصة بتحولات داخل دولة تعيش تحت التأثيرات الغربية و العربية . والغريب ان المخرجة كلير بلحسين، حفيدة الجويني ،لم تكن تعرف عن الرجل سوى إنه جدها التونسي . لم تسمع أغنياته في منزل والدها بالعاصمة البريطانية لندن، لم يخبرها أحد إنه كان ولا يزال رمزًا لموسيقى بلاده؛ لتبدأ المخرجة فور معرفتها بهذه الحقيقة رحلة بحثية تسير في مسارين متوازيين: اكتشاف موسيقى الهادي الجويني وإسهامه الفني، والتفتيش عن السر وراء قرار الأب بعزل ابنته عن تاريخ جدها .
الحفيدة منحدرة من ثقافة اخرى ، ولدت ونشأت في بريطانيا، لا تتحدث العربية أو الفرنسية، ولم تزر تونس ، اما جدها هادي الذي اخفى لقبه العائلي بلحسن واستعان ب ” الجويني ” حتى يحقق حلمه ، فتتقاذفه موجتان : واحدة يتمسك فيها بهويته واخرى تدفع به نحو الحداثة : يلبس حسب الموضة ، ويصفف شعره كفرانك سيناترا ولا يستغني عن العود لكنه شغوف بالجاز والفلامنكو ، ويغني بالدارجة التونسية. منفتح كالنجوم الكبار،لكنه لم يتخلص من جذوره المحافظة ، فيجبر زوجته المغنية الموهوبة اليهودية “نينات” التي اشتهرت فيما بعد باسم “وداد”، على الاعتزال، ويرفض عرضًا تلقته باحتراف التمثيل. و يمنع ابنته من قبول فرصة العمر بالتمثيل في فيلم لروسوليني شخصيًا، بل ونكاد نشعر رفضه لاحتراف أولاده الموسيقى.
شارك رأيك