انطلق سامي بن سلامة ،العضو السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، من فرضية ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد كون حزبا وشارك من خلاله في الانتخابات التشريعية والرئاسية على شاكلة الحزب الذي ربح به أحمد أويحيى بصفة مفاجئة الانتخابات التشريعية سنة 1997 في الجزائر..
وقال بن سلامة في تدوينة “فايسبوكية” : “من هذه الناحية أو تلك سيكون الشاهد “المرشح الرهينة” لدى “الخوانجية”.. وهو رهينة منذ الآن إن عدنا إلى الحاضر”
وفي ما يلي نص التدوينة :
لنسافر قليلا عبر الزمن.. لنفترض أن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد نجح في حشد الدعم المادي والشعبي وكون حزبا مستندا على أجهزة الدولة على شاكلة الحزب الذي ربح به أحمد أويحيى بصفة مفاجئة الانتخابات التشريعية سنة 1997 في الجزائر.
لنفترض أنه تمكن من ترشيح قائمات في جميع الدوائر الانتخابية في الانتخابات التشريعية المقبلة التي يفترض أن تعقد في أكتوبر 2019..وهو أمر شديد الصعوبة.. يفوز حزبه على نداء تونس ويقتطع جزء من ناخبيه في التشريعية… وهو أمر ليس بالهين في حالتين، حالة عدم ترشح الرئيس الحالي الذي سيدعم النداء بكل قواه.. وكذلك في حالة ترشحه.. في تلك الحالة هل هنالك من يصدق أنه سيفوز كذلك على حركة النهضة ؟ وماذا إن لم ينجح شخصيا في نيل مقعد في التشريعية ؟ يعني ذلك أنه لن يعود إلى رئاسة الحكومة أبدا.. لأن الحزب الأول هو من يقترح المرشح للمنصب بحسب الدستور… إلا أن تعهد بتسليم باقي مفاتيح البلاد للحركة بعد أن سلم أغلبها.. وإن كانت الحركة غير راغبة في تسلم الحكم مباشرة لأسباب متعددة.. لنفترض كذلك بأن الشاهد ترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر أو ديسمبر 2019.. لن يصعد إلى الدور الثاني بوجود السبسي إلا إن ضمن أصوات مناصري الحركة.. وإن ضمن أصوات الحركة كما فعل المرزوقي في انتخابات 2014 …فإنه لن يفوز إلا بضمان أصواتها في الدور الثاني.. من هذه الناحية أو تلك سيكون الشاهد “المرشح الرهينة” لدى “الخوانجية”.. وهو رهينة منذ الآن إن عدنا إلى الحاضر.. بينت الندوة الصحفية للباجي قايد السبسي اليوم أنه ينوي الترشح لعهدة رئاسية ثانية.. وأنه ومع الحفاظ على مظهر الرئيس العاقل والرصين لتخفيف الضغوط السياسية عليه وتصدير الأزمة إلى الحكومة وخاصة إلى البرلمان..فإنه لن يدخر جهدا للقضاء على طموحات رئيس حكومته.. كالعادة أتى خطابه محملا بالرموز والإيحاءات… ركز على 4 أمور مهمة:
– وجود ”حكومة الظل“ وهو أول اعتراف رسمي بوجودها.. وعليه أن يوضح أكثر للرأي العام وتلك مسؤوليته الكبرى.. لأننا تائهون حاليا بين الجهاز الخاص وحكومة الظل.. – وجود نهضويين بـ”قربيطة” في إشارة لخدم ”الخوانجية“ في الحكومة ومنهم رئيسها..
– التفاف الشاهد بالتحوير على مشروع قانون المساواة
– خرق الشاهد للدستور والقوانين في إلغاء وإحداث الوزارات كلها أمور تبين أن معركة كسر العظم المباشرة قد انتهت بخسارة الباجي قايد السبسي الجولة باعترافه وتسليمه علنا أمام الصحفيين..وبأننا بصدد الانتقال للمرحلة الثانية وفي ظاهرها التمسك بالدستور وتفادي المواجهة أما في باطنها فحرب دامية حتى الموت باستعمال كواتم الصوت..
شارك رأيك