الرئيسية » حجز تجهيزات من صنع إسرائيلي كانت موجهة إلى شركة الأسمنت “جيكا” بالجزائر

حجز تجهيزات من صنع إسرائيلي كانت موجهة إلى شركة الأسمنت “جيكا” بالجزائر

كشفت مصادر جمركية و أمنية جزائرية متطابقة لـــ”أنباء تونس” عن تمكن مصالح الجمارك الجزائرية بأم البواقي-شرق الجزائر-، الجمعة الماضية، من حجز كميات هامة، من التجهيزات والعتاد، الخاصة بمصانع صناعة مادة الإسمنت، من صنع إسرائيلي، تم استيرادها من طرف رجال أعمال، ومؤسسات أجنبية، إلى الجزائر، على أساس أنها بضاعة فرنسية، تحمل علامات تجارية خاصة بمؤسسات فرنسية شهيرة ولكن مصدرها إسرائيل.
و بحسب مصادر جمركية فقد قدرت القيمة المالية لهذه المحجوزات بما يزيد عن 400 مليار سنتيم جزائري، و على إثر حجز هذه المعدات الإسرائيلية إستنفرت المديرية العامة للجمارك الجزائرية قواعدها،و ألزمت  كل وحداتها المنتشرة عبر الجزائر، بتعميم إجراءات التفتيش والمراقبة، بخصوص مصانع الإسمنت الخاصة التي انتشرت بسرعة.

و جاء انكشاف القضية، عن طريق الصدفة و ذلك بعد مراقبة روتينية، لعناصر الفرقة المتنقلة للجمارك الجزائرية، لبضاعة أجنبية مستوردة، لفائدة مجموعة من المصانع والمؤسسات الخاصة، لإنجاز مصانع أو محطات لصناعة الإسمنت، حيث اتضح في بداية الأمر أن البضاعة من عتاد وتجهيزات، تحمل علامة صنع بفرنسا، غير أن الوسم التجاري، لا يتوافق مع العلامة الفرنسية المعتاد مشاهدتها في نفس البضاعة، وهو ما أدخل بعض الشكوك لدى عناصر الجمارك الجزائرية، التي رفعت تقريرًا لمفتش الأقسام بأم البواقي، الذي سارع رفقة إطارات الفرق، إلى التدخل ومعاينة البضاعة بصفة شخصية، أين تم اكتشاف وسم تجاري منقوش في أجزاء كبيرة من التجهيزات والعتاد، يحمل علامة صناعة إسرائيلية، وهو ما جعل أصحابها تحت طائلة الجرم الاقتصادي، ليتم حجز البضاعة،مع الإشارة إلى أنه لا تزال التحريات متواصلة حتى الآن، وتم التحقيق مع أربعة أشخاص تورطوا في القضية.

و بحسب ذات المصادر فإن هذه التجهيزات الإسرائيلية المنشأ كانت موجهة إلى مصنع الإسمنت “جيكا” بسيقوس بأم الواقي و الذي زاره وزير الصناعة و المناجم الجزائري يوسف يوسفي أواخر شهر أكتوبر الماضي و الذي يشهد تقدمًا في أشغال انجازه والتي وصلت نسبتها 75 بالمئة ليدخل حيز الاستغلال شهر جويلية من سنة 2019  حيث تجري أشغال انجاز التهيئة الداخلية لهذا المصنع بوتيرة متسارعة.
وسيتدعم هذا المصنع بمختلف التجهيزات والوسائل التي تستجيب للمعايير الوطنية لحماية البيئة فضلا عن محطة لمعالجة المياه المستعملة، وكلف هذا المشروع خزينة الدولة غلافا ماليا ب40 مليار دينار ومن المنتظر لدى البدء في عملية الاستغلال تحقيق إنتاج إجمالي من هذه المادة بنحو  2,2 مليون طن سنويًا وهو رقم مرشح للارتفاع وبالتالي سيساهم في تغطية احتياجات السوق الوطنية من الإسمنت كما سيعمل هذا المشروع على تجسيد أهداف المخطط الوطني وتلبية الحاجيات الوطنية وحتى تحقيق الاكتفاء الذاتي وسيكون داعما فعالا للجهود المبذولة في مجال التنمية المحلية وإنجاز مختلف المشاريع خاصة برامج قطاعي السكن والأشغال العمومية بهذه المنطقة التي تعاني أحيانا من نقص في مواد البناء كما من شأنه أن يقضي على المضاربة التي جعلت أسعار الاسمنت مرتفعة خلال السنوات الأخيرة، وزيادة عن البعد الاقتصادي فإن لهذا المصنع قيمة مضافة في الجانب الاجتماعي من خلال دوره في دعم سوق الشغل انطلاقا من استحداث ما يفوق عن 450 منصب عمل مباشر فضلا عن إمكانية فتح قرابة 2500 فرصة عمل غير مباشرة وفقا لما ورد في البطاقة التقنية للمشروع، كما تندرج عملية إنجاز هذا المشروع ضمن الإستراتيجية الصناعية الوطنية التي ترتكز على استغلال الموارد المعدنية عبر مختلف مناطق الوطن بهدف تطوير القدرات الاقتصادية بهذه المناطق وفي السياق ذاته وخلال زيارة وزير الصناعة و المناجم يوسف يوسفي الى ولاية أم البواقي مؤخرا أكد أن إنتاج الجزائر من الإسمنت بدخول هذا المصنع في الانتاج سيصل إلى 40 مليون  طن سنويا في غضون سنة 2020 ماسيسمح بتصدير أكثر من 10 مليون طن سنويا في الوقت الذي وصل فيه الانتاج الى  25 و 30 مليون طن خلال السنة الجارية كما تم تصدير مايقارب 3 الى 5 مليون دولار من هذه المادة خلال السنة الجارية في الوقت الذي سيتم فيه تصدير 1،5 طن خلال السنة المقبلة اي مايقارب 50 مليون دولار فيما سيشرع قبل نهاية سنة2018  في إنتاج نوع آخر من الإسمنت يستعمل في الصناعة البترولية ماسيسمح من تغطية احتياجات صناعة البترول والغاز  من مادة الإسمنت وسيتم تصدير هذا النوع من الإسمنت إلى الخارج مستقبلاً.
من الجزائر:عمّـــــــــار قــــــــردود

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.