أكد جياني إنفانتينو، رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، في حوار مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن “فرص استضافة قطر لـ48 منتخباً في البطولة المقبلة أمر صعب” بالنظر إلى الأزمة الخليجية القائمة؛ لكنه أكد أن كرة القدم يمكن أن تساعد في محو الصراعات السياسية التي أدت إلى فرض مقاطعة اقتصادية وسياسية على قطر.
وقال رئيس “الفيفا” متفائلاً: “ربما تكون كرة القدم وسيلة لبناء الجسور. لقد شهدنا كذلك مع تقديم الملفات لاستضافة بطولة عام 2026، ومنح الحق في تنظيم كأس العالم لثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والتي أعتقد أنها لا تملك أيضاً أفضل العلاقات السياسية أو الدبلوماسية؛ لكن كرة القدم تصنع المعجزات، كما نعرف”.
هل ستُصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟
ويرى المسؤول الكروي أن فتح النقاش مع البلدان المجاورة لقطر حول قضايا لها علاقة بمباريات كأس العالم يمكن أن يساعد على تطور مواقف المملكة العربية السعودية التي لها “تأثير جيد” بالمنطقة.
وعلى بعد أربع سنوات من انطلاق أكبر تظاهرة كروية في العالم، المقررة في قطر ابتداء من 21 نوفمبر 2022، أوضح إنفانتينو أنه في حال رفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 قد يفرض إقامة كأس العالم 2022 في عدة دول خليجية مجاورة؛ ما يعني أن تتقاسم قطر عدد المباريات مع البلدان المجاورة المناهضة لسياسة البلد المضيف.
وأضاف: “من الواضح أن علاقة الدوحة مع البلدان المجاورة هي عامل يعقد الوضع؛ لكن من ناحية أخرى، على الرغم من وجود علاقات دبلوماسية معقدة أو صعبة، فإنه عندما يتعلق الأمر بكرة القدم يتحدث الناس مع بعضهم البعض”.
و أشار الإيطالي إلى أنه على الرغم من مقاطعة دول خليجية للدوحة، فإن الأندية القطرية لا تزال تلعب في منافسات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضد فرق من دول أخرى في الخليج والشرق الأوسط.و أضاف قائلاً: “كن إيجابيًا حيال ذلك: يمكننا أن نفعل شيئًا من أجل العالم ولكرة القدم. يمكن أن يحدث، أي شيء يمكن أن يحدث. لننطلق خطوة بخطوة. نعم، ربما تكون الفرص صغيرة؛ لكنني شخص متفائل بشكل عام، لذا سنرى الوضع”.
وأضاف زعيم “الفيفا” أن “اللجنة العليا” في قطر، المنظمة لكأس العالم، تتعاون مع دراسة الجدوى التي تجريها “الفيفا” لزيادة عدد منتخبات المونديال؛ لكنه أقر بأن الدوحة غير متحمسة لهذا الاتجاه، بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط التي أخلطت كل الأمور.
وخلص رئيس “الفيفا” إلى أن إجراء بعض مباريات كأس العالم 2022 في بلدان أخرى هو النتيجة المنطقية المحتملة في حالة الرفع من عدد المنتخبات المشاركة، قائلاً: “تمتلك قطر ثمانية ملاعب وتستعد لبطولة كأس العالم التي تضم 32 منتخباً. بالطبع، الأمر لا يحتاج إلى عبقرية آينشتاين لكي تعلم أنه قد يكون من الصعب تنظيم مونديال بمشاركة 48 منتخباً في ثمانية ملاعب في بلد واحد”.
هل سيترشح إنفانتينو لجائزة نوبل للسلام؟
وفي حالة توسيع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48، يتعين على قطر العمل مع دول لديها خلافات سياسية في المرحلة الحالية؛ ومن بينها السعودية والإمارات والبحرين.فهل ستكون كرة القدم الفرصة السانحة لإصلاح ذات البيّن بين الأشقاء الأعداء؟ و هل ينجح رئيس “الفيفا” جياني إنفانتينو في تقريب وجهات النظر بين مسؤولي قطر ودول الخليج و يتمكن من إنهاء “العداء” بين هذه الدول الشقيقة، وبالتالي يتم ترشيحه – في حال نجحت مساعيه – لجائزة نوبل للسلام سنة 2022 أو 2023 ؟
عمّـار قــردود
شارك رأيك