رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح من مقر الأمم المتحدة بنيويورك وهو في قمة النشوة والإبتهاج: “بيننا وبين العديد من الدول العربية صداقة وحميمية لم أرها في حياتي. قبل بضع سنوات كان من المستحيل تخيل ذلك.”
الأكيد في زمن الأسود كهواري بومدين، ياسر عرفات،جمال عبد الناصر، صدام حسين،الملك فيصل، معمر القذافي، حافظ الأسد و غيرهم كان ذلك فعلاً من المستحيلات السبع، لكن في زمن الخنوع و الخيانة، زمن النعامات والحملان الوديعة كأنور السادات و حسني مبارك و عبد العزيز بوتفليقة ومحمد السادس وعبد الفتاح السيسي وسلمان بن عبد العزيز و عبد الله الثاني و الباجي قايد السبسي وغيرهم لا مستحيل معهم…
الخطر المشترك الذي تشكله إيران قارب بين العرب و إسرائيل
و من حق نتنياهو التفاخر بــ”العشق الممنوع” بين الكيان الإسرائيلي و العديد من الدول العربية التي إستبدلت العدو الإسرائيلي بعدو جديد هو إيران.
واعتبر نتنياهو أن الاتفاق النووي مع إيران كان له أثر إيجابي واحد “وهو تمكين إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية”، بفعل الخطر المشترك الذي تشكله إيران، حيث قال إن “الإتفاق قرب بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وتمت إقامة علاقات حميمة لم أر مثلها في حياتي، ولم يكن ممكنًا تخيلها قبل سنوات. إسرائيل تقدر كثيراً هذه الصداقات”.
وزعم نتنياهو الذي خصص لإيران جزءًا كبيرًا من كلمته، أنها “تبني قاعدة عسكرية دائمة في سوريا”، معتبرًا أن “الاقتصاد الإيراني ينهار، بسبب التضخم والبطالة، جراء العقوبات الأمريكية على طهران، وتخيلوا ماذا سيحدث في إيران إذا ما طبقت الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية”. وحاول التركيز على التهديدات الإقليمية التي “يفتعلها” النظام في إيران معتبرًا أن الحرس الثوري الإيراني “سلح حزب الله في لبنان، ومول حماس في قطاع غزة، وأطلق صواريخ على المملكة العربية السعودية وفرضت حالة ترويع على مضيق هرمز وباب المندب”.
نتنياهو: لم أتخيل هذا التقارب مع دول عربية
و كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد سبق و أن أكد ،في فيفري الماضي، وجود تحالفات إستراتيجية بين إسرائيل وعدد من الدول العربية دون أن يسميها. وقال نتنياهو – خلال جلسة نقاشية خلال مؤتمر ميونيخ للأمن – إنه لم يكن يتخيل في حياته أن تصل العلاقة مع بعض الدول العربية إلى مثل هذا التقارب.
وأضاف “صحيح أن العلاقات لم تصل إلى اتفاقيات سلام رسمية لكنني أعتقد أن مستقبل عملية السلام على ضوء علاقاتنا الجديدة مع الدول العربية واعد جدا بسبب التحالفات الإستراتيجية الجديدة بيننا وبين بعض الدول العربية”.
وهذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، فقد تحدث نتنياهو في منتدى دافوس بسويسرا جانفي الماضي عن تحالفات “استثنائية” مع دول عربية، وقال حينها إن عداء إيران شجع دولاً عربية لم يسمها على إقامة تحالفات إستراتيجية مع إسرائيل.وأضاف نتنياهو أن تل أبيب تلمس بداية تغير في مواقف بعض الشعوب العربية أيضا تجاه إسرائيل.
وفي نوفمبر2017 أشاد نتنياهو بما سماه “التعاون المثمر” بين إسرائيل ودول عربية، وقال إن ذلك التعاون هو بشكل عام أمر سري “إلا أنني واثق من أن العلاقات معهم ستستمر في النضوج حيث سيسمح لنا ذلك بتوسيع دائرة السلام”.
كما كشف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن تل أبيب تقيم علاقات مع دول عربية إسلامية “معتدلة” -بما فيها السعودية- تساعد إسرائيل على كبح جماح إيران وما سماه التمدد الشيعي في المنطقة.
عمّـار قـردود
شارك رأيك