عن دار الجنوب وفي309 صفحات صدرت النسخة المحيّنة من “مقدمات توفيق بكّار ” . النصوص الخمسة المضافة تحتل 55 صفحة من الكتاب الذي ضم مقدمات لروايات كتاب عرب . روايات لا تكذب ” قد يكذب التاريخ ، ولا يكذب الأدب ” .
وعن المقدمات كتب توفيق بكار في الحادي عشر من ديسمبر 2011 :
«هذه مقدّمات واكبت بها من قبل «عيون المعاصرة» وخلال عمرها المديد تآليف شتّى من أدبنا العربي الحديث، أقاصيص وأشعاراً وروايات ومسرحيات من مختلف بلداننا : تونس والسودان وفلسطين والعراق ومصر.
وافَتْني، قارئاً، على مرّ السنين نصوصها يحدّثني كلّ بأمره . فإذا أساطير من هذا العهد تروع كالقديمة بسير أبطالها، مغامراتهم الخارقة ومصاريعهم الهائلة. وجوه ووقائع إذا عرفتها لا تنساها.
وكان لكلّ نصّ في إبّانه وقعٌ في نفسي ضجّت له فلم يكن لها من المجاوبة بدّ، فالتقى الصوت بالصوت والهمّ بالهمّ والكتابة بالكتابة وكانت هذه المقدّمات».
رحل في 24 افريل 2017 ولم يكن يعلم ان طبعة ثانية مزيدة ستصدر من مقدماته مزدانة بخمس مقدمات جديدة . وكان قبل وفاته يحث دار الجنوب على إصدار طبعة محينة من المقدمات تحمل خمس مقدمات إضافية جاد بها ل “عيون المعاصرة ” بين 2002 تاريخ إصدار الطبعة الأولى وسنة 2017.
أما النصوص الخمسة المضافة فتحتل 55 صفحة من الكتاب، وتخص ” مانعة ” لمصطفى الفيلالي2003، واختار لها عنوان ” من حجر ومن بشر” . ” وحمام زنوبيا ” لرياض معسعس 2012، واختار لها ” رواية الميت الحي ” عنوانا . النص الثالث بعنوان ” صراع العقل للطغيان ” سنة 2016، من خلال ” جبل العنز ” للحبيب السالمي . ومن سنة 2016. اختار توفيق بكار أيضا ، ” خاتم ” لرجاء عالم ،واختار لنصه عنوان ” خاتم أو السر القاتل . “أما آخر النصوص الخمسة المضافة فهو نص عن ” حجر الضب ” لنور الدين العلوي من سنة 2017 ، واختار له ” عهد التغيير وبئس المصير” عنوانا .
هذه النصوص تنضاف إلى المقدمات الأخرى التي صدرت في الطبعة الأولى عن ” حدث أبوهريرة ” و ” السد ” و ” من أيام عمران ” للمسعدي و” موسم الهجرة إلى الشمال ” للطيب صالح و” المتشائل ” لإميل حبيبي و” مختارات شعرية ” لمحمود درويش ” وموعد النار” لفؤاد التكرلي . و ” مختارات قصصية ” لمهدي عيسى الصقر. و ” صخب البحيرة ” لمحمد البساطي . و ” راعي النجوم ” لعلي الدوعاجي . و” اللحمة الحية ” و ” الماتا ماتا “لصالح القرمادي . و ” الحصار” للطاهر الهمامي . و ” زمن الترهات ” لرشاد الحمزاوي .
رحل بنا توفيق بكار مع أبي هريرة وقلقه الدائم كالماء يجري وغيلان ينزل وادي صا هباء بعقل العصاة وعزم البناة . وعمران يطوح به التسآل بين الوادي وأعلى الجبل . ومصطفى سعيد الجنوبي يغزو بحبه القاتل نساء الشمال . وسعيد ابو النحس المتشائل خرج من بلاده وعاد فإذا فلسطينه إسرائيل وقد خربت القرى . وعبد الرضا خرج من إيرانه شوقا إلى مشاهدة الأئمة ببقاعهم في العراق وعليه أن يقطع نهر الحدود إلى الرفاق في موعد النار…
قال الراحل توفيق بكار عن المقدمات : ” ذاك جماع النصوص من قصص من عجيب هذا الدهر وغريبه …كأنها هذيان محموم أو رؤى مجنون . وهي العقل صاحيا في دنيا قد فقدت صوابها . وكان لكل نص في إبانه وقع في نفسي . ولا ينبئنك عما بقوم إأصدق من أدبهم وإن كان لا يراه سفاه المستخفين إلا خيالات تافهة من كذب الشعر والقص . قد يكذب التاريخ بكذب الأهواء، أهواء السياسة أو أهواء المال ولا يكذب الأدب ” .
شارك رأيك