فضيحة الحكم الجزائري مهدى عبيد شارف الذي أدار مقابلة ذهاب نهائي الكأس الإفريقية للأندية ليلة أمس الجمعة 2 نوفمبر 2018 بالقاهرة منتظرة وأكثر من منتظرة وتأتي في سياق سقطات جامعة كرة القدم المصرية وسقطات رئيسها وسقطات بعض المسؤولين المصريين النافذين في “الكاف”.
بقلم أحمد الحباسي
مقابلات كرة القدم مكسب وخسارة وأشياء أخرى. من بين هذه “الأشياء الأخرى” السيد التحكيم بجلالة قدره. في عهد الرئيس السابق للكنفدرالية الافريقية لكرة القدم (الكاف) عيسى حياتو شهدت ملاعب كرة القدم ومسابقات الكاف مهازل تحكيمية مثيرة للغثيان خاصة إذا تعلق الأمر بالمنتخب الكاميروني أو بالفرق الكاميرونية.
رحل الرجل غير مأسوف عليه وحل الرئيس الحالي وزادت مشكل التحكيم بشكل مثير وأصبحت المسابقات الكروية محل تندر العالم ويظهر و الله أعلم أن هذا الرئيس لا يختلف عن سابقه من ناحية الشبهات وقلة نظافة اليد و انحيازه الفاضح لبعض الدول من باب المحافظة على استمراره في موقعه وربما البقاء فيه إلى نهاية الأجل المحتوم تماما كما دبر الرئيس السلف.
مهدى عبيد شارف يسيء لبلده وللكرة الجزائرية
بطبيعة الحال هناك شكوك في ذمة الكنفدرالية وفي ذمة رئيسها الحالي وفي ذمة الجامعة المصرية لكرة القدم وفي نتائج فريق الأهلي أو ما يسمى بفريق القرن، نحن لا نذيع سرا حين نؤكد المؤكد الذى يجاهر به الجمهور المصري نفسه وبصفة دورية حول أحقية الفريق المصري بكسب بعض المقابلات داخليا وخارجيا.
بطبيعة الحال أيضا كانت فضيحة الحكم الجزائري مهدى عبيد شارف الذي أدار مقابلة ذهاب نهائي الكأس الإفريقية للأندية ليلة أمس الجمعة 2 نوفمبر 2018 بالقاهرة منتظرة وأكثر من منتظرة وتأتي في سياق سقطات جامعة كرة القدم المصرية وسقطات رئيسها وسقطات بعض المسؤولين المصريين النافذين في “الكاف”.
لم يتردد السيد عادل زهمول وهو من كبار الحكام التونسيين المعروفين بوصف الحكم الجزائري “بالسارق”، توصيف مناسب و مناسب جدا لهذا “الحكم” الذي فعل كل شيء دنيء عن سوء نية متعمدة ليسيء في نهاية الأمر لنفسه ولعائلته ولبلده وللكرة الجزائرية وللتحكيم الجزائرى.
الأخلاق المشبوهة لفريق “القرن” الذي طالما حامت الشبهات حوله
هذه المرة كان إجماع المحللين على أن فريق الأهلي أو فريق القرن كما يحلو للبعض التباهي به دون مبرر قد فعل “الأشياء الأخرى” التي أشرنا اليه غمزا وهمزا ولمزا ليتحصل على سبق وقتي في نتيجة المباراة وما كشفته الصور التلفزيونية حول قيام اللاعب أزارو بتقطيع مريوله عمدا وفي تصرف غير رياضي يندى له الجبين للتأثير على “الحكم” المشبوه يؤكد الثقافة الأخلاقية لفريق “القرن” الذي طالما حامت الشبهات حوله، ليبقى السؤال : هل ماتت الروح الرياضية نهائيا وهل أصبح الحديث حولها ضربا من العبث و إضاعة الوقت؟ متى يستفيق ضمير هذا الحكم الجزائرى وكيف سيواجه نفسه عندما ينتهى مشواره المتسخ بالأدران وباللعب بالميثاق الرياضى؟
على فكرة : أثبت بعض الجمهور التونسي حالة من فقر الدم الوطنية وبلغ الحقد الأعمى بالبعض إلى إطلاق العنان لبعض التعاليق القذرة التي لا يمكن أن تخرج إلا من بطن وسخ متعود على السقوط في الحقد والكراهية وتلك قصة أخرى.
من المهم الإشارة الى تحقيق القناة البريطانية “بى. بى. سى.” عن واقع الفساد الذي ينخر التحكيم الجزائري ومما جاء فيه: “في دوري الدرجة الأولى على سبيل المثال يكلف منح ضربة جزاء من جانب أحد الحكام الفاسدين نحو مليون دينار جزائري على الأقل (أي ما يعادل 6500 جنيه إسترليني) وهو مبلغ كبير إذا أخذنا بعين الإعتبار أن الحكام الدوليين في الجزائر لا يتقاضون إلا أقل من 10 بالمائة من هذا المبلغ شهريا”. يضيف التقرير المنشور في شهر سبتمبر 2018 ما يلي: “ويكلف ترتيب تعادل بين فريقين ضعف هذا المبلغ، أما الفوز والنقاط الثلاث التي يجلبها فتكلف أكثر من 50 ألفا من الجنيهات الإسترلينية وترتفع الأسعار مع اقتراب نهاية الموسم الكروي، ويمكن شراء حتى بطولة الدوري أو منع فريق ما من الهبوط إلى الدوريات الصغرى. ولا يقتصر الفساد على دوري الدرجة الأولى والثانية فحسب، بل يصل حتى إلى فرق الشباب”.
ربما يعيب البعض على المعلقين ومحبي فريق الترجي الإشارة الى جنسية الحكم ولكن لماذا نخفى أن الحكم قد اعتمد تقنية “الفار” التي تمكنه من التقدير الصحيح للمخالفة ورغم ذلك أصر على موقفه السلبي؟ ولماذا لا نؤكد أن هذا الحكم قد أساء للشعب وللرياضة والدولة والتحكيم في الجزائر؟ ولماذا نقفز على الحقيقة القائلة أن هذا الحكم قد أساء للعلاقة بين الشعبين بصورة مبيتة ومقصودة ولكنه لن يفلح في مسعاه مهما حصل لأن نتائج المباريات تزول و لا تبقى إلا المواثيق الرياضية والعلاقات الأخوية بين البلدين؟
شارك رأيك