ادى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر و وزير الثقافة محمد زين العابدين زيارة الى مدينة الثقافة ، وتجولا ببعض اجنحة المعرض الوطني للكتاب التونسي ومنها جناح دارالجنوب . محمد الناصر توقف عند كتاب” الحلم والمنعرج الخطأ ” لعبد السلام القلال .
يروي الكتاب مسيرة حياة عبد السلام القلال السياسية والمهنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن قضاها في الحزب الحر الدستوري فِي خطة وال .
الكتاب الذي قدمه الشاذلي القليبي جاء في اكثر من 500 صفحة انقسم الى ثلاثة محاور واربعة عشر بابا، و يمكن قراءة كل باب على حدة بشكل مستقل وهو يحتوي على صور نادرة معبرة عن احداث تلك الفترة .
وحول الدواعي الى تاليف الكتاب قال عبد السلام القلال : ” بادرت بتاليف هذا الكتاب حتى اوفي حق من عاصرتهم واقدم لهذا الجيل والاجيال القادمة شهادتي وتقييمي لعشرية الستينات مرحلة الاشتراكية الدستورية والتعاضد التي كنت فيها فاعلامن خلال تحمل مسؤوليات هامة في الحزب والدولة . لقد كنا نامل ان تكون عشرية الستينات عشرية الانطلاقة التاريخية لتحقيق الحلم الذي راودنا نحن جيل الاستقلال وبناء الدولة الحديثة ” .
عين القلال وال على الكاف ليقضي فيها أكثر من خمسة أعوام كانت حافلة بالأحداثوخاصة فترة التعاضد التي كان متحمسا لها مع بعض المؤاخذات : ” لم يفشل التعاضد ولكن قرار التعميم هو الذي افشل هذا الانجاز الهام وافضى به الى ما لا تحمد عقباه ” .
ويروي القلال قصة تحامل البااهي الادغم عليه ، فهو لم يغفر له احراجه يوم ان توجه لمقابلة بورقيبة دون موعد والح عليه كي يقوم بزيارة للكاف كي يطلع اطارات الجهة ويشرح لهم الاسباب التي دعت الحزب والحكومة الى المضي في تعميم التعاضد .
انتهت مهمة القلال واليا على الكاف يوم 9 سبتمبر 1969 وعين واليا على القصرين عوضا عن محمد التريكي لكنه لم يطل الاقامة . وانهيت مهامه كوال على ولاية القصرين التي انتقل اليها لبضعة أشهرفي سبتمبر 1970 بطلب منه .
وقد ” عرض علي بورقيبة عن طريق وزير الداخلية انذاك السيد احمد المستيري خطة سفير في احد بلدان اوروبا او رئيس مدير عام لمؤسسة قومية، فاجبته دون تردد : ” لا ارغب في هذا ولا ذاك ” ، فاجابني السيد احمد المستيري بلطفه المعهود: ” كيف ذلك وانت من مناضلي الحزب والدولة وما زلت في اوج العطاء” ، فقلت له: ” ان رغبتي الوحيدة هي ان استرجع حريتي وافتح مكتب محاماة وساواصل خدمة البلادبطريقة اخرى ارجو منك يا سي احمد ان تساعدني على ذلك ” .
وفي الكتاب شهادات كثيرة تبرز تعلق الكاتب ببورقيبة ،وكثيرا ما يستشهد بأفعاله وبأقواله .
الكتاب لم يخل من حديث عن المتاعب التي لقيها الكاتب سواء من الشاذلي زويتن او الباهي الادغم . كما روى الكاتب قرار الرئيس بهدم البازليك وسيدي بومخلوف، كما اشار نقلا عن محمد بكور قوله ان المصور الملحق برئيس الدولة علي حويج طلب في احدى زيارات الرئيس الى صفاقس في بداية الستينات، التقاط صورا لسور صفاقس قبل زواله . أي انه كان هناك مشروع لهدم السور بعلم من برقيبة . وينسب الكاتب لنفسه الفضل في الغاء الهدم في الكاف وصفاقس . كما ينسب لنفسه الفضل في عدم اقالة المسعدي بعد غضب بورقيبة عليه في اخرجانفي .1967 بل ان الكتب يروي كيف كان بورقيبة يقرا عليه رسائل الغرام التي كان يبعث بها الى وسيلة من منفاه .
القلال ابن”الجهاز “قال انه لم يخف أي شيئ سلبي وهذا فيه مبالغة وتجاوز للواقع فهو متيم ببورقيبة “وعين الرضا عن كل عيب كليلة” .
شكري الباصومي
شارك رأيك