حين تساءل حمزة البلومي ذات يوم : ” الكتب اش يعملو بيهم ؟ لم يكن يتوقع اضافة الى فضل الكتاب في مجال المعرفة ، ان يلعب دورا اجتماعيا تضامنيا . دموع امينة مكتبة سليمان وهي تنعى الكتب التي جرفتها السيول حركت كتاب تونس الذين هب اغلبهم للتبرع للمكتبة المنكوبة .
أطلق الكاتب محمّد حمزة مبادرة نبيلة من أجل إعادة تأثيث المكتبات العموميّة المتضرّرة من الفيضانات الأخيرة بولاية نابل. كتاب كثيرون عبروا عن استعدادهم للتبرع بعدد من الكتب تراوحت بين الخمسين والمائة كتاب ، مثل ما فعل كمال الزغباني الذي اعلن يتبرع بمائة كتاب من مكتبته لفائدة المكتبة العمومية بسليمان بنابل. ودعا زملاءه واصدقاءه إلى الإسهام في تعويض رصيد الكتب الذي أتلف مؤكدا ان هذا عمل تضامني ملح .
نادر الجمامي اكد انه تفاعلا مع دموع هذه السيّدة التي بكت الكتب بمكتبة سليمان، وتفاعلا مع مبادرة الأستاذ محمّد حمزة المواطنيّة لاستعادة ما خسرته المكتبات العموميّة بولاية نابل خلال الفيضانات الأخيرةلا بد من تحويل الفكرة إلى حملة تضامنيّة كبرى تمتدّ طيلة شهر أكتوبر يتمّ التنسيق لها عبر إحداث صفحة على الفايسبوك نسمّيها “لتمطر كتبا” .حن لا ننتبه إلى بعض نقاط الضوء المنتشرة هنا وهناك وننقض على كل ما يظهر أسوأ ما فينا. هذه المرأة التي بكت حزنا على ما أصاب مقر عملها في الفيضانات ترفع من شأن الموظف العمومي الذي أصبح في أدبيات الفايسبوك رمزا لكل أمراض المجتمع وعاهاته.
الروائي محمد عيسى المؤدب راى ان دموع هذه السيّدة مؤثّرة بالفعل..” إنّها تبكي كتبها التي أتلفتها مياه الفيضانات الأخيرة في مدينة سليمان،دموعها مؤثّرة بالفعل ولكنّها لم تحزنني بالمرّة لأنّها أعلنت أنّ الكتاب يظلّ أثمن ما في الوجود..وأعدها أنّي سأسلّم المكتبة العموميّة بسليمان قريبا 50 كتابا من مكتبتي الخاصّة.. “الكتاب ليس ورقا عابرا إنّه كائن حيّ” .
هاوالكتب اش يعملو بيهم .
شارك رأيك