يتم اليوم السبت 8 ديسمبر 2018 ، اقامة مراسم تطويب الرهبان الكاثوليك الــ 19 الذين توفوا بالجزائر خلال العشرية السوداء الدامية في تسعينات القرن الماضي التي شهدتها البلاد. و ذلك على مستوى كنيسة السيدة العذراء “سانتا كروز” التي تم افتتاجها أمس الجمعة بعد ترميمها.
الجزائر من عمار قردود
وكان قد وصل مبعوث بابا الفاتيكان فرانسيس الكاردينال جيوفاني انجيلو بيتشو عميد مجمع دعاوى القديسين ظهيرة أمس الجمعة إلى وهران، و عبر ممثل رأس الكنيسة الكاثوليكية في تصريح للصحافة عن “شكره للدولة الجزائرية ورئيسها الرئيس بوتفليقة على تعاونهم في تنظيم ونجاح الاحتفال بتطويب الرهبان الـ 19 الذين ماتوا في الجزائر .
و أضاف الكاردينال أن “هذا الحدث فرصة لتجديد التزام الكنيسة، التي يمثلها أسقفي الجزائر العاصمة ووهران والتعبير عن أخوتها وصداقتها مع الشعب الجزائري”.
من جانبه أكد وزير الشؤون الدينية و الأوقاف الجزائري الذي كان في استقبال ضيف الجزائر على أهمية هذا الحدث الأول الذي يتم تنظيمه خارج الفاتيكان، و عن التعليمات والإرشادات التي أعطاها الرئيس بوتفليقة لنجاحها.
و بمناسبة تطويب الـ19 الرهبانا اليوم السبت بأعالي مدينة وهران، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال جيوفاني أنجيلو بيتشو، قال فيها: “إن الاضطهاد ليس حقيقة من الماضي، فاليوم نحن نختبره أيضًا، سواء من خلال سفك الدم، كما هو الحال مع العديد من شهداء العصر، أو بوسائل أكثر تحديدًا، عن طريق الافتراء والأكاذيب”.
من هم هؤلاء الرهبان الـــ19 وما هي ظروف استشهادهم؟
استشهد 19 من الرهبان والراهبات، وبينهم رهبان تيبحيرين السبعة، الذين يتم تطويبهم السبت، خلال ما يعرف بـ”العشرية السوداء” في تسعينات القرن الماضي.
وبين هؤلاء الرهبان نجد الآباء البيض الأربعة (جمعية الآباء البيض) والذين استشهدوا في 27 ديسمبر 1994، في ديرهم في تيزي وزو بمنطقة القبائل في الجزائر. وهؤلاء المبشرون الأربعة هم الفرنسيون جان شوفيار (69 عامًا) وآلان ديولانغار (75 عامًا) وكريستيان شيسيل (36 عامًا) والبلجيكي شارل ديكير (70 عامًا). وكانوا ينتمون إلى “بعثة التبشير الأفريقية” التي تأسست في الجزائر في 1868.
وفي 23 ماي، أعلنت الجماعة الإسلامية المسلحة “جيا” أنها أقدمت على “نحر” الرهبان الرهائن قبل هذا التاريخ بيومين، قائلة إنها فعلت ذلك بسبب رفض الحكومة الفرنسية التفاوض. وفي 30 ماي، عثر الجيش الجزائري على رؤوس الرهبان على طريق قرب المدية، ولكن ليس على جثثهم.
أسقف مدينة وهران
في الأول من أوت 1996، قتل المونسنيور بيار كلافري، أسقف مدينة وهران الذي كان ينتمي إلى رهبنة الدومينيكان، مع سائقه الجزائري في غرب الجزائر، إثر تفجير قنبلة عن بعد، بعد دخوله مقر المطرانية. وكان عائدًا من الجزائر العاصمة بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي إيرفيه دو شاريت. وكان المونسينيور كلافري (58 عامًا) يحمل الجنسيتين الفرنسية والجزائرية، وكان من أشد المدافعين عن التقارب الإسلامي المسيحي والجزائري الفرنسي ومعارضًا للتعصب.
وعلى الرغم من علمه بأنه مهدد في الجزائر التي كانت غارقة في أعمال عنف دامية، قرر البقاء فيها، معتبرًا أن “الكنيسة الكاثوليكية لا تبقى من أجلها بل للشهادة على تضامن، كما نبقى إلى جانب صديق مريض”. مضيفًا “حتى إذا رغبنا بالرحيل فنحن لا نستطيع ذلك، لأن دماءنا امتزجت”.
شارك رأيك