في الوقت الذي يؤكد فيه رئيس المؤسسة الوطنية للضمان الاجتماعي تيتو بويري حاجة إيطاليا إلى مزيد من اليد العاملة الأجنبية لإعادة التوازن لهذا الصندوق يتوعد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بمضاعفة عدد مراكز الطرد الخاصة بالمهاجرين غير الشرعيين.
من الجزائر: عمّـار قـردود
قال مسؤول إيطالي إن بلاده بأمسّ الحاجة إلى أشخاص يأتون للعمل ودفع الضرائب، وذلك في أقرب وقت ممكن. وأكد رئيس المؤسسة الوطنية للضمان الاجتماعي تيتو بويري في تصريحات متلفزة أنه “دون مساهمة المهاجرين سيكون خطر رد فعل سلبي على خزائن المؤسسة”، وأردف قائلا: “لست أنا فقط من يقول هذا، بل تقوله الحكومة الإيطالية نفسها أيضا”.
وذكر بويري أن “ملاحظات تحديث وثيقة الاقتصاد والمالية المرسلة إلى بروكسل، تضمنت إشارة إلى رسم بياني يوضح التوقعات حول الدين العام الإيطالي في السنوات القادمة والتي توضح أن الطريقة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في الدين العام هي زيادة الهجرة بنحو 30٪”، وهو “ما تقوله حكومتنا”.
قال بويري أن بلاده “تشهد تحولاً ديموغرافيًا وانخفاضًا كبيرًا في معدلات الولادات”، وشدد قائلاً: “كنا سنوقف الهجرة، وسنكون في وضع يكون فيه عدد العمال أقل من المتقاعدين”. وأشار المسؤول إلى أنه يمكن أن نقدر عدد العمال الذين نحتاجهم من الآن إلى عام 2050 بحوالي 10 ملايين شخص.
إيطاليا تتوعد بمضاعفة مراكز طرد المهاجرين
و في المقابل توعّد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بمضاعفة عدد مراكز الطرد الخاصة بالمهاجرين غير الشرعيين، و”تطهير” بلاده من الهجرة، كما قال. وأضاف: “نعمل على إعادة تنشيط هذه المراكز في مناطق مختلفة وتحديد مرافق جديدة لمضاعفة عددها”.
وأشار إلى أن بلاده قامت في غضون 6 أشهر بإعادة تشغيل آلية كانت متوقفة بالكامل، مضيفًا أنه بحلول بداية العام المقبل سنرى النتائج الأولى لمضاعفة القدرة الاستيعابية لمراكز الطرد”.
وجاءت تصريحات ماتيو سالفيني في الوقت الذي تبنى فيه ممثلو حوالي 150 دولة “ميثاق الأمم المتحدة للهجرة” في مدينة مراكش المغربية مؤخرًا.
إيطاليا تُحارب الهجرة السرية و تهريب المخدرات
هذا و كشفت تقارير إعلامية اسبانية صدرت قبل يومين عن تغيير اتجاه عمليات تهريب مخدر الحشيش أو الكيف المغربي من المغرب إلى اسبانيا، إلى الشرق وتحديدًا عبر مسارين اثنين الأول يمر عبر البحر المتوسط من المغرب إلى ايطاليا، والثاني مسار بري يخترق الجزائر ثم ليبيا من أجل الوصول إلى الجنوب ايطاليا عبر البحر، جاء هذا بعد تشديد الإجراءات الأمنية في السواحل الاسبانية.
الخسائر الضخمة التي مني بها كبار مهربي مخدر الحشيش المغربي في الفترة بين منتصف 2017 والنصف الأول من عام 2018، أدت إلى ارتفاع سعر الحشيش المغربي في السوق السوداء في اسبانيا 4 اضعاف حيث زاد سعر 1 طن من الحشيش عن 100 مليون يورو في السوق الإسبانية وهو سعر لم يسبق أن بلغه المخدر المغربي الذي يستهلك على نطاق واسع في أغلب الدول الأوروبية.
وتشير ذات التقارير إلى أن المؤشرات الجديدة تثير قلق الأجهزة الأمنية الإيطالية، وتدفعها للتعاون مع شركائها الاقليميين في جنوب البحر المتوسط، وبالتالي فإن التعاون والتنسيق مع الجزلائر يصبح في حكم الضرورة، مع تغيير شبكات تهريب الحشيش المغربي، لمسار نشاطها عبر البر الجزائري ثم ليبيا، أو عبر البحر قبالة سواحل الجزائر منه أجل الوصول في النهاية إلى جزيرة صقلية الإيطالية.
شارك رأيك